لماذا تبكي القصائد ؟؟؟
تنزّلت عليك القصائد ، يا وطني
حــزينة باكيه...
وسألت أقــداري
انها عـربية مسلمه
قلت : تعنين يا أنت؟
ما أنا بالفاهم ، ولا المستوعب
قالت: لأنك مسلم عـــربي
أطرقت الى الوجود أســأله
قالت لي الــكائنات
في ذاتك الجواب ...ألا تعقل؟
وسألت الوجود الذي
أنا فيه تائه أتخبـط
أجابني الكون : قل اعرجـوا
أو في البحارغوصوا وانظروا
وانزويت الى الرمال
رمال بلادي الصفراء كعقاربها
والشهـــباء كأفاعيها
والضمآنة كزواحفها الفــارة
من الرمـضاء والهجير
أشكو عطشي ، أشكو غضبي
واذا الفراغ منها ثعبان طالع
يمتص دماء جريحة
على جثمان حقّ ، يردّد
يبكي با ولــدي
كل من اغتصـب عنزة
كل من ركب جحــشا
عليه تخـطى حغر الكبت
ويبــكي يا ولدي
كل من عانق حــصانا
على ظهره اجتازأودية الحرمان
ذاك حكــم القدر يا ولــدي
حـتى الدجاجة لم تسلم
ماتت المسكينة...
ولم تر النــور بيضتها...
واختنقت بيضتها ملطخة بأحشائها
ويبـــكي يا أنت
من لا يتـحرك ، وهو يبــصر
ناقة القوم تعقر ،
شيخ القبيلة ، الى نسي يـتوسّل
أمّه تحت الركــام تـــوؤد
زوجته تبقر ، والكبد يتــمزق
وأخته من عفّـــة ، تسلـب
تـــموت قهرا ، ...تحلم
والجميع تكفّــــنه
شــهادات طبية مزيفه
شــهادات فنّية معقده
شـــهادات فـضائية مركبه
حـتى الشـهادات ، يا ولدي
وقفت ، الى جـانب المعتـدي
وقد زكّاها ديـن متجـــدّد
قالوا : معتدلا ، متحضـــرا
يحترم الأصنام ، بالعنف يـندّد
عــدساته تبصـــر
كمن برسـم الحاء باء
على لوح تأريخ تعامت مرآته
لئن بكى ،...لا يجــد
في مـــآ قيه دمــــوعا
تغسل صعيدا طيّبا ...
على أعــتاب نــجاسة
تـــرامت شــضاياه تنــزف
وتهطل الفتاوى تغازل ،
جيوب الغاصب....
تـــعانق الشـــهادات العنيفة
تجر القانون ، الى حجرة الظلمات
الى المـــلفات البا كــيات
والـــدفاتر الحزينه
حيث تدفن ـ شتى المظالم
منها يصّعد ، بكاء المستضعفين
فيها يصول ، صوت الظالمين
يسجّل غـــياب العدالة
والقاضي ،أصدر الحكم ، قبل الوضوء
وخمر البارحة ما زال في جوفه
لم يتقيأه ، لم يبله ، لأنه يدرك
أن مقر، التجارة ، يستعمــل
حق النقض ، ضدّ من صلى وصام
والعدالة بقيت ، بنادي القضاة
تسكر ، ترقص، نغازل السياسة القطبية
ودولة القانون ،..
على أوتار المؤســسات ، تعزف
ألحان الكونية ، وأغاني الدولار المسيطر
وأبــكي مع الباكين ،...
كيف لا ؟؟؟ ياولـــدي؟؟؟
وجاري بالجنب ، ينتشل محفظتي
يســرقني ، يـــراود زوجـــتي
ودموع الجميع تنحدر ، من كثرة الحزن
من كثـــرة الضحك ...وأخي
يزور بكة اتجارا ، يعطي عدوي سلاحا
به يـــرهبني ، يقـــتلني
تحت جناح حجّ قام به من مال فاض ذلاّ
غـــزا الجبـــناء في وطني
فقراء العـــقول والـــذّمم
والتهم على بنيّ موزّعة ،
كتوزيعها بين السجون ...
دون حــكم ولا بيّنة...
بربكم ، يا سادتي : لا ترجموا الشيطان
بالحجارة ، بالأحذية ، وأنتم الحفاة
والطائرات من فوقكم ، بالقنابل ترجمكم
بالقهر تميتنا ، بالحقد بالصلف
والضمائر فينا تغفو، تتلاشى وتنعدم
وسط الدخان القاتم ...فتغيب القبلة
ويبكي المسلمون والعرب...
وتبكي القصائد ،...
وقد سئمت نعـــيقنا المــناير
سعيد الشابي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق