الطفل الذي مشى خارج خرائطهم
بعيدا عن الشجن
بعيدا عن ذلك الحضن الحنون
الذي بات يراهُ منعدمًا
وقد تكسّر فيه الشوكُ والحجرُ
جلس بائسا يائسا
معه وجوه غائمة
عيون هائمة
تلطيخة أخرى في جوفه
حتى تجف وتبلى
لتبقى الدمعة في المحجر
لا وقت لها كي تغسل وجه الألم والوجوم
ذي حقائب خيباته حزمها منهزما
وقلبه يعصر مهجته وحلمه
راح يسري مترنحا في أزقة الأمل
لعله يلحق عمره الذي ضاع في السبل
لكن الوقت لفّ خصره
بحبل ضفره الوهن
حاول فك رباطه بكل ما بقي من قوته
فلفظه الدرب من أحضانه
ليجد نفسه على دكات وأرصفة
وحقائب الحزن مرصّفة
على أدراج وطنه
فكان بعيدا بعيدا عن الأزهار والمرح
أحلام بن حورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق