جنة في السماء
بقلمي د.حسين موسى
في غزّة صبرٌ لا يطيقه البشر بما
أوتوا من جلادة وهي خصال الأنبياء
غُرفٌ سكنها أطفالٌ وشيوخ ونساء
لم يفجعهم الله ببعضٍ أرواحهم
عرجت كما نصلي جمعاً لربّ السماء
هناك أثاب الله حصارهم وجوعهم
وعطشهم وغدر أخوتهم فارتقوا شهداء
فقد أخبرنا ربّ السماء عن الفردوس
وعَدْنٍ وعليين والمأوى وكانت لنا إنباء
وأحسب أنّ من غُرَفِ الجنان غزّة
كانت لأبناء فلسطين بعد تهجًيرهم إيواء
يارب ما خاب رجاؤنا فيك ولن
نتقوّل على ما لم تسمّه لنا وما جاء
تكالبت عليهم الأمم تكالب الأكلةِ
على قصعتها وخاب في إخوتهم الرجاء
فاحكم يا رب بيننا ونحن بين أصابعك
تقلّبنا في الثواب والعقاب بما وكيف تشاء
فهل يستوي من ملك الأمر بندقية
أو سيفاً و مدفعاً وغيره كمن ملك الدعاء
فالنهي عن منكر ٍ بيده أولاً أو بلسان
أو القلب وهذه تكون لمؤمنين ضعفاء
فيا غزّةَ الله لن تهدي العميَ أو من
ضلّ وهو يراك تحترقين صباح مساء
هذا مقام العابدين والعارفين يا غزّة
وعزّةُ الله أن اختارك ليصطفي الشهداء
يا ابنة فلسطين لا تجزعي فقد عُجِنَ
تربك بدماء صحابةٍ ارتقوا وكذا أنبياء
وما تحرر الأقصى دون التطهر بك
فاتحين وليس طوفان الأقصى انتهاء
فيا أيها الملائك لا تنزلوا على غزة
بأكفانٍ وحنوطٍ فدمهم عطّرالسماء
بل احملوا قوت الجنان لبناً وعسلاً
لأطفالٍ قضوا وعن العروبة كانوا فداء
صاموا عن حليب أمهاتهم قسرا وما
كتب عليهم صيام ومن الذنوب برءاء
عذرا ملائكة الله فقد أرسلوا لنا أكفانا
ونسوا أن الشهيد يوارى بثيابه والدماء
عذرا رسول الله فقد غيّروا سنّتك
بشهداء بدرٍ وما كان لهم بك اقتداء
د.حسين موسى
كاتب وصحفي فلسطيني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق