الأحد، 26 سبتمبر 2021

ماذا عساني َ يا بدرَ السّماء؟ بقلم طاهِر مشّي

 ماذا عساني َ يا بدرَ السّماء؟

""""""""""""""""""""""""
ماذا عَساني
أن أقولَ وقدْ أرى بدر َالدّجى
بِلِحافهِ الرّفرافِ
يطفو في الهواءْ؟
ماذا عساني أن أقولَ وقد أتانِي
بِدمعِهِ الرّقراقِ ونبضَةِ المُشتاقِ
لا يلقى دَواءْ ؟!
ماذا عساني أن أقولَ
هل انقضى
فصلُ الرّبيعِ وموسمُ العُشّاقِ
مَعهُم والضياءُ مع طولِ البقاءْ؟
أصدقيني القولَ
يا بدرَ السماء ْ!
لم تعُدْ تلكَ الحناجِرُ
تُصدِرُ الألحانَ حرّى كاللهببْ
فلقدْ تشظّتْ !
والوريدُ غَدا كَما البوري العنيدِ
مَع طولِ البقاءْ
أُوَ تَصدُقينِي القوْلَ يا بدرَ السّماءْ !
لم أعدْ في جوّكِ الطيارْ
لَمْ أعدْ في عيْنِكِ الربّانُ
في وسَطِ البحارْ !
ماذا عساني أخبرُ الأشواقَ
عاودَتْني رجفةٌ
نبضٌ يُزَلزِل ُ داخلَ القلبِ المُثَقّلِ بالعناءْ
أُصدُقيني القولَ يا بدرَ السّماءْ!
هيّا استبيحي خَلوَتي
فأنا أُصلّي الصُّبحَ
ذاكَ الليْلُ غابْ
تعالَيْ شارِكِينِي الذِّكرَ ترتيلَ الكِتابْ
فالقلبُ يقوى فيهِ
يَسعدُ بالإيابِ
وَذِكرَ آياتِ الثّوابِ يا بَدرَ السّماءْ!
هيّا استبيحي خَلْوَتي
وَدَعِي البُعادَ هناك ينتظرُ المَجيءْ
واتركي الأقفال مُترعةَ الحديدْ
كمْ سأتلوها تراتيل َالغرامِ
وكَمْ ستذروهَا الرياحْ!
من قصيدي
أسْرِجي شغفي بألوانِ الربيعْ
وارسُمي فوْقَ الثرى بالنّورِ
خَارِطَةَ الإيابِ والعَوْدِ البديعْ!
أسمعِيهِ آياتِ الكتابْ
ليذكِّر الأجيالَ من مات عشيقاً
وانتهى فوق الورقْ!
لكنّهُ حيٌّ سيبقى مؤمناً باللهِ
غفّارِ الخطايَا لِما سبَقْ
ينسجُ الكلمات وِالأحلامِ
من حبر الوريد ِلِمَنْ خَلَقْ!
طاهِر مشّي
Peut être une image de 1 personne, ciel et texte qui dit ’#PHOTOLAB photolab.me’

وفاءً لطيفٍ بقلم الشاعر حكمت نايف خولي

 وفاءً لطيفٍ

وفاءً لطيفٍ سقاني الوفاءْ
سأبقى وفيَّاً لذاكَ الوفاءْ
سأبقى أميناً أصونُ حِماهُ
وأرعى الذِّمامَ بروحِ الإباءْ
وعهداً عليَّ سأطوي هواهُ
بطياتِ روحي بطهرِ النَّقاءْ
لهُ الحبُّ يبقى أبيداً أبيداً
بكلِّ سموٍّ وكلِّ صفاءْ
لغيرِ هواهُ حرامٌ عليَّ
به الرُّوحُ تحيا كنبضِ البقاءْ
أعيشُ لحبٍّ أصيلٍ عتيدٍ
هو السِّرُّ يبقى بسفرِ السماءْ
شاعر النرجس
حكمت نايف خولي


مدينة الثقافة وافتتاح الموسم الثقافي الجديد مع نادي عكاظيات المدينة

 مدينة الثقافة وافتتاح الموسم الثقافي الجديد مع نادي عكاظيات المدينة

اليوم 25/09/2021 تم افتتاح انشطة نادي عكاظيات المدينة بفضاء المكتبة العمومية بمدينة الثقافة بالعاصمة، حيث جمع الحرف ثلة من المبدعين والمثقفين، من شواعر وشعراء وكتاب وناشطين تونسيين وكذلك من الأشقاء العرب، وقد كان الشاعر العراقي الأستاذ حسين السياب ضيفا لتونس ولنادي عكاظيات المدينة ليشارك هذه البهرجة والحلة التي ارتدتها مدينة الثقافة التونسية ليصافح جمعا من المبدعين ورواد الساحة الثقافية
جهود مباركة وافتتاح يليق بالمشهد الثقافي
تمنياتي بالتوفيق لكل المشاركين وشكرا للشاعرة المثابرة الأستاذة مفيدة السياري وللأستاذة أسماء الرياحي على تشريع الأبواب لكل الناشطين والمساهمة الفعالة في تنشيط الساحة وجمع الأقلام المبدعة تمنياتي بالنجاح للجميع ولكل الجادين في إضاءة الحرف والمساهمين في هذه اللؤلؤة الثقافية البراقة
تغطية فوتوغرافية: مراسل الوجدان الثقافية المصور الفوتوغرافي الأستاذ فاروق بن حورية.
طاهر مشي
Peut être une image de ‎texte qui dit ’‎مدينة الثقافة وافتتاح الموسم الثقافي الجديد مع نادي عكاظيات المدينة تغطية رافية اسل الوجدان الثقافية المصور الفوتوغر الأستاذ فاروق بن حورية 25 09 2021 小ر‎’‎

افتتاح نادي عكاظيات المدينة اليوم 25/09/2021 بفضاء المكتبة العمومية بمدينة الثقافة بالعاصمة

 افتتاح نادي عكاظيات المدينة اليوم 25/09/2021 بفضاء المكتبة العمومية بمدينة الثقافة بالعاصمة

تغطية مراسل الوجدان الثقافية المصور الفوتوغرافي الأستاذ فاروق بن حورية 










السبت، 25 سبتمبر 2021

كَتَبْتُ إِلَيْكِ(للشاعر يوسف الحمله)

 كَتَبْتُ إِلَيْكِ(للشاعر يوسف الحمله)

من بحر الوافر
كَـتَـبْـتُ إِلَيْـكِ بِالشَّوْقِ ارْتِجَالًا
وَلَـمْ أَعْــبَـأْ بِـقَـيـظِ الإِرْتِـجَـالِ
وَكُـنْتُ إِذَا دَعَـوتُ إِلَى سِجَالٍ
أَقُـولُ مَرِضْتُ أَوْ زَادَ انْشِغَالِي
فَلَسْتُ بِنَاسِكٍ فِي الشِّعْرِ دَوماً
وَلَسْتُ كَـخَـالِـدٍ عِـنـدَ الـقِـتَـالِ
أَنَـا الإِنْـسَـانُ فِـي زَمَـنٍ كَـهَـذَا
الَّذِي فِـيـهِ يَـمُـرُّ عَـلَـى النِّصَالِ
فَـلَا بِالشِّعْرِ قَـدْ فُتِحَـتْ بِيُوتٌ
وَلَا بِـالشِّـعْـرِ تَـعْـلُـو كَالـجِـبَـالِ
فَعَصْرُ الشِّعْرِ قَـدْ وَلَّى انْتِحَابًا
وَطَـعْـمُ القَهْرِ مُدَّ إِلَى الـرِّجَـالِ
رُقِيُّ اللَـفْـظِ فِي سِجِنٍ عَمِيقٍ
وَسُوءِ اللَفْـظِ فِي أَعْلَى التِّلَالِ
كَتَبْتُ إِلَـيْـكِ وَاليَأْسُ اعْتَلَانِي
إِلَى أَنْ صَارَ نَـبْـضـاً فِي مَقَالِي
دَنَوتُ إِلَيْكِ عَلَّكِ تَـحْـتَـوِيـنِـي
دَنَـوتَ وَأَلْـفَ سُؤْلٍ فِي سُؤَالِي
فُؤَادِيَ مِنْ حَدِيدٍ؟ لَسْتُ أَدْرِي
وَهَـلْ قَـلْـبِـي مَـلِـيـئٌ بِالِخِصَالِ؟
أَعِشْقِيَ لِلـنِّـسَـاءِ ، أَعَادَ يَسْرِي؟
وَطَـرْفِـيَ طَــاقَ شَوقـاً لِلجَمَالِ؟
أَحُـلْـمِـيَ لِلـرِّجُـوعِ الآنَ يَـبْـدُو؟
وَدَمْعِيَ بِـالـجِفُـونِ إِلَى الـزَّوَالِ؟
أَنَـبْـضِـيَ لِلصِّمُودِ يَـزِيـدُ عَزْماً؟
وَحُــزْنِـيَ لِلقُلُوعِ بِـلَا احْـتِـلَالي؟
أَنَـا كَالزَّهْرِ يَـمْـدَحُ فِي غُـيُـوثٍ
وَأَنْـتِ الــمَــاءُ وَالـنَّــهْــرُ الـزُّلَالِ
أَنَـا كَـالـبَــدْرِ فِـي لَـيـلٍ بَـهِـيـمٍ
فَجِئتُ إِلَيْكِ أَطْمَعُ فِي اكْتِمَالِي
_______________
كَتَبْتُ إِلَيْكِ
بقلم الشاعر يوسف الحمله
23/9/2021
Peut être une image de 1 personne et position assise

إمرأة لا تنحني/الجزء الثالث بقلم لينا ناصر

 إمرأة لا تنحني/الجزء الثالث

كانت لحظة ..
أو ربما عمرا من اللحظات
ورب لحظات
نتمنى لو انها قيد اللمس
لنلتقطها
ونحتجزها كما العصفور
في قفص
ليس من حديد ولا من خشب
هناك خلف الضلوع
في اعماق الوجد
حيث تصبح رئة ثالثة
من خلالها ينبض القلب ويتنفس..!!
وكأن الكون توقف ثم عاد للحياة
أرادت ان تعانقه
أو تعاقبه على هيئة عناق..
ولكنها تسمرت في مكانها
تنتظر أن تنزلق من شفتيه ولو حتى كلمة..
كانت الدموع تتناثر على وجنتبها دون أن تنتبه
وقلبها يحتسب كم مر من الوقت على لفظه إسمها و يتألم بصمت ..
لكنه لم يفعل..
تركها مع دموعها وذهب..
لكن إلى أين؟!!
ليتها تعلم على الأقل ليهدأ نبضها قليلاً ..
هاهي تبدأ بابتلاع موسى الليلة الخامسة من هجره لها ليتها تملك القدرة على إيقاف عقلها قليلا تكاد تجن بمجرد التفكير أنه ينظر لأخرى حتى نظرة كتلك التي تربكها كلما عبرت قرب شواطئ قلبها..
ولكن نظراته الليلة قالت غير ذلك
وكأن ذلك اللقاء أتى ليبرد قلبها ويذكرها بأنه مازال ينبض بها،لكن صمته واه من صمته خنجر يمزق أحشاءها دون دماء.
بحركة لا إرادية
قادتها قدماها إلى مكتبه
جلست حيث يجلس وراحت تستنشق عطره وتقبل أشياءه بشغف..
لا تستطيع تصديق تحوله ذاك
كيف يطيعه قلبه؟!
كيف تغمض أجفانه بعيدا عنها؟!
للحظات تملكها الياس وشعرت بالعجز تماما ثم تمرد الشوق بداخلها وراحت تفكر بصوت مرتفع:
لا هذا لا يجوز هكذا
(متى تعلمتِ الاستسلام
لا أعرفك هكذا اين ذهب ذلك العناد هل ستمرري بقية العمر معه وعلى هذا المنوال؟
نهاره هجر وليله سهر؟)
كانت تتكلم وتعبث باوراقه وأشيائه وكأن هاتفاً أخبرها ان هناك سبباً يجعله يتصرف هكذا
ثم وقعت عيناها على الخبر اليقين
فشهقت ووضعت يدها على فمها وتلاشت ووقعت على الأرض مغميا عليها..
لينا ناصر
Peut être un gros plan de 1 personne, miroir et intérieur


قراءة نصية لقصائد وطنية في ديوان "اعترافاتٌ لسيِّدِ العشق" للشاعرة ميساء دكدوك - بقلم الناقد هاشم خليل عبدالغني

 قراءة نصية لقصائد وطنية في ديوان

"اعترافاتٌ لسيِّدِ العشق" للشاعرة ميساء دكدوك
- هاشم خليل عبدالغني
ميساء دكدوك شاعرة تتمتع بثقافة واسعة ،لإطلاعها على القديم والحديث ، وغزارة قاموسها اللغوي والمعرفي ،وتدل ثقافتها على مجموعة من السمات التي تتميز بها شعرياً،من ابرزها ،التمسك بالقيم الأخلاقية والانضباط ، والتعاطف حتى يسود السلام والأمان،وفهم المعنى الحقيقي للحياة ،إلى جانب حماية الأجيال ،من الثقافات المدمرة البالية التي تفرق ولا تجمع ،وتزويدهم بالمعرفة وتغذية حس المسؤولية لديهم وكل ما يضيءعقولهم ويهذب أذواقهم،كما أن الشاعرة دكدوك ، تواكب التغيرات الحاصلة في مجتمعها والعالم يلمس هذه السمات كل من يقرأ اشعارها بروية وتمعن وحياد .
الشاعرو دكدوك من الشعراء العرب المناهضين للحرب والمناوئين لدعاتها، لنتائجها الكارثية، التي أدت إلى إبادت جماعبة ،وخراب عميم وموت مجاني ، وتشريد الملايين عبر البحار والحدود ،في حروب إقليمية وداخلية لا مبرر لها .
تعالج الشاعرة ميساء دكدوك في ديوانها "إعترافات لسيدِ العشق" قضيتين متداخاتين ،" في كل قصيدة من قصائد الديوان" القضية الأولى قصائد وجدانية والثانية قصائد وطنية ،وسنلقي في هذا المقال المتواضع الضوء على بعض قصائدها الوطنية .
في قصيدة ( أغنيتي أمام الكون ) تعلن الشاعرة امام العالم ما لحق بوطنها سوريا من ظلم ، هذا الظلم الذي شاركت به قوى عالمية متعددة ،ترك في نفس الشاعرة آثاراً مؤلمة وأوجعاً في كيانها ، هذا الحريق الذي أتى على كل جميل في حياتنا كأنه السم الزعاف ، وفرق شمل الجماعة وجعل بنية المجتمع تتطاير شظايا متناثرة بفعل الدخلاء على الوطن السوري ، ورغم كل ذلك، تتحدث الشاعرة عن عظمة ومهابة الشعب السوري، الذي يعشق السلام ويدعو له ، إخلاصاً للحب الكبير ومحافظة على العهد عهد التوافق والعشرة والصحبة والأمن والأمان ، تقول الشاعرة :
(أموتُ ، و أحيا... أتشظَّى منثورَ هباء ..صرتُ أجزاءَ الأجزاءِ
حبَّاً بالسلام ...و عِشقاً ... وفاءً للودِّ .. للمحبةِ و الوئام )
ولكن الرغبة بالسلام قابلها الإرهاب ،بهدف خلق الذعر بين الناس والاخلال بالأمن العام في بلاد الياسمين ، ارهاب تتبناه وترعاه بعض حكومات الدول، بشأن التحريض على الإرهاب في سوريا ،وبث الفكر المتطرف والنعرات الدينية والطائفية والمذهبية ،بهدف تأجيج الأزمة في سوريا وفي دول أخرى في المنطقة ، رغم ذلك تؤكد الشاعرة إنتمائها للوطن الكبير للعروبة ،وأن الإخلاص والتفاني للحفاظ على سلامة كل شبر من أراضيه هما الوطنية الحقة، وهذه أمور لا تتغير مع تغير الزمن وتقلبات البشر.
( فإذا بالأشلاءِ تصيحُ... ترُجُّ الجبالُ..و أراها ضاحكةً في مآقي الليل ..و في خافقي .. يَنداحُ دويٌّ...و صدري هذا المعبأُ بالتَّوقِ...مازالَ طفلاً ... يأبى الرَّحيل .. عربيُّ الهوى ..عالميُّ النُّزوعِ.. أنا و هوَ، عُمقُنا البحرُ..قاماتُنا الدَّهرُ.. طِينُنا واحدٌ أحدٌ...)
عن العشق الدمشقي العفيف المتسم بطابع مثالي تتحدث "ميساء دكدوك" في قصيدة " الهوى بين إشراق وليل " دمشق الشام أغنية السلام وروح الحب والوئام ،دمشق روضة تلوح على جنباتها زهور الياسمين ،(هناك حكاية معروفة عن الياسمين الشامي، وهو ياسمين لا يعيش إلا في دمشق الشام، لونه أصفر، ويسكن المدينة منذ كانت )إنه شخصية الشام الهوى الدمشقي كما تراه " ميساء دكوك "شعر وموسيقى ،الشام ودودة ، حنونة ، أحلامها مؤنسة ،الهوى الدمشقي يتوضأ بالوجد والهيام .. تقول الشاعرة :
( قال: حدِّثيني عن الهوى الدِّمشقيِّ ..كيفَ يكون؟ ..كانَ الهوى الدِّمشقيُّ يا سميناً ... في الدماءِ و الهواء ...ديوانَ أشعارٍ ..تتراقصُ على بحورِها السماء .. تزيِّنُ ذُرا الجبالِ.. بالدَّانتيلِ و المِرجان ..كان الهوى الدِّمشقيُّ...انهماراتٍ من الوجدِ و الهُيام )
هكذا كانت الشام قبل ( الإمتحان ) أما الأن ،بعد التمرد والعصيان ،سالت دموع دمشق بغزارة ،حزنا وبكاءُ ، وكثرت الثرثرة في رفع الشعارات الفارغة ، بلا فائدة في خلط واضح بين الغث بالسمين ، وغدت البلاد مأدبة للردى والهلاك ، يًدّعى لها من هب ودب ، من شذاذ الآفاق ومحترفي الإجرام ، الذين يروجون لأفكارهم الخبيثة، بزخرف الكلام ومعسوله ، ظاهرها جميل، وباطنها كله تمويه وكذب وتضليل وأفتراء .
( هذا قبلَ الامتحان .. و الآن... تمرَّدَ الزمان .. فاضتِ السِّلال
من فوضى الهُيام .. صارَ الهوى ولائمَ ثرثرةٍ .. و صارَت الأمصارُ و البلاد.. مأدُبةً للرَّدى... يثورُ مِنْ أرحامِها الدُّخان )
تشير الشاعرة في قصيدة (أنــــا و الحيــــــاةُ و المــــــــوت) إلى أن المجرمون القتلة اعداء الحياة ،لهم اجندات تنسجم مع ترويج اجندات ثقافة الموت والتدمير،لا يريدون أن يصنع السوريون الحياة والرفاه وتؤكد الشاعرة رغم مظاهر الدمار والاعتداءات الهمجية ،التي لا تهدأ ليلاً ولا نهاراً، فإن طعم الحياة عند المواطن السوري، دائماً ما كان يتغلب على مذاق الحصار والموت، ويحول الصورة الدامية لأخرى أكثر حباً وأملاً،ويصنع من أدوات الموت – الحياة - ويحصد من القتل والدمار الأمل والمستقبل".
( سأجعلُ من بندقيةِ قاتلي ..مجدافاً من خشب ..ناياً مِن قصب ..و أهشَّ من جُنحِ الذُّباب ...وداعاً أيا زمنَ الذبيحةِ ...و الخراب ...سأُورقُ في زمنِ اليباب ...و أصوغُ صُبحاً أنصعَ ...من غيمةٍ ربيعيَّة ...في جنانِ الياسمين ..في (دِمشقانا)...في البلدِ الأمين )
ميساء دكدوك تعبر في قصيدتها ،(عروس الفراتين ) عن وقوفها قلباً وقالباً مع بغداد ،وبكل ما تستطيع تقديمه في سبيل بلسمة جراح بغداد ، ومساعدتها بما يلزم ، لخروجها من محنتها ومن الكارثة التي حلت بها ، معتبرة أن الوقوف إلى جانب بغداد من اوجب الواجبات ،لتعود بغداد حاضرة للثقافة والعروبة كما كانت على مر العصور مؤكدة على أن اهل بغداد ودمشق إخوان في المحنة والنصر .
فتقول : إن بغداد عادت وبقوة ووعي لتضميد ومعالجة جراحها وأوجاعها التي خلفها المحتل الأمريكي ، بحنكة أهلها وروحهم الوطنية المنتمية للوطن ، ثم تتابع الشاعرة ،فتثني على قلمها الى منحها واهداها قدرة التغني بجمالها الفاتن ، وتاريخها الحافل بالجد والعزة والعلم ، ثم تتساءل بحب واحترام ، ماذا أكتب في حضرتك ، أيتها الأبية العزيزة التي ترفض الذل، وكل ما يشين ، هل أكتب عن نحيلك وسحرك ، أم عن ابناؤل الذين هاجروا إلى المنافي في بقاع الأرض ، هربا من القتل والموت المجاني .
هذهِ(بغدادُ)،تُبَلسِمُ الآلام .. تضمِّدُ الجراح... الحمدُ لمجدِ القلمِ
أَهداني مِداداً... لأرسمَ وجهَكِ البهيَّ...أيَّتها الصبيَّة
ماذا أكتبُ في حضرتكِ يا الأبيَّة؟... أَكتبُ عن النخيلِ والسَّحَر؟!
و العصافيرِ المهاجرةِ إلى المنافي...هرباً منَ القنَّاصةِ
تؤكد ميساء دكدوك ،رغم شدة ظلمة الليل .. بغداد لن تخيب الأحلام ولن تحطمها ، بغداد كعبة المجد والخلود ،ستظل تحلم بالنهضة والاصلاح والتجديد ، فأهلها أهل العُلى والمجد ، فالعراقيون بطبيعتهم تواقون للحرية ،ولا يقبلون العيش تحت وطأة أي محتل ،غريب على هويتهم الوطنية ، وستظل بغداد الحب والأمل في التجديد والكفاح .
كما تتحدث ميساء دكدوك عن الأخوة بين دمشق وبغداد عاصمتا المجد العربي، ومهد البعث العربي،اللتان تخوضان الان معارك التحرير، ضد الجهل والخرافة وضد التتار والمغول، وستظل بغداد كما ترى" ميساء دكودك " مفخرة الدنيا ومنارة العلم،وقبلة العلماء، مدينة الخير والكرم والكرامة وحاضرة العزة والمجد، وترى أيضاً أن التغير قادم لعراق العز والمجد ، والأمن والسلام .
( أنتم خضابُ الشِّعرِ في مَسرى بَياني .. أَهلي و خلاَّني
(بغدادُ) يا تنفُّسَ الصبحِ في حالكِ الدُّجى
يا المُشتهى .. و المُرتجى.. يا أختَ الشآمِ
يا اتّقادَ الكوكبِ الدُريّ.. و مفخرةَ الأنامِ..تصبحينَ على (عِراقٍ)
مِن عقيقٍ .. مِن ياقوت.. تُصبحينَ على سلام )
تتغنى الشاعرة ميساء دكدوك في قصيدة (معتَّـــــــــقٌ عِشـــــــــقي لــــكِ) بدمشق او الشام كما يحب أن يدلعوها ابناؤها ،كما تغنى بها الشعراء على مر القرون (فنظموا القصائد بسحرها وجمالها، وتغنوا بقاسيون وبردى والغوطة الخضراء، وجمال الدمشقيات الساحر ) فالتغني بدمشق لا ينتهي ، دمشق مدينة تزدهي بحكايا الزمن الجميل وأثاره ، فهي موطن للحب والخضرة وخصب الأرض وطيب الماء، وهي قبلةٌ للجمال وموئلٌ للشغف، وكما قيل فقد خلق العشق لدمشق .
تقول ميساء دكدوك في مطلع قصيدتها ، معبرة عن اشواقها المزمنة لدمشق، ولمفردات الحياة فيها، فتؤكد أن حبها لدمشف قديم ويطيب ويزداد مع الأيام ،حبها خالص الهب مشاعرها كعاشقة مولعة ، لا تصبر علىى مفارقة عشقها، يتملكها شوق قوي لزيارة دمشق ،لأن قلبها متعلق بها تعلقاً شديداً ، فحب دمشق لدى الشاعرة عفيف متسم بطابع مثالي صرف.
تخاطب الشاعرة دمشق الأبية ،لقد آن أوان الجد والاجتهاد لتهطل قطرات الفرح والسعادة لربوعك ،لننتشي بأمجادك ، لنستمتع بمحاسنك ،بغوطتك ومتنزهاتك وجامعك الأموي وياسمينك ، أليس دمشق واحدة من أفضل المقاصد السياحية في العالم ؟.
( أَمشي إلى غرامكِ يا(دمشقُ) مُحترقة
أطوي مسافاتِ المدى عِشقا .. إنيّ قطيعٌ من غيومٍ لا عدادَ لها
مثلُ الورودِ،لا تضنُّ شذىً، عبَقا .. أيُّها المدى، قلْ شيئاً يُفرحُني
طالَ اشتياقي، وحلوُ الصَّبرِ قد نفقَا
أمضي إليكِ ياشامَ الهوى ،أمضي ..عطشى أنا لنبيذِ حبٍّ تعتَّقا
آنَ الآوانُ يا (دمشقُ) ألا اهطِلي .. أغمارَ عشقٍ، وفيضي رونقاً، ألقَا
أرى الشمسَ في وجنتيْكِ ياشامُ مَعقلُها .. تهلُّ بالنورِ بعدَ النورِ مُؤتلِقا
سلامٌ لكِ مِن مُدنَفٍ خَبِرَ الهوى .. من ياسمينكِ ،قدِ انتشى وتنشَّقا )


و تمرّ غيومك جذلى..تلامس نرجسَ القلب بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 و تمرّ غيومك جذلى..تلامس نرجسَ القلب

الإهـــداء:إلى تلك التي أبرقت إليَّ أوجاعها..وحين تصفحتها..أسرجت دمي إلى شهقة العاصفة
(كلما لاح بين المرايا..كهل متعَب..عانقيني..ليس بين المرايا..سوايَ")
..منذ سبع عجاف..
أبحث عنكِ
أكاد أصيح : ترى أين أنتِ!؟
ويتوه الصّوت
سدى في الدروب
وفي غمرة الغيب أهذي :
لِمَ.. أسقطتني القوافل من دربها
ِلمَ.. لمْ تصل ومضتي للمرايا
لِمَ..بعثرتني الفصول..
بين شتيت المدى
والوصايا..؟
وأظلّ أمارس وهمي..
وأرسم على صهوة الرّوح
ملامحَ جرحي
إلى أن يعبرَ القلبُ بوابةَ العمر
لكنّني..
أبدا لا أراك..!
* * *
هاهنا يجترح الغيم أحزانه
تجيء البروق وتمضي
تبحث في أعين العاشقين
عن غرّة الفجر..
وتستطلع الصّبح
في شهقة العابرين..
وأعيد السؤال:
تُرى..هل أضعتكِ..؟!
أم أراني أسافر خارج الظل
ليهجعَ القلب في صمته
ريشة في مهب الهلاك..
* * *
إلى أين تمضين
في مثل هذا الفراغ العظيم..؟!
وكيف أظلّ وحيدا
أتهجّى..همس خطاك
وكيف لي أن أحتفي بالماء في لجّة البحر
وكل النوارس
تسرج أشواقها للرحيل..؟!
..ههنا يبحث الغيم عن دمع زيتونة
أهملتها..
الحقول
ويطرّز من أدمع العاشقين وشاحا
للذي سوف يأتي..
كما لو تجيء الفصول بما وعدته الرؤى
لكن..ترى..
ماذا سأقول إذا جاءني الماء والملح
بأشرعة مزقتها السيول؟!
-ربّما لن يكون الذي ينبغي أن يكون-
وربّما لن أضيء زمانا جديدا..
على شرفة في يديك
وربّما قد أرشف من مهجة العمر..
كأس المساء الأخير..
أو قد أظلّ
أبحث عنك في ما اعتراني من العشب
والطين
والدّمع
وأطرّز عمري فصولا
على راحتيْك..
ويغفو الوجْد في غربة الغيب
يهفو إلى عطر صداك..
وتمرّ غيومك جذلى.
.تلامس نرجسَ القلب
لكنّني..
أبدا لا أراك..
محمد المحسن
Peut être une image de Med Elmohsen