!!،،مجانين الست،،!!
بقلمى : د/علوى القاضى.
... المشاهير كثر والمحبين والمعجبين أكثر ، وأحيانا الإعجاب ينقلب إلى حب وعشق وامتزاج للأرواح لدرجة الجنون ، فكثيرا ماسمعنا عن مجنون سعاد حسنى الذى بهره جمالها وكان يطاردها فى كل مكان
... ولكن مجانين الست كوكب الشرق ذو طابع خاص ولهم فلسفة خاصة ، فلم تكن جميلة الشكل ، ولكنها كانت جميلة الروح والقلب ، وشتان بين جمال الجسد وجمال الروح ، فحب الروح باق ببقاء الروح ولكن حب الجسد فان بفناء الجسد فالجسد ينتهى بالتراب أما الروح تصعد إلى السماء
...《عظمة علي عظمة ياست 》، من منا لم ترتبط أذناه بهذه الجملة التي كنا نسمعها دائما في حفلات كوكب الشرق الست أم كلثوم
... إنه الحاج سعيد الطحان تاجر القطن الثري صاحب هذه الجملة " عظمة على عظمة ياست "
... إنه أشهر وأجمل مستمع في تاريخ مصر
... مسرح حديقة الأزبكية كان أول مكان يقال فيه هذه الجملة الأشهر في تاريخ حفلات أم كلثوم " عظمة علي عظمة يا ست "
... سعيد الطحان " مجنون " وإن شئت فقل مهووس أم كلثوم
... سنة 1964 في أغنية ( إنت عمري ) قال الهتاف الأشهر لأول مرة في التاريخ وكان أكتر واحد بيحضر حفلات الست أم كلثوم وكان أكتر واحد بتسمع كلامه و بتحبه في الجمهور وحين غنت " سيرة الحب " صرخ وقال لها ( تاني يا ست ده أنا جايلك من طنطا ) ، فأعادت الكوبليه وأشارت له وقالت : ( ياما عيون شغلوني لكن ولا شغلوني إلاعيونك إنت دول بس اللي رموني وبحُبك أمروني ) ، فأغمي على الحاج/سعيد الطحان ونزلت أم كلثوم من على المسرح بنفسها و( فوقته )
... وكانت دائما أم كلثوم متعودة تسمع الهتاف ده ولما في يوم ماسمعتش الهتاف سألت على الحاج سعيد الطحان بعد الحفلة وعرفت إنه مريض بعد ماأفلس بسبب حضوره المستمر لحفلاتها وسفره المفرط لحضور كل حفلاتها حتى لو خارج مصر أوفي دولة لدرجة إنه باع أرضه علشانها
... حبت أم كلثوم ترد له جزء من الحب بأنها إشترت له أرضه تاني وسمحت له بحضور حفلاتها مجانا لآخر عمره وفي مكانه في أول صف
... ولما سألوه قبل ما يموت ليه عمل كل ده قال لهم " كنت بحسها بتغنيلي أنا بس ، دي الحفلة كانت بتبقي مليانة ناس بس أنا بشوفها هي بس "
... الحاج/سعيد الطحان حكاية وفاء جميل من زمن الفن الجميل
... نموذج آخر من معجبين ومحبين أم كلثوم لدرجة الجنون
... السيدة/مارى ميشيل التى خطفت الأنظار في حفل أم كلثوم عند ظهورها فى الدقيقة 33 من أغنية ( هو صحيح الهوى غلاب )
... ولأنه يظل المحبوب محبوبا حتي وإن رحل ، وحتي لو مر علي رحيله سنوات طوال ، في حفل أم كلثوم الذي غنت فيه ( هو صحيح الهوي غلاب ) كانت مارى تجلس ضمن الجمهور وعلي وجهها تأثر شديد كما لو أنها تتخيل حبيبها أمامها ، ولما غنت أم كلثوم في هذا المقطع ( يا قلبي آه ) فيها تمسح السيدة دموعها بالمنديل الذي ينتفض بالمشاعر والأحاسيس
... ظلت تلك السيدة أيقونة ضمن أشهر المعجبين في تاريخ أم كلثوم مجهولة تماما دون معرفة أي تفاصيل عنها
... إعتادت ماري ميشيل حضور حفلات أم كلثوم في الخميس الأول من كل شهر وكانت بتعبر عن لحظات الإستجمام الخاصة بها فقد كانت تعمل مترجمة ثم تعود لمنزلها حيث ترتدي أبهي الفساتين وبعدها يصطحبها زوجها الطبيب " شفيق السندي " سويا لحضور حفل الست أم كلثوم ، ولأنه قد تأتى الرياح بما لاتشتهى السفن ففي عام 1956 رحل زوجها وحبيبها
د/شفيق وتركها متحملة مسؤولية أطفالها وحدها
... ولم يواسيها أحد سوي حفلات أم كلثوم
... ولسوء الطالع تدخلت يد القدر مرة أخري بفاجعة لم تتحملها ، حينما رحلت أم كلثوم عام 1975
... ففي ذلك اليوم انتظرها أبناءها فقد كانوا على موعد للذهاب للسينما ، غير أن ماري لم تأتي ، فقد أحست بالتعب أثناء عملها حزنا على موت وفراق قيثارة الشرق أم كلثوم فأخذتها زميلتها إلي المستشفي لكن يد القدر كانت اسبق والموت فاجأها ورحلت
... وفي النهاية تعالوا نتخيل مع بعضنا إحنا كنا فين وبقينا فين ، الجمهور غير الجمهور ، والمطرب غير المطرب ، والطرب غير الطرب ، الإسفاف والإنحدار والإنحلال الخلقى أصبح عنوان المرحلة
... " عفوا الشكل لا يكفي " هكذا كان المعجبون ينظرون إليها ، يترقبون صوتها ينسون الحياة وهمومها وتصنع سعادتهم بصوتها الشجي
... نظرة لم تحصل عليها أجمل جميلات الكون حتي ممن عاصروا هذا الوقت !! ، أوحتي ممن يعاصرون حاضرنا من نجمات المجتمع وأصحاب عمليات التجميل !!
... كوكب الشرق لم تكن جميله بمقاييس الجمال المعروفه !
... فماذا كانت تملك أم كلثوم لتفعل بقلب الحاج/سعيد الطحان وغيره هكذا !!
... ماذا كانت تملك من الجمال لتهز قلب أحمد رامي والقصبجي ومصطفي أمين !!
... أم كلثوم لم تكن مجرد صوتا ولاوجها جميلا ، أم كلثوم كانت إحساس مرهف ومشاعر متدفقة وقوة ودفء معا وهو أهم ما يمكن أن تملكه امرأة لتحتوي العالم وتهدم كل تعاسة الكون وحدها
... أحبابى " المرأة أهم ما في الحياه ، فقط حينما تكون إمرأة بحق ولكى تكون إمرأة بحق ف( عذرا ) الشكل وحده لا يكفي "
... تحياتى ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق