صدى الحقّ"
أيّها المارّون
بين أجفان الرّيح المتقرّحة
المتسلّقون أشرعة الرّحيل بلا موج
المراكب اختنق صهيلها
حلّقوا بأقدام الأماني
إذا ما قيّدتكم سلاسل الحرب و العبور
ولاتنفضوا ذلك الطّين عن نواصي القهر
كم عشق رائحة دمائكم
فأنجبكم أحرارا
من مشيمة قدر
قدر اتعب لياليه مخاض الفجر
اكتظّ في رحم السّماء تسابيح وطن
كان اسمه الموت
لكنهم شوّهوا وقاره
حتى زفرته الأخيرة
تراشقوها على طريقتهم البربريّة
واسملوا عين الحجر
فإذا ما هرب من فوضى المقابر
ليقطن زوايا الحياة
تنشّقوه عندما تتشقّق بكم شوارع الجوى
فالكثبان لاتتسرّب
في حلق حلم
مهما جفّت عروقه
وفي دمعه اختمر ذهول الصّمت
فليصادروا بين حوافر الكبرياء
رائحة التّراب وتمرّد البحر
وإن افترسكم فكّ الطّريق
أخبروه أن لحمكم طاهر الأصلاب
تراه سيلفظكم في أحضان يقطينة كما لفظ ذا النّون من قبل
لن تتحمّلوا بطون الغدر
عودوا لاتطيلوا الهجر
فالنّوارس تخلق من رماد العدم
تشرب من تشرّد الدّمع
والكون بين أيديكم عشق نشيج الألم ..
أمّاه ..أيّتها الأرض الصّلبة
المتّقدة
بين حبّ وحرب
هرولي على جسور خيباتهم
لاتخافي إن أصابك الغرور عند تخوم الشّمس
انفخي صولجان العرش
رغم أنف النّار
واكسري سمّها بسيف حقّ
لزفيره
صدى لاينطفئ ..
قمر الصابوني
بيروت
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق