وقالت جدتي ( الحمار الحديد)
=========
عندما كنا صغارا كنا نتعجب من الدراجة ( البسكلتة) التي تسير بسرعة كبيرة بلا أقدام بل تدفعها الأقدام وهي لا تأكل ولا تشرب ولكننا اعتدنا على رؤيتها وركبها الكبار والصغار ولم نعد نتعجب ثم رأينا غيرها من وسائل المواصلات الحديثة ولكن الأمر لم يكن كذلك مع الأجداد حتى أن الجدة قالت لابنائها وهي تبتسم ' ذات صباح كنت صغيرة وكان ابي يزوره الكثير من الناس بعضهم للمشورة وبعضهم للاقتراض والبعض الآخر للجلوس إليه والائتناس بصحبته حتى إذا كان يوم من الايام ونادي رجل على والدي بصوت عال فخرجت لكي أرى من هذا المنادي فإذا انا برجل يركب حمارا ولكن ليس بالحمار فله طارتان كطارات الغربال ورأسه حديد ولا ذيل له فدخلت مسرعة الي ابي اقول له : رجل يركب حمارا من حديد فضحك والدي وقال لي : إن كان حمارا فعلينا ان نضيفه إذهبي ببعض الحشائش وألقيها له عله يكون جائعا ولم اكذب خبرا وذهبت وفي يدي الحشيش وألقيها أمامه فسألني الرجل صاحب الحمار الحديد :ما هذا يا ابنتي؟ فقلت :إفطار الحمار. فراح الرجل يضحك وخرج ابي على صوت ضحكه وهو يقول له : تعال يا صاحب الحمار الحديد ولم يكن الا موظف البريد الذي جاء برسالة من اخي الذي كان بالجهادية فخجلت ودخلت مسرعة وانا اضحك من نفسي ومن من هذا الحمار الحديد الذي لم أكن رأيته من قبل '
(عبدالرحيم العسال مصر سوهاج أخميم)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق