دعوني أرتّب صبري..وأرنو إلى الشاهقات
الإهداء : إلى أمّي التي أرضعتني في عتمات الفصول..وشمخت فوق زخّات العذاب..حين أتاها الذبول..
اليوم أهدتني أمي أجملَ ما لديها
سلّة ورد
وجدائل لوز من مهجة اللّيل
والأمنيات..
أرخت عشبها في شجوني
وأسرجت للشوق عيونها..
الدامعات
بكَيت..قليلا
وغنيّت
فأستحال اللّحن..
دموعا وصلاة
***
أنا الآن وحدي..وحيدا ظللت
كظلي..
تراودني الرؤى الخائنات
وألج عتمات الظلال التي داعبتني
وأرحل..
في الحبّ والشعر..والذكريات
أراني وحيدا
ولا رغبة لي في الدّموع
وما ضاع منّي
يؤثّث قلبا من الوجد والأمنيات
***
وحيد أنا الآن وحدي..
أنأى بعيدا
عن الرؤى التي راودتني
أحاور روحي
أوثّثث صمتي
أبلّل حزني
وأرتّب لحنا جليلا
يزّف..بلا موعد للأمسيات
***
وحيد أنا..والكلمات التي قد ورثت
أرنو إلى المدى
وأريق المدام الذي قد شربت
وأهفو إلى وجه أمّي
في ثنايا الدروب..
التي قد عرفت
فيلوح لي طيفها راسما..
في جبهة العمر
وشمَ الشوق والأغنيات
***
أنا..لم أخن عهدَ أمّي
وأمّي التي سكبت غربتها..
في الغياب
سأظلّ وفيّا لعدي..
ووحدي أظلّ أطلّ
من شرفة الشوق
أتابع طير البرقَ
ينزف جرحه..
في ثنايا السراب
***
وحيد أنا..والكلمات إرثي
وهذا عهدي..
دعوني أرتّب صبري
وأرنو إلى الشاهقات..
محمد المحسن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق