الأحد، 6 نوفمبر 2022

دلالات بلا معنى بقلم الكاتب جلال باباي(نونس)

  دلالات بلا معنى

جلال باباي(نونس)
1- عبَّاد الشمس
-------------
عند الصيف
تزهر أعواد عبَّاد الشمس،
ما أن يحلَُّ الخريفِ
تُقطَعُ رؤوسُها
ويعود السائرون قُربَها أدراجهم فجأةً يعتلي صوت الدخان
ذات غسق
تقترب الشمس بلون الذهب
تتكوٌر دوائر عبٌادها
تشرق السماء لؤلؤا.
---------------
2- " حنظلة.."
أجدٌد موتي
كلٌما اختلى بي
سواد ماضيها
تلك الوارفة بالحنظل
-------------
3- وهم موسمي
تخز صدري
لسعاتُِ الخريفِ
وأوهِمُ أصابعي
بجمرات الصيف
-----------------
4- مفارقة
بتجاذب الموتى في أكاذيبنا
كل صباح باكر
تفقه جيدا
طيورُ الغابة
ِ صدق الرياح.
-------------
5-بكائية
ترتوي من دماء الأرض
تلك الثمرات
يبكيني هذا الكأس
لقد أثقلت مرساته
كل هذه الجراحات
---------------
6-مرارة
من شقوق رأس الضرير
حلٌ بهذا العالم الظلام
فوق فراش الحرير
أزهر مرٌ الغرام .
-----------------
7-هلاك
أن تورٌط ذاتك في العشق
ّيعني أن تبحث لنفسك
عن دربِ الهلاك
أن تكتب قصيدتك ميتة
يعني أن تعرٌض الف مرة
قلبك للشٌِراك
---------------
8- تعريفات
١-
الحُبُّ متسولٌ هادئ
يتضرعُ إلى تلك العشبةٍ الصغيرة
كي يمتصٌ جمالها
٢-
بمقدور الحب أن يتحوٌل إلى ترابٍ
ليفترش خصبه
ويقتلع من جسدي برعم الشباب.
٣-
الحُب سفر ثلاثي الأبعاد
يركض ليلاَ مثل الحفبف
ينادي نهارٍا على الخطاطيف.
يكسو فجرا فشله
بالعناق الخفيف.
-----------
9- تأمّلاتٌ
يحدث أن أتحدث عن أبطال
من كرتون
واصنع مني شهريار الكتب
أن أحذف من قصائدي الأولى
شطحات عشقها و أسطر الكذب
ّأن أتأمل في قميصي البالي
بلا سبب
أن أستمع إلى نقراتَ أوراقِ الشَجر
خارج النافذة كوقع الخبب
----------------
-10حالة
سيلزمنيَ في صمتها وقتً طويل
لَكَم كانت الأجواءُ هادئة!
فجر هذا الأحد العليل
وتهادى إلى ساعتي
ماء السماء
ثم ترامت على جسدي المتهالك
اوراق الشجر الظليل
أول شتاء 2022

د. سناء الشعلان تستلم جائزة فلسطين العالميّة للآداب للعام 2022 عن (تقاسيم الفلسطينيّ) متابعة الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 د. سناء الشعلان تستلم جائزة فلسطين العالميّة للآداب للعام 2022 عن (تقاسيم الفلسطينيّ)

استلمت الأديبة الأردنيّة ذات الأصول الفلسطينيّة د. سناء الشعلان (بنت نعيمة) جائزة فلسطين العالمية للآداب للعام 2022 بعد أن حازت على الجائزة الذّهبيّة الأولى فيها في حقل المجموعة القصصيّة المنشورة عن مجموعتها القصصيّة (تقاسيم الفلسطينيّ) الصّادرة في طبعتها العربيّة الأولى في عام 2015 عن دار أمواج للطّباعة للنّشر والتوزيع، في حين صدرت طبعتها الثانية الإيرانيّة في عام 2022 عن المؤسّسة الإيرانيّة (افرا)/ بنياد افرا .
وتسلّمت الشّعلان جائزتها في حفل جماهيريّ عالميّ كبير احتضنته العاصمة اللبنانيّة بيروت في مسرح رسالات/ المركز الثقافي لبلدية الغبيري برعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد المرتضى، وقدّم الحفل الإعلامية التونسية كوثر البشراوي.
وأهدت الشّعلان جائزتها هذه إلى والدتها الرّاحلة (نعيمة الشّعلان)، وأنحنتْ لروحها الحاضرة في ذاتها أمام جمهور المسرح تقديراً لمكانتها ودورها في حياتها وأدبها، وذكرتْ دورها الدّاعم في أدبها الملتزم تجاه القضيّة الفلسطينيّة، كما عبّرت عن فخرها بهذه الجائزة التي تمثّل دورها النّضاليّ بالقلم في مسيرة نضال الشّعب الفلسطينيّ ونضال الشّعوب والأفراد التي تدعم عدالة القضيّة الفلسطينيّة في درب التّحرير المنتظر القريب إن شاء الله تعالى.
تهدف هذه الجائزة العالميّة إلى تعريف وتقديم الكتب الأدبية المنشورة في العالم حول قضية فلسطين، وتقدير الكتّاب والشعراء والناشرين الذين دافعوا عن الشعب الفلسطيني المظلوم بكتاباتهم، وجائزة (فلسطين العالمية للآداب) هي جائزة غير حكومية، أُسست عام 2019، ومن المقرّر أن تُقام كل سنتين مرة، بالتعاون مع النقابات الثقافية والأدبية وعدد من الجمعيات ودور النشر في عدة دول عربية وإسلامية.
شارك في الحفل حوالي 50 شخصية سياسية، أدبية، ثقافية، وإعلامية داعمة للقضية الفلسطينية، من دول عدة أبرزها: إيران، العراق، تونس، الجزائر، أميركا، أستراليا، فرنسا، تركيا، أندونيسيا، السنغال، جنوب أفريقيا، وغيرها من الدول، ومن أبرز الضيوف: الناشط الكاتب “زياد بومخلة” وهو ناشط في دعم القضية الفلسطينية من تونس، الدكتور “محمد زكي إبراهيم” كاتب ومؤلف في السياسة والأدب من العراق، والكاتبة “دينا يوليانتي” أكاديمية وعضو الهيئة العليا للجائزة من أندونيسيا، والبروفسور “تيم أندرسون” عالم وباحث ومؤلف كتاب “محور المقاومة نحو شرق أوسط مستقل” من أستراليا، الدكتور “اسكات بنت” ضابط سابق في الجيش الأمريكي، وخبير في الحرب النفسية وكشف الفساد من أميركا، الدكتور “كمي سيبا” ناشط سياسي واجتماعي ومؤيد للقضية الفلسطينية من بنين، السيدة “ليلى خالد” مناضلة ومقاومة فلسطينية من فلسطين، السيد “كريم رزقي” داعم للقضية الفلسطينية، منسّق ومموّل سفينة الحصار إلى غزة من الجزائر، الإعلامي “زهير لطيف” مدير قناة تلفزة TV من تونس، السيد “الحسين كان” أمين منتدى مقدس الشبابي فرع السنغال من السنغال، الصحفي “فيصل جلول” كاتب وصحفي من لبنان، والأديب “يوسف شقرة” رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين من الجزائر، والسيدة “كوثر البشراوي”.
أقامت الجائزة ندوة على هامش الجائزة في المكتبة الوطنيّة بعنوان: “دور الأدب والثقافة في حفظ الهوية وحماية القضية”” برعاية وزير الثقافة اللبناني القاضي محمد المرتضى، وشارك في الندوة كل من: الباحث والصحفي “فيصل جلول”، رئيس اتحاد الكتّاب الجزائريين الأستاذ “يوسف شقرة”، الكاتب العراقي الدكتور “محمد زكي ابراهيم”، رئيس اتحاد الكتّاب العرب الدكتور محمد الحوراني، كما أدار الندوة عضو اللجنة الوطنية للأنيسكو الأستاذ “روني ألفا”.
متابعة محمد المحسن

مفتاح السعادة بقلم زينب لحمر

 مفتاح السعادة

إضحك و لا تجعل الإبتسامة تفارق ثغرك لا شيء يستحق أن تضع كفك على وجهك و تمضي ساعات في التفكير به و لا داعي لإستدعاء دموعك في خلوتك مع نفسك و إجعل الموسيقى الهادئة و الذكريات الجميلة رفيقتك في رحلة تأملك للحياة .من المؤكد أن كل إنسان بحاجة للحظة هروب ، للحظة إستقلال ذاتي تجرده من واقعه و تسافر به عبر الزمن إلى أماكن أخرى مع أناس تمنى لوهلة أن تستمر لحظات تواجده معاهم لكن القدر أجبر الوقت على الدوران و إستمرت حياتنا و لم يستمر تواجدهم نتيجة فشلهم في إختبار الثقة و السند او نتيجة ضغوط نفسية جعلتهم يرحلون بلا مبررات او نتيجة حكم القدر القاسي و تتعدد أسباب الرحيل و تبقى النتيجة واحدة .عندما نتعلق بأشخاص لا نبحث في عوراتهم و عيوبهم بل نسعى لإزاحة كل العراقيل التي من شأنها أن تعيق عملية تواصلنا معاهم.
تعترضنا عديد المواقف في حياتنا اليومية و عادة ما يسودها التكرار لكن فجأة يهدينا موقفا ما شخصا لطالما تمنينا وجوده في حياتنا شخصا يفهم ما يجول بداخلنا من دون الحاجة إلى الكلام ، إنسان يقرأ أفكارنا و يفهم ما نحتاجه من دون أن نضطر لطلبه شخصا يمد يده ليرسم الضحكة على شفاهنا عوض أن يمدها لمسح دموع كان السبب في سقوطها .
شخص مثالي و محبب لقلوبنا، شخص تكفي رؤيته او سماع صوته لجبر ما تكسر فينا و كم نحن بحاجة لهكذا شخص في ظل ما يشهده العالم من أزمات طالت جميع المجالات المادية و المعنوية و الروحية حتى بات الإنسان يعتاد عيادات الطب النفسي بسبب و بلا سبب لا لشيء فقط ليخرج شحنات سلبية تراكمت بداخله حتى أنهكت جسده و روحه في آن واحد .
ماذا لو تلاشت كل الموجات السلبية و أصبح الشخص يشحن موجات إيجابية قبل خروجه من منزله ليعم السلام و الحب كل الشوارع و تجبر كل الخواطر المنكسرة و لو بكلمة لأن تأثير الحروف أكثر بكثير من تأثير الفعل و الفاعل فالعمل الصالح لا يمكن أن يكتمل أجره إلا إذا رافقته النية الطيبة و الكلمة الحسنة .إنتقوا كلماتكم و إجعلوا منها مفاتيح سعادة تسر القلوب و لا تجعلوا منها وابل رصاص يدمر النفسيات قبل الأجساد.
زينب لحمر

يلي قفلت الخط في وجه مغليك كلمات الشاعر غانم ابوثيلي

 يلي قفلت الخط في وجه مغليك

حنا نقدر في بعض الاوقات ظرفك
ونقول ظرف الزين ما يسمح يحاكيك
اثراه يدور غلطنا حتى يجازيك
ياما تغنيت بكلمه انا فداك
ومع طولت الايام بانت نواياك
لا ينفعك عذرك ودموع عينك تباريك
صبرت صبر ايوب على بلاويك
عيش وتهنئ يالغضي في دلالك
ولا عاش من هو يعكر مزاجك
ويلي قفلت الخط في وجه مغليك
مشكور يا الطيب وربي يهنيك
غانم ابوثيلي
٢٣ اكتوبر ٢٠٢٠
Peut être une image de 1 personne

أنت ضميري بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم

 أنت ضميري

من كتر كلامي عنك
بقيت في قلبي غنوة
بِحكيها يوماتي وسنين
علشان مفيش زيك
أَنت كل الحلوين
في ضميرك .. ومصيرك
وكلامك .. وقرارك
وحكمتك .. في شرعك
ووقفتك .. واستبسالك
كاتم آهاتك .. وأَوجاعك
أَنت بنيت .. وأسست البيت
وعلمت الكل بكتابك
إِليك حنيت ...
وأَنا واقف على بابك
للكل حكيت .. رواياتك
الروح سلمت ...
وعشت أيامك
ذَكراك لم تمت ...
ولم تجف أحلامك
بقلم الأديب/ مجدى متولى إبراهيم
Peut être une image de 1 personne

الشوق والحنين في رواية مايا للكاتب المقدسيّ جميل السلحوت* بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الشوق والحنين في رواية مايا للكاتب المقدسيّ جميل السلحوت*

رواية مايا لليافعين،للكاتب جميل السلحوت،إصدار مكتبة كل شيء حيفا،2022، تنسيق شربل الياس، رسم لوحة الغلاف الفنان التشكيليّ الفلسطينيّ محمد نصرالله، تقع الرواية في 109 صفحات.
يهدي الكاتب روايته لحفيداته أبناء ولده قيس وزوجته مروة: لينا، ميرا ومايا، كما يهديها لجميع الأطفال المشرّدين عن وطنهم.
يستهلّ الكاتب روايته بحلم جميل حلمته حفيدته مايا، التي تعيش مع أهلها في مدينة شيكاغو في أمريكا. والدها قيس وهو ابن الكاتب، تعلّم في الجامعة في شيكاغو وعمل هناك وتعرّف على مروة وهي تونسيّة الأصل وتزوجّها.
رأت مايا نفسها تزور فلسطين وتقضي عطلة الصيف مع جدّها جميل وجدتها حليمة، وتزور معهما الأماكن المقدسّة في القدس: قبّة الصخرة والمسجد الأقصى، كنيسة القيامة، أسواق القدس وغيرها.
تبدي مايا رغبة جامحةً أمام والديها في زيارة فلسطين، لتنام في حضن جدتها وتقضي مع جدها وجدتها وأقاربها أسعد الأوقات. يعد الأب قيس ابنته مايا بمحاولة ترتيب زيارة للقدس في عطلة عيد الميلاد كما طلبت منه مايا أسوةً بصديقتها ماليسّا وأسرتها التلحميّة، حيث سيقضون عيد الميلاد في مدينتهم بيت لحم.
لكن قيس يتعذّر عليه الايفاء بوعده، فيعد ابنته بترتيب زيارة للوطن خلال العطلة الصيفيّة، ويقوم بحجز التذاكر. في هذه الفترة ينتشر وباء الكورونا ويُمنع الناس من السفر ومن الخروج من بيوتهم، فتلغي شركة الطيران رحلاتها، وتبلغ عائلة قيس بهذا الأمر. تحزن مايا جدّا وتنتظر الفرج، لكنّ السنة الدراسيةّ تفتتح دون الطلاب حيث يتعلّم الطلاب عبر تقنيّة (زووم)، في حين لا زالت مايا تنتظر بفارغ الصبر زيارة جدّها وجدّتها في القدس.
يسلّط الكاتب جميل السلحوت في روايته على عدّة مواضيع هامّة أراد أن يوصلها لليافعين ألا وهي :
حبّ الوطن والتمسّك في الجذور الفلسطينيّة والثوابت الوطنيّة مهما تغربنا أو بعدنا عنه. يقول العم أحمد زوج هالة جدّة مايا من أمها:" نحن الفلسطينيين تسكننا القدس ومقدّساتها حتّى وإن كنّا بعيدين عنها". ص 14. أمّا الجدة هالة التونسيّة فتقول عن القدس:" القدس تسكن قلب كل عربي مسلم ولن يهدأ ضمير الأمّة ما دامت القدس محتلّة". ص 14. كذلك الطفلة ماليسّا زميلة مايا وهي من بيت لحم تقطن مع أسرتها في شيكاغو، تقول لمعلّمتها حين تساءلت أين نحن من البلاد المقدّسة؟ أجابتها ماليسّا:" إذا كنت أنت بعيدة عن البلاد المقدسة فأنا قريبة منها، فهي تسكنني كونها بلادي وبلاد آبائي وأجدادي". ص 40.:" أمّا الطفلة مايا فحبّها لوطنها وللقدس خاصّة يبدو جليّا من بداية الرواية حتى آخرها.
سياسة التضليل والجهل التي تتبعها أمريكا لشعبها وإيهامهم أنّ المسجد الأقصى بني على أنقاض الهيكل. فنجد أنّ معلمة مايا تقول عن صورة قبّة الصخرة التي وضعتها مايا على طاولتها:" هذه صورة جميلة لجبل الهيكل". ص 24. لكنّ مايا ردّت عليها بقولها:" بل هذه صورة مسجد قبّة الصخرة". ص 24.وحين سألتها مايا عن الهيكل أجابت المعلمة:" الهيكل معبد يهوديّ قديم، بنى المسلمون هذا المسجد على أنقاضه". ص 24. وبعد حوار بين المعلّمة وطلابها تقرّر المعلمة التوقف عن الحديث عن البلاد المقدسّة لجهلها فيه فيقول لنا الراوي:" تشتت المعلمة بين ما قالته ماليسّا وما قالته لينا فابتعدت عن الموضوع". ص 41.
وحدة الشعب الفلسطيني ، والتأكيد على هويّته وانتمائه لفلسطين، بغض النظر عن المعتقدات الدينيّة. فالكاتب يتعمّد أن يذكر على لسان مايا المسلمة أنّها زارت كنيسة المهد وكنيسة القيامة والعديد من الأديرة مع جدّيها، إضافة إلى زيارتها لقبّة الصخرة والمسجد الأقصى. كذلك الفتاة ماليسّا المسيحيّة تقول لمعلّمتها التي سألتها إن كانت مسلمة:" بل أنا فلسطينيّة عربيّة مسيحيّة. وفي وطننا فلسطين لا فرق بين مسلم ومسيحيّ". ص 41.
التمسّك باللغة العربيّة والتحدّث بها وقراءتها، فهي رمز بقاء أمّتنا وكياننا. فنجد أنّ قيس وزوجته مروة يعلّمان بناتهما اللغة العربيّة، ويشجعانهنّ على حفظ الأغاني مثل أغاني فيروز ومشاهدة أفلام الكرتون باللغة العربيّة.
الحبّ الشديد من قبل الأجداد للأحفاد، والعلاقة المميّزة التي تربط الأحفاد بالأجداد. تتساءل مروة:" هل يعقل أن الأجداد يحبّون أحفادهم أكثر من أبنائهم؟ فيجيبها زوجها قيس: طبعًا فهذا أمر معروف عبر الأجيال المتعاقبة. فالمثل العربي يقول:" ما أغلى من الولد إلا ولد الولد". ص 46.
العلاقة الأسريّة الجميلة التي تعتمد على احترام رغبات كلّ فرد وإتاحة المجال له بالتعبير عن رأيه. فمايا رغم صغر سنّها إلّا أنّ والديها احترما مشاعرها واستمعا لها وتقبّلا حلمها بزيارتها لجدّيها في القدس برضى ومحبّة.
يظهر الكاتب أهميّة الحوار في العمليّة التعليميّة واحترام المعلّمة لكلّ ما قالتها مايا وماليسّا عن وطنهما فلسطين وعن المسجد الأقصى وقبّة الصخرة. فمن المهم جدّا إعطاء الطالب فرصة للتعبير عن آرائه ومعتقداته حتّى لو كانت تختلف عن آراء ومعتقدات المعلّمة.
قيمة المسؤوليّة والاهتمام بالنظافة في أمريكا. يقول الراوي:" الأعشاب الخضراء على أرصفة الشوارع تبدو منسّقة بشكل لافت، فالبلديّة لا تسمح لأحد بأن يخلّ بمنظر الطبيعة، كل إنسان مسؤول عن النظافة وعن قصّ الأعشاب المحاذية لبيته، والعناية بحديقة منزله. أما الأماكن العامّة فالبلديّة مسؤولة عن نظافتها وعن قص الأعشاب وتقليم الأشجار". ص 20.
اهتمام الشرطة بشكوى المواطنين وخاصّة إذا تعلّق الأمر بالنساء. فحين صرخت مروة عند رؤيتها للأفعى في بيتها، اتصل الجيران بالشرطّة ظانين أنّها تعرّضت لاعتداء، وما هي ثلاث دقائق حتى وصلت الشرطة. ص 64.
إكساب اليافعين معلومات عن شلالات نياغرا الساحرة الواقعة بين أمريكا وكندا.
في نهاية الرواية يعترف قيس بخطأين ارتكبهما. الأوّل أنه لم يسافر مع عائلته إلى فلسطين في عطلة عيد الميلاد، والثاني أنه أخذ عائلته في رحلة إلى شلالات نياغرا في موسم الشتاء وتساقط الثلوج، الأمر الذي تعذّر عليه متابعة السفر بسبب تراكم الثلوج فعاد مع أسرته إلى بيتهم في شيكاغو.
لغة الرواية: استخدم السلحوت لغة سهلة قريبة من اليافعين، كما تخللت لغته أغانٍ معروفة لفيروز وأغانٍ شعبيّة فلسيطنيّة، إضافةً إلى الأمثال الشعبية. اعتمد الكاتب في روايته على أسلوب السرد والحوار، وحاول أن يكون موضوعيّا في سرده خاصّة أنّه يكتب عن حفيدته المولع بها والمولعة به، هذه الحفيدة التي تتمتّع بذكاء حادّ وبقدرة على النقاش والحوار والتعبير عن نفسها وعن معتقداتها.
حظيت الرواية بموتيفات الحداثة مثل: الرؤيا التي شاهدتها مايا حين زارت القدس، الأحلام والاستذكار فنجد أنّ ماليسّا تستذكر وطنها وهي في الحصّة فحين سألتها المعلّمة لماذا تبتسمين يا ماليسّا أجابتها:" أضحك على جمال ذكرياتي في البلاد المقدسة". ص 40.
في الختام يمكن القول إنّ رواية مايا رواية جميلة لليافعين، تغرس في نفوسهم حبّ الوطن والتمسّك بالثوابت الوطنيّة، والحفاظ على الموروث اللغويّ والحضاريّ والثقافيّ، ومهما تغرّب الإنسان عن وطنه ورأى بلادا جميلة، يبقى وطنه هو الأجمل، وسيبقى الحنين والشوق للوطن يداعب قلب الإنسان المغترب حتّى يعودَ لوطنه، فلا راحة ولا سكينة إلّا داخل الوطن مع الأهل والأقارب والأحباب.
محمد المحسن
*جميل حسين إبراهيم السلحوت ويشتهر جميل السلحوت (مواليد 5 يونيو 1949 في جبل المكبر، فلسطين) هو كاتب فلسطيني، وعضو مؤسس للاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين واتحاد الصحفيين الفلسطينيين،وعضو مجلس أمناء المسرح الوطني الفلسطيني ومسرح القصبة. عمل أيضًا مديرًا للعلاقات العامة في محافظة القدس في السلطة الوطنية الفلسطينية بين عامي 1998 و2009.