أَتسْأَلينَ عَن الْحبْرِ
كَيْفَ أَسْكُبُهُ سَوَاقِيَ
عَلَى أَوْرَاقِيَ الْمُبَعْثَرَةِ
أَكْتُبُهُ . . . . .
كَيْفَ أَنْثُرُهُ . . . .
عَلَى مَرَاسِي الْقَوَافِي
أَرْسُمُهُ شَرْنَقَةً وَفَرَاشَةً
وَجَبَلاً وَمِعْوَلاً . . . .
أتَسْأَلِينَ؟ أَتَسْأَلِينَ؟
كَيْفَ أُسَافِرُ . . . .
عَبْر الْحبْرِ لِآلَافِ الْأَمْيَالِ
بَرًّا وَبَحْرًا . . .
وَالْمَوجُ يَمْلَؤُنِي زَبَدًا . . . .
أَيْنَ كُنْتُ عَلَى مَدَى الْأَعْوَامِ ؟
هَلْ بِعْتُ ضَمِيرِي كَمَا بَاعُوا ؟
أَمْ سَكَبَتُ عُطُورِي وَقَهْوَتِي
فوق أَمْوَاجِ الْبِحَارِ ؟
أَوْ تَرَكتُهَا عَلَى أَرْصِفَةِ اَلنِّسْيَانِ ؟
لَا . . . لا لَسْتُ
مِمَّنْ يَبِيعُونَ الْحَرْفَ
وَ يَقْمَعُونَ صَوْتَ الْعِرْفَانِ
أَمْ تَسْأَلِينَ عَنْ حُرُوفٍ
خَطَّتْهَا مَوَاكِبُ الْأَحْزَانِ ؟
وَكَيْفَ عَادَتْ مِنْ جَدِيدٍ
لِتهْزِمَ جِبَالَ الْكِتْمَانِ ؟
تَحمِلُ مَعَاوِلِهَا
وَتَصْعَدُ فَوْقَ قِمَمِ الْعِرْفَانِ . . . .
تَحْفِرَ السَّوَاقِيَ . . . .
وَتَغْرِسُ أَشْجَارَ اَللَّوْزِ وَالرُّمَّانِ
لَا . . . لا تَسْأَلِي مَرَّةً أُخْرَى
فَحِبْرِي قَدْ سَقَى الْأَوْتَارَ
مُنْذُ زَمَانٍ فَأَيْنَعَ اَلْعُودُ
وَغَنَّى رَوَائِعَ الْأَلْحَانِ . . . .
روضة اَلسمعلي / تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق