لمَاذَا نَموتُ ..
لماذا نموتُ لماذا نُغَادرْ
وبينَ فِجَاجِ الأسَى كمْ نُسافِرْ
لمَ الليلُ مِنْ سَرْمَدٍ لا يفوتُ
وآفاقُنَا عتّمَتهَا الدّياجرْ
أحِبُكَ يا وَطَنًا .. مزّقُوهُ ..
وكادوا له كبّدُوهُ الخَسائرْ
لماذا شعوبٌ لنا تتَأذّى
لمَاذا الرّزايا لقَومي تُحاصِرْ
وكمْ قَدْ سَعينا لسِلْمٍ وأمْنٍ
نتوهُ على الدّربِ والحظُّ عَاثِرْ
وأمجادُ قَوْمِي أراهَا تضيعُ
وفيهمْ تموتُ النّهَى والضّمَائرْ
فَكمْ قَدْ سُقِينَا كُؤوسَ هَوَانٍ
ويطْغى عدوّ كمَا الذّئبِ مَاكِرْ
أقامَ الأسى في القُلُوبِ دهورًا
ومن غزّة قَدْ اتتنا البشائرْ
لقدْ أيْقَظَتْ في النّفوس الأمَاني
وكمْ حرّكَتْ من عميق المشَاعرْ
وَفي غزّة اليَوْمَ حرب تَدُورُ
وتحْصِدُ أبناءَ شعْبٍ مُحَاصَرْ
عدوّ يصبّ عَليهَا لظاهُ
بحقْدٍ تناهى وكالمَوْج هَادِرْ
وهبّ ومن خلفه الدّاعمون
ليفتك بالعُرْبِ فَتْكَةَ غَادِرْ
أرى الغَرْبَ يَدْعمُ أعداءَ قومي
عرفنا له بينَنَا حُكْمَ جائرْ
فيقتصُّ منّا لغيرِ ذُنوبٍ
ويضحَكُ والدّهْرُ ضحكَة سَاخرْ
قذائف تأتي وَمن كلّ صوبٍ
عدوّ تجنّى حقُودٌ وَثَائرْ
يدكّ الدّيار.. يدكّ المشافي
يدكّ القبابَ .. يدكّ المَنَابِر
وتحتَ الرّكَامِ نفوسٌ تُعَاني
وأَسْلَمَهَا قَدَرٌ للْمَخَاطِرْ
لغزّة صبّوا كُؤوسَ المَنُونِ
ويطعن رُعْبٌ بشرّ الخَنَاجِرْ
وغزّة .. تخْنُقُهَا النّائباتُ
تَخُوضُ اللهيبَ وما من مُنَاصِرْ
أراهَا تُعَانِدُ دهرًا تجنّى
عنَادَ السّفينِ لأمواجِ زَاخِرْ
بكم تستغيثُ .. وصُهْيون يطغى
فإن تَخْذُلوهَا .. فمنْ قَدْ يُؤازِرْ
سهِرتُ وغابَ الكرى عنْ عيوني
فَبتّ أنَاجي النّجومَ السّواهرْ
وملْءُ الجَوانِحِ حُزْنٌ مُذيبٌ
يبوحُ به قُلَمي والمَحابِرْ
جراحي تنزّ ودمعي يفيضُ
وبينَ الجفونِ ترَقْرَقَ حائرْ
أشدُّ من الموتِ غدرُ الكيان
وبينَ الجوانح مثلُ المجامِرْ
فهل ستَعُودُ لنا القدْسُ يوْمًا
وهَل من سيحيي العهود الدّوائرْ
تأمّلْتُ فيما مضى من عصورٍ
وَغابتْ حدودٌ وزالتْ ستائر
رأيْتُ فلسطين ردّتْ إلينا ..
وأمْسى العدوّ كليلَ الأظافرْ
وندخُلُ للقُدْسِ مُنْتَصِرينَ
وفَجْرٌ تشَعْشَعَ في الأفقِ ساحرْ
رفا الأشعل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق