في مراكب الأزمان ولجت نوراي البيت عائدة من عملها متضايقة حائرة، تحطمت الأماني بخاطرها و لم تعد تحمل بين جنباتها سوى أضغاث أحلام بائدة، بعد أن أزاحت الستار الشفاف أشرعت البصر على الواجهة من شرفة غرفتها البائسة ،رسمت على ثغرها بسمة زائفة،تنهداتها تشق الصدر تخفي بين الضلوع أمنية هاربة ،تحدث نفسها بندم قالت: تجاوزت الأربعين لم أحظ بكلمة زوجة و لم أحضن طفلا يقول لي ماما، انسابت العبرات في المآقي و تحسّرت باكية. مازالت نوراي تتأمل النجوم،تلوذ ببريقها تسكن الظلام، تتسربل بثوب الأمل،تختبئ في قرص القمر الناعس في ظل الليالي،تتحدى الأوهام.
في لحظة لا تشبه اللحظات تحطمت سحابات رمادية،تناثرت شظاياها،أمسكت بها،راحت تكتب أشعارا بحبر تسكبه في محابر القدر،ترمي من وراء نوافذ قطار العمر الراكض بذورا تنمو في ثوان تنبت أزهارا تخضب المكان مسكا و طيبا يعبق عطرا و يفيض في المروج جداولا و انهارا . استفاقت على رنين هاتفها المحمول إنها رحاب شقيقتها تقترح عليها شابا يريد الزواج من امرأة في مثل سنها و صفاتها ذات أناقة و قوام ،وافقت، استيقظت الشمس ليلا،عزف القمر سيمفونية سرمدية، رفرفت أجمل الأحلام،تجمعت في تلابيب ذاتها تراتيل الفرح في أحلى أنغام .
بقلمي: زهراء كشان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق