الأربعاء، 9 فبراير 2022

فراق /منيرة الحاج يوسف /تونس /جريدة الوجدان الثقافية


 فراق

منيرة الحاج يوسف /تونس
اتَّكأتْ عاطِفتي عَلى سَريرِ هَواكَ
تمدَّدَ شوقي...
تَضاعفَت أَخْيِلتِي...
يَضِجُّ في رأسِي
صوتُ أغنيةٍ تُحِبُّها ل(فايا يونان)
(أبلِغْ عزيزا في ثنايا القلبِ مَسكَنُه )
أدَندِنُ الأغنِيةَ
فانتبهُ إلى نَشازِ صَوتِي
فأصْمتُ...
أُرسِلُ نَظري مِن النَّافِذةِ إلى البَعيدِ فيُعانقُني طَيفُكَ
أشعرُ أنَّ قلبيَ يَميعُ بينَ ظُلوعي
كأنُّهُ قطرةُ مَاءٍ
جادت بها سماءٌ رحبةٌ
لترويَ بذرةً مطمورةً
في أرضٍ أعياها الاخْتناقُ...
عَلى طاوِلتي
مُفَكِّرةٌ قديمةٌ وقلمٌ
ومَشاعرُ فاحت في كلِّ الغرفةِ
اختلطَ فيها الشّوقُ بالقلقِ
وتفيضُ الدُّموعُ من مَحاجِري
فيسيلُ دمعٌ اختلطَ بكُحلٍ
تزيَّنتُ بهِ لأجلك
فيُشوِّهُ السَّوادُ خُدودِي
أَتحسَّسُ في الفَراغِ أنامِلَك
تَمسحُه بمنديلٍ يَفوحُ مِنه عطرُك الشَّذيُّ
ثمَّ تمسّدُ الليلَّ المُنسدلَ على كتِفيَّ وبانحناءةٍ دافئةٍ
تَجذبُني إلى حِضنِك الآمنِ
يَسرِقني صوتُ المنبِّهِ من أحلامي
فتبدو لي السَّماءُ بعيدةً
تَسْطَعُ فيها شمسٌ
تَستعدُّ للرّحيلِ
بعد أنْ تلفَّعتْ بألوان جميلةٍ
مَن قال أنَّ الرَّحيلَ
لا يستحقُّ الاحْتفاءَ؟
يومَ ودَّعتُك
اشتهاني أحلَى فَساتيني
فلبَّيتُ
ورَشَشتُ أفخرَ عطرٍ عندي
مازلتُ أَحتفِظ بأحمرَ الشّفاهِ
الذي رَطّبتُ به شفتي يَومَها
لقد احترمتُ طقوسَ الغيابِ كأَشهَى ما تُخلِّفهُ أنثى
في ذاكرةِ حبيبٍ يُغادِرها
مازال خاطري يَفيض بِك
رُغم فُراقِنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق