الاثنين، 8 مايو 2023

تعازينا ـــــــــــ ربعي عبدالحميد


 تعازينا

لقد قتلنا الميت
و سرنا في جنازته
و تقبلنا
واجب العزاء
و صفقنا
لنزاهة العدل
و لسجون أكتظت فعلا
و لبلاهة من هم أحياء
يسألني وطني
عن الرشوة
و عن مصدر
تركيبة النشوة
و لماذا تبكي الأمعاء
و هل وصل الجوع
إلى العين
لتجف دمعتها
قهرا ...
وسط الأعباء
و هل أن التزوير ينفع
مع ذكر نفس المستنفع
و حذف الأسماء
نحن من كمم أفواها
كانت تتكلم
و نحن من كسر
كل الأقلام
بدون أستثناء
إذا كنّا نقتل و لا نحاسب
و نتمتع ...
بأصناف المكاسب
من غير عناء
فهل تنفع التوبة في وطن
لا يشبه كل الأوطان
في نسبة سبر الآراء
و يسألني وطني
عن فشلي
و عن صمت الصوت
و عن ألمي
و عن الإعياء
لقد شبنا
يا وطني شيبا
قبل العشرين
و شربنا الويل بالكيل
عوضا عن الماء
فتدفق بحر مواجعنا
دون أن يصدر أصوات
و عن أستحياء
فالمجرم يتلهف للفرصة
و الجسد تورم من قهره
و من قوة
صعق الكهرباء
تعازينا فيك يا وطني
لأنك أصبحت الميت
و لا ندري أن كنّا نحن
من بعدك أيضا شهداء
كلمات : ربعي عبدالحميد
R-A. ١٤٤٤-2023

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق