وِجهةُ نَظَر:
كنتُ في أحدِ محلّاتِ الكمبيوتر وكانت هناك معلّمَةُ مدرسَةٍ تطبعُ أسئلةَ امتحاناتٍ لطُلّابِها، فراودتني فكرةٌ اختَصَرْتُها بسُؤالٍ وجّهتُه لها: (لماذا يتمُّ اختبارُ الطّلابِ بأسئلةٍ ليتمَّ على أساسِ ذلك تقييمُ الطّلابِ وتوزيعُ الشَّهادات عليهم)؟؟؟ وإذْ بالمُعلِّمةِ تَتَفاجَأُ بسُؤالي فتُجيبُ: (نَعَمْ)؟ هذه أسئلةٌ وهكذا يتمُّ اختبارُ الطّلّاب.
المعلِّمةُ والأستاذُ ومعالي الوزير وعميدُ الجامعةِ ورئيسُ الجمهوريةِ وكُلُّ مَنْ لَفَّ لَفَّهُم (إلّا مَنْ رَحِمَ ربّي) في وادٍ والعقلُ والمنطقُ في وادٍ آخر.
طبعاً هكذا يتمُّ اختبارُ الطّلّابِ في مدارسِنا وجامعاتِنا في لبنانَ والعالمِ العربيِّ، وهكذا هي مناهجُنا التّعليميَّة، ولكنَّ الفكرةَ الّتي راودتني قد تنسفُ كلَّ هذا الجهلِ، إذا ما تمَّ تطبيقُها.
الفِكرَةُ تقومُ على عدَمِ جَوَازِ اختبارِ الطّلابِ بالطُّرُقِ التّقليديّةِ المعروفةِ في مناهجِنا التّعليميّةِ، كي لا يُصبِحَ جُلُّ اهتمامِ الطّالبِ النّجاحَ على الورقِ فقط للحُصُولِ على شهادةٍ ورقيَّةٍ تُؤَهِّلُهُ لنيلِ وظيفة.
هذه جريمةٌ عظمى بحقِّ الإنسَانِ والعقلِ البشريِّ في بلادِنا يرتكِبُها دُعَاةُ العلمِ والمعرفةِ من مسؤولينَ سياسيّين وأساتذةِ جامعاتٍ، لا هَمَّ لهم سوى حَصْدِ الألقاب.
الفكرةُ هي: يجبُ إلغاءُ الإختباراتِ الورقيَّةِ للطّلابِ واعتمادُ المشاركةِ الجَماعيَّةِ في الصُّفوفِ بطريقةٍ شَفهيّةٍ وتشجيعُ الطّلابِ على طَرْحِ الأفكارِ ومُناقشتِها بطريقةٍ أكاديميَّةٍ عِلميَّة.
في الختام أُذكِّرُ بالقولِ المأثور: (مَنْ تسَاوَى يومَاهُ فهو مَغبونٌ، ومَنْ كانَ أمْسُهُ خيرَاً من يومِهِ فبَاطِنُ الأرضِ خيرٌ لهُ من ظاهرِها).
علي مازح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق