أتذكر يوم مغادرتك أرض الوطن، بندول الساعة يدور و أنت تترقب موعد السفر،حملت حقائبك،طبعت قبلة على جبيني تودعني راحل إلى المهجر مستعجلا آملا ، رحيلك يا ولدي إلى ما وراء البحر أحزنني و أشقاني،ظللت في حيرتي و انسدادي و أنت تعلم أنك ضياء دربي و أنك النبراس الذي يضيء عتمة أيامي ،أستأنس بوجودك إلى جواري،فأنت جناحي الذي أعتلي به حين أطير و أنت الفانوس الذي يضيئ متاهات حياتي و زهرة بنفسج تنبت في فؤادي يمتد عبيرها إلى أعماق ذاتي، يوم سفرك تبددت فرحتي،رحلتُ في مراكب أشجاني، ضاعت مني أحلى أسطورة حكتها الأرض و السماء، اختفى الأنس في بلادي ظل الوطن صامتا و البيت ساكنا ،ذرفت دموع الفراق و تأججت أوجاع الهجرة في كياني، بكت الجبال و المروج و الوديان و الوهاد، لا صدى صوتك عبر التيمز آنسني و لا الدرهم الذي وعدتني أغراني، عد إلي يا ولدي عاجلا فالغربة قاسية لا تقسو علي تهملني و تنساني، يا قطرة من دمي تسري في شرياني .
بقلمي: هراء كشان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق