الخميس، 21 مارس 2024

هوذا الصحفي التونسي السامق-أ-محمد الماطري صميدة-كما عرفته..وعرفه بلاط صاحبة الجلالة تونسيا..وعربيا.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 هوذا الصحفي التونسي السامق-أ-محمد الماطري صميدة-كما عرفته..وعرفه بلاط صاحبة الجلالة تونسيا..وعربيا..

هي سيرة حياة مذهلة،اعتبرها أطول -قصيدة-كتبها،جبلها من ترابه ورصعها بفسيفساء متقنة اكتنه اسرارها وعبث بالوانها.
بدا لنا كذواقة يلتهم الزمن ويتأنى في تذوقه،ينافس نفسه بصدق وعناد،ويأبى لا ان يقلب حياته على جمر حارق.
أحب الحياة كعاشقٍ ابدي مهما جانبت توقعاته،وانتصر دوماً على ضعفها وراودها عن اذيّته، وواجهها بملامح ونظرات جُبلت بالتحدي والسخرية والذكاء.
والحياة عنده قطار طويل وسكة ومحطات ولذة ارتحال..والكتابة عنده رحلة لا يرجو منها وصولاً ولا راحة…هي نسق حياة سبحة لا نهائية..ومحطات عديدة ،وظل يُكمل بهجة الاستكشاف،يعاند الصعوبات،ويحوّل التعب الى ثمار،والثمار الى لذة…
هو كاتب فذ وقاص مثابر مُجدّد،يراهن على الكلمة وامداء وحيها،يصطفيها كميثاق خلاص، يرميها كنردٍ اكيد من ربحه او يناوشها كأفعى في جحرها.
إن التكامل الجمالي -في كتابات هذا الصحفي المتألق-تونسيا وعربيا -أ-محمد الماطري صميدة (مطران) يكمن في روح البناء الكلية من حيث الشفافية والعمق والتماسك الجمالي بين الأنساق،فثمة قيمة جمالية في الاندماج والتلاحم بين الأنساق الوصفية والمضافة،مما يرتد على إيقاع المقال بشكل عام،لاسيما في العلاقات الجدلية التي تعطي جمالياتها على الشكل النسقي التضافري الذي تشكله -ابداعاته -.
إن خصوصية التجربة الصحفية والقصصية لدى هذا-القامة الإعلامية الشاهقة (الأستاذ محمد الماطري صميدة (مطران)-تمتاز باكتنازها بالرؤى والدلالات المراوغة التي تباغت القارئ في مسارها النصي،وهذا يعني أن الحياكة الجمالية في كتابات وقصص -مطران-حياكة فنية يطغى عليها الفكر التأملي والإحساس الوجودي،وكشف الواقع بمؤثراته جميعها..
إن الحياكة الجمالية في مقالاته وفي سردياته العذبة ترتكز على المخيلة الإبداعية،ومستوى استثارتها،الأمر الذي يؤدي إلى تكثيف الرؤى،وتحقيق متغيرها الجمالي.
ذهب في -كتاباته الصحفية المتعددة-الى اقاصي العذاب كما إلى اقاصي العشق،متقناً شهوة الاسترسال وبراعة الومض…يكتب ويكتب وكأن الكلمات تتوالد وتنساب بسعادة الى ناشره وبسهولة الى القارئ من اصابعه المتعرشة على قلم لا ينضب حبره.
لا يحاول -الكاتب الصحفي التونسي القدير- الأستاذ محمد الماطري صميدة-أن يسترضي قارئه او يستميله او يمجّد ابداعاته العذبة.هو يصافح البؤس البشري،ويروي -أحيانا-سقوط الانسان في هاويته،ويفتح بجرأةٍ ستارة تفضح ما نوّد ان نخفي لإراحة ضمائرنا..يكتب الحياة مشدداً على وجهها المُعتم كي يحتفي ببهائها المتعالي على التراب المُعّفر.
ختاما أقول :
مثل ساحر متمكّن يقود-الأستاذ محمد الماطري صميدة-القارئ في كل مقال من مقالاته،أو في كل قصة من أقاصيصه-اللذيذة-،يقوده سيرا حيناً وركضا في الكثير من الأحيان.نتابع الكلمات والأحداث بلهفة الفضول والحيرة ونلتهم الكلمات التهاما،ومن ثم لا نملك فرصة للهرب من فتنة سرده،منذ أول جملة في المقال أو الحوار،حتى آخر نقطة في آخر صفحة.
لا نستطيع أن نهرب من فتنة حكاياته المتداخلة،حيث تتحول اللغة إلى مجرد أداة،وتصبح بالتالي مثل إزميل النحات أو فرشاة الرسام،ولا تكون في أحيان كثيرة محور القصيدة أو القصة،مثلما تعودنا من بعض الكتاب العرب الذين يهتمون باللغة وزركشتها على حساب الحكاية وأحداث البنية القصصية أو الشعرية.
سواء في المقال الصحفي أو القصة تكشف لنا أعمال الكاتب الصحفي التونسي القدير (مطران) عن مدى قدرته على الانتفاع من معارفه الأدبية والثقافية والفكرية،بدون أن يسقط في نرجسية «ذات الكاتب»،التي تقول: «أنا موجود بالقوة». وإنما يستثمر كل ذخائره مراعيا حدود الجنس الأدبي،ومحافظا على الحس الجمالي والأثر الفني للعمل الأدبي.
ختاما أقول :
الأستاذ محمد الماطري صميدة،إنما هو شاعر يكتب بحبر الروح ودم القصيدة،تخضع المفردات لأحاسيسه الجيّاشة،فتنتظم أجمل القصائد وأكثرها شاعريّة،معجم مفردات ثريّ قائم بذاته،تتناثر الكلمات منه كورود شاردة من حطام الحياة،تلامس عباراته شغاف القلب-فنرقص على ايقاعها-رقصة زوربا اليوناني-
كلّ لحظة يعيشها،نعيشها معه في قصيدة تخترق وجداننا،وتلامس أرواحنا.
تحبس مشاعره الكون،فتتحرّر كتاباته العذبة محمّلة بأسرار الأرض ومكنونات السّماء،ولعلّ الوضع السّياسيّ الّتي تمرّ به بلادنا العربيّة،جعلت-أحيانا-من اليأس تربة خصبة،ليزرع فيها كتاباته الحزينة-أحيانا-كما ناي مكسور،لتنمو في الرّوح كسيف ينصل الأوصال بقسوة.
خير مدافع عن اللغة العربيّة الّتي يعتبرها الهويّة والأصل والجذور..
قبعتي..يا مبدعنا الفذ،وكاتبنا الكبير (مطران)
محمد المحسن
*محمد الماطري صميدة عمر من الكتابة في بلاط صاحبة الجلالة له خبرة 35 سنة صحافة مكتوبة .. خاصة في المسائل الاجتماعية كتب قرابة 30 الف مقال في كل الاغراض..وكان ينتصر لقارئه لا غيره.وله كتابان "عندما يحكم الشيطان" و "حكايات لم تروها شهرزاد ركنه الشهير "من" "الواقع" هو الأطول عمرا في الصحافة التونسية ومازال يكتبه كل سبت-الآن بعد الأنوا-في الشروق وكان له سبق اصطفاء الصحافة الواقعية في كتاباته ومعالجة المشاكل الاجتماعية وهو أول من بعث ركن أمي المناضلة" لتكريم الأمهات والآباء في الصحافة المكتوبة..وكان أول "كرونيكور" بما يسمى الآن بلغة العصر قيم الأصوات والقصائد الشعرية تم تكريمه وطنيا ودوليا اكثر من الف مرة. حاور العلماء وعرف بهم للقراء على غرار العالم محمد الأوسط العياري والمفكرين والسياسيين والفنانين وصديقه الأقرب فنيا هو الفنان لطفي بوشناق..ولكنه يفضل ان يكون صوت المجتمع أي صوت الفقراء والمساكين وهو ايضا مختص في اللغة العربية والاخراج الفني للجرائد (الماكيت) وقام برسكلة المئات من الصحافيين ويشغل الآن خطة رئيس تحرير ويفضل لقب "الجورنالجي" عن كل الالقاب الاخرى تأثرا بالصحافي الكبير محمد حسنين هيكل والصحافي الكبير الراحل أستاذه صلاح الدين العامري شعاره في الحياة "من لا يتأثر لا يؤثر "..." وارحم ترحم "..."والدنيا الكل ماخذة بالخاطر" .والصحافة المكتوبة جر صلب ! شغل محمد الماطري صميدة منصب رئيس تحرير جريدة الأنوار وكانت له تجربة ضمن فريق برنامج لباس على قناة التاسعة التونسية.(عن الأكاديمية الدّولية للتدريب الإعلامي)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق