الله أكبر يا مآذن فاشهدي
( إلى روح الطفل الفلسطيني الشّهيد محمد الدرّة )
و تشامـختْ بين المآذنِ روحُـهُ
الله أكــبرُ يا مآذنُ فَاشْهَــدِي
الله أكبـر...يا صواعقُ زمْجري
غضبًا ,و يا نارَ الصَّهيلِ تَوقّـدِي
الله أكبــر…يا صلاح الدينِ قُـمْ
في المسجدِ الأقصى يعيثُ المعتدي
و الأبريـاءُ يُواجـهون سُمومَـهُ
بالصبر و الإيمان والحَجَرِ النّـدِي
والوالـــدُ المذعورُ أخْفى طفلَهُ
و أشار...لا!هذا الصغيرُ بلا يَـدِ
لم يرحـمِ السَّفاحُ حقلَ جراحِـهِ
و رمـى الفراشةَ بالسّلاحِ الأسودِ
يَا لَلطُّفولةِ !مِنْ رصاصةِ مجـرمٍ
فَصَلَتْ شَذًا عن وردةٍ في الموردِ
إنَّ الرصاصةَ ليـس تقتـُلُ وردةً
وإذا قَضَتْ فالعطـرُ باقٍ سَرْمَدِي
يا مشهدًا فتح الجراحَ على اللَّظَى
أشعِلْ بُرُوقَكَ في رمـادِ الموقِـدِ
يا مشهدًا هــزَّ العـوالمَ كُلَّهَـا
فتوجَّعـتْ من هوْلِ أفظعِ مشهَـدِ
هـل بَعْـدَ هذا نَطْمَئِـنُّ لِقاتِــلٍ
ذبح السّلامَ و طَيْـرُهُ لـمْ يُولَدِِ؟!
قمـرٌ توزَّع في دمائِك فَانْتَصِـبْ
نِلْـتَ الشّهـادةَ يا مُحَمّـدُ فَاسْعَدِ
يا (دُرَّةً ) نَسَفَ العـدى أفراحَها
أنْتَ ارْتَفَعْـتَ و ذَلَّ ذَلَّ الْمُعْتَـدِي
عَلَّمْتَـنَا أنَّ الشّهـادةَ وَحْــدَهَا
دربُ التَّحَرُّرِ والْعُلا ...بِك نَقْتَدِي
عَلَّمْتَـنَا-و صَدقْتَ - أنَّ صباحَنَا
مِنْ عُرْسِ نَصْرِكَ يا مُحَمَّدُ يَبْتَدِي
قنديلُ صوتِـك يا مُحَمَّـدُ مُفْعَـمٌ
بِالتِّينِ و الزّيتونِ,صِـحْ نَتَوَحَّـدِ
قَسَمًا سَنَثْأَرُ يا شهيـدُ و نَمْتَطِي
أَجْرَاحَنَا نحـوَ اخْضِرارِ الْمَوْعِـد.
.شعر: محمد علي الهاني - تونس
--------------------------------------------------------
* نشرت هذه القصيدة بالملحق الثقافي لجريدة الحرية التونسية - العدد620 بتاريخ 12/4/2001.
* و نشرت في جريدة الأنوار التونسية- العدد 1018 بتاريخ 13/3/2001.
* نشرت في ديوان الشّهيد محمد الدّرّة- الجزء الثالث (ص217)- مؤسسة جائزة عبد العزيز البابطين للإبداع الشعري2001 .
*من : مجوعته الشعرية ״يتغمّدني بالنّشيد الرّماد״المتحصّلة على الجائزة الأولى مفديزكرياء المغاربية للشعر- الجزائر 2004.
- (منشورات الجاحظية ،الجزائر2005).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق