يتحاورون
= 36 =
في مسألة الحوار ربما اقتصرت نظرتنا على اعتباره: محاولة لتبادل الأفكار و الآراء ضمن قاعة أعدت خصيصا لذاك الغرض [ قلت: غالبا ما يؤدي حوار القاعات إلى تفاقم الأزمات !
قلت: تعددت و تنوعت أشكال الحوار، فمن حوار هادئ رصين مثمر بناء، إلى حوار صاخب مجلجل، كثر فيه اللغط و القول البذيئ، إلى حوار خلا من رؤية واضحة ثاقبة، إلى حوار عقيم خلا من خيارات في المسألة الواحدة، إلى حوار لم يتم فيه تحرير محل النزاع بل الكل عاكف و منعكف على ما يراه حسنا دون الوصول الى تأصيلات و تفصيلات ضرورية مشتركة للمفاهيم و الرؤى و المفردات و المسائل ذات الصلة بموضوع الحوار [ تتوقف طبيعة الحوار على مدى ثقافة المتحاورين و مدى علمهم و مدى استعدادهم لقبول الرأي الآخر، و مدى حريتهم و استقلاليتهم بالرأي و الفكر و التوجه، و مدى قبولهم و تحملهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، و مدى معرفتهم بما يجب عليهم قوله و فعله و الدفاع عنه و المنهجية التي يجب السير عليها ]
و بكل تأكيد فإن للبيئة دورها في صناعة محاور ناجح أو فاشل، و ذلك بما تضمنته البيئة من ثقافة و عادات و طرائق نشأ عليها القوم
- وكتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق