بين القلم والورقة
النص الأول من ديوان
•نقاط ناطقة•
بقلم لينا ناصر
أراك عليل الحرف ذليل الطرف يلفك الذبول ، وأنت الذي بالأمس القريب كنت تنزف حروفاً تجعل كل مار بها في حالة ذهول ، أخبرني هل جف حبرك أم أنك لم تعد تدرك بأي لسان تخاطب القلوب وتسلب الألباب والعقول؟
تململ بين الأنامل مرغماً وقال:
ياذات البهاء ظننت صمتي سيسعدك ويعيد لك النضارة والكبرياء ، لطالما شعرت أنك تحت وطأة حرفي تنزفين بؤسا وشقاء فتارة أحرقك عشقاً وتارة أغرقك حزناً ودائما كنت بقصد أو بلا قصد ألطخ وجهك الناصع بعصارتي السوداء..
أتطلبين عزفي ونزفي وأنا الذي يجعل منك مجرد ذكرى في الأدراج المنسية وعلى الرفوف الخرساء؟
فابتسمت بدلال وقالت:
ياسيدي أهكذا عهدك بي؟
هل سمعتني يوما أتذمر من رفقتك،أو أتهرب من قطرات حبرك وأتنصل من خلوتك والإنصات لخلجات صدرك وحرقتك؟
أراك تحاول عبثا هجرتي فهل مللت صحبتي وماعادت تتسع لغيثك العذب عميق حفرتي..
قل لي بربك هل حقا تظن أنني دون رفقتك أجد راحتي وانعم بوحدتي ، كيف وأنت الخليل والنسيم العليل الذي يداعب وجنتي؟!
انفرجت أسارير القلم واستقام بين الأنامل بعدما سمع حديث الورقة وقال لها :
ياأيتها النقية ، العزيزة الوفية ، بعد هذا الزخم المعنوي الباذخ منك تستحقين أن أصبح سحابة لأجلك وأمطرك بأجمل الحروف وإكراماً لك سوف أكتب ماترتئينه أنت من عناوين رئيسة ، هيا ، أعطني المفتاح لنسافر معا على متن الأبجدية..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق