إنِّي رَاحِلَة
أَعَادَ ليِ دَفَاتِرِي
كَتَبَ فِيهَا ثَلاَثَ رَسَائِل
فَتَكَرَّرَ السُّؤَالُ تِكْرَارَا
فيِ كُلِّ رِسَالَةٍ اِخْتِبَارَا
فَصَارَ فيِ غُمِوضٍ
يَتَبَاعَدْ
فيِ أَعْمَاقِهِ جَنِينُ
غَادِرٌ يُولَدْ
وَأَنَا بِدَاخِلِي عَاشِقَةٌ
تُفْقَدْ
فيِ حَيَاتِي كَيْفَ ظَهَرْ..!؟
أَتُرَانِي مُتَوَهِّمَة
أَمْ أَنِّي فِي عَيْنَيْهِ
غَرِِيقَةُ بَحرْ
أَتَمَايَلُ مَعَ ذِكْرِه
يَتَرَأى ليِ أسْفَلَ الصَّفَحَات
وَأُكَرِّر السُّؤَال تِكْرَارَا
أتُرَانِي فِي قَلْبِهِ مَوْجُودَة
أَمْ أَنِّي فيِ عَيْنَيْهِ
مُسَافِرَةٌ
بَعْدَهَا أسْكُنْ.. !!؟
إِنَّ لِلْحُزْنِ ليِ عَوْدَة
فِي قَلْبِي وَسم
أَمْ أَنِّي فِي حَيَاتِهِ
مَرْحَلَةٌ عَابِرَة
سَتَنْتَهِي
وَيَنْقَطِعُ حَبْلُ الودّ
مِنْ جَدِيدْ
تَنْتَهِي خُيُوطُ الأَمَل
قَدْ كَانَتْ بَيْنَنَا
مَشْدُودَة
أجِبْنِي يَامَنْ أنْكَرْت
بَيْنَنَا حِوَار الْقَلَمْ
والدَّمْعَ أسْكَبْتَ
بَعِيدًا عَنِ الحَرْف
أَنَا امْرَأَةٌ مَفْقُودَة
بَعِيدًا عَنْ كُلِّ ذَلِكَ
أَنَا امْرَأَةٌ
بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْض
لَيْسَ لِي حُدُود
بَعِيدًا عَنْ حِوَارِ القَلَمْ
أَنَا امْرَأَةٌ مِنْ غَيْرِ حَظٍّ
قَلْبِي بِالتَّعَاسَةِ مُعْتَم
أَكْتُبُ قَصَائِدَ حُبٍّ بِلاَ حُدُود
لَيْسَ لِي قَاصِد وَلاَ مَقْصُود
مَاذَا تُرِيدْ...!؟
اَنْ تَعْرِفَ عَنِّي أَكْثَرْ !؟
وَمَا هَمَّكَ مِنِّي إِنْ بَقَيْت
فَاَشْوَاقُكَ حَائِرَةٌ
مُتَمَرَّدَة
وأَنَا بَقَايَا امْرَأَة مَيِّتَة
تَهِيمُ فِي دُنْيَا الأَحْيَاء
أخْبِرْنِي مَاذَا تَعْرِفُ عَن الحُب..!؟
وَمَا القَصْد ...؟
مَاذَا تَعْرِفُ عَن البُعْد
وَالشَّقَاء اَوْقَاتَ البَرْد
أَنَا امْرَأَةٌ سَمَائِي مَلْأَى بِالغُيُوم
وَنَعِيقَ الغَرَابِيبْ
أَرْضِي قَاحِلَةٌ
صَحْرَاء
تَفْتَقِرُ إلىَ مَاء
أصْبَحَ تَارِيخِي مُبْهما
وَحَيَاتِي هَبَاء
مُعْتَمَة
مِنْ غَيْرِ ضِيَاء
الآنَ أنَا امْرَأَةٌ مِنْ غَيْرِ وَطَنْ
شَمْسُ وَطَنِي تُشْرِقُ
مِنْ عَيْنَيْكَ
لِتَغْرُبَ فِي اَجْفَانِي
مَادُمْتَ تَتَحَدَّانِي
بِعِشْقِكَ
لَكَ مَا تَشَاء فَإِنِّي رَاحِلَة
كَلاَمِي لَيْسَ شِعْراً
تَقْرَأُهُ
بَلْ آلَامِي وَأَحْزَانِي
يَا صَاحِبَ الرَّسَائِل الغَامِضَة
وَالأَشْوَاقِ المُبَعْثَرَة
أنَا رَاحِلَةٌ وَلَنْ أَعُودْ
سَأَبْقَى عَلَى ألْوَاحِ
ذَاكِرَتَك مَنْقُوشَة
كَنَقْشٍ عَلى جِدَارِ القَمَر
لَكِنْ لَنْ أعُودْ
أبَداً لَنْ أَعُودْ
أَنَا امْرَأَةٌ بِلاَ زَمَان
ضَاعَتْ بَعْدَكَ اَزْمِنَتِي
مَحَوْتُ تَارِيخِي مَعَكَ
مِنْ ذَاكِرَتِي
حــورية ميــلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق