السبت، 12 فبراير 2022

الرحيل دونما وداع بقلم جاسم العبيدي

 الرحيل دونما وداع

الى روح الراحل دون وداع
داوود الربيعي استذكارا لغربة الارواح
جاسم العبيدي
في الحيانية
الاطفال يتوزعون على موائد الارصفه
يتوجون اعينهم بالتوابيت حين تمر
وحين تمر بهم نساء الحيانية ملفعات بالسواد
تتحرك اقدامهم اثر النواح
على الراحلين دون وداع
وها انت تسافر في غربة الأرواح
ايها العائد من نيران مقابر السجون
وزوايا الانكسارات
لا ادري لماذا
يسدل الاصدقاء الستائر البيضاء على المغدورين
اللذين رحلوا دونما عودة
مقرف ذلك النهار الذي ودعتك فيه من بعيد
دون ان تتلمس يدي ذلك الصندوق الخشبي الذي يحملك راحلا بك الى وادي السلام
ايتها الارواح المهاجرة
الى متى نعتصر حليب امهاتنا في اعين الغائبين
ايتها الارواح المهاجرة هل من عذاب نتحمله حين تمر جثامينكم امام اعيننا
وهل سنتلمس ماض يعبر بنا الى طريق لا نهاية فيه
اكفهرت وجوهنا ونحن نمارس حقنا في التصاريح
هاهو التاريخ يشهد اسماءنا
كم من العذاب تحمله اجسادكم
السجانون وحدهم يعرفون
كم من النهارات تمر
دون ان ترى وجوهكم المعتمة ضياء الشمس حين تشرق
وحين تسمعون صرخات الجلادين ممتزجة بصراخ البائسين
تلك اذا النهاية العقيمة
تلك هي الايام التي رحلت بكم وعجزنا عن تذكر اسماءكم
الاسى يلوح قريبا منا
ونحن نشعل شمعة واحدة لكل من رحل منكم
شمعة لكل من رحل دونما استئذان
رحل ولم يتبعه سوى احفاده
رحل ولم يترك اثار اقدامه على التراب
لا ادري هل اننا نكتب معا تاريخ الاسى والجنون
ام ان هنالك من يسرق اسمالنا واسماءنا دون استئذان
معقبا بالقول ( انتقل الى رحمة الله )
هكذا نودعكم دائما بصمت
وانتم تكتبون تاريخنا بالدماء
هكذا كنت حين حاصرتك رجفة الموت
لا ترتدي الا ما خرجت به من سجن نقرة السلمان
هكذا لا ترى الا كفنا ابيضا
يتطاير مثل حمامة السلام
ليظل شاهذا على مرارة السنين
وهنهنات السجانين
نم ملتحفا رداءك المترب
لتقول للرب
ها انا جئتك كما خلقتني
ولكن بلا عينين
مستهيما بلا قدمين
مغمورا بالعذاب حد النخاع
يالايامكم البائسة وهي تحفر في اذهاننا الحسرة والندم
على ماض لن يعود
وكلما مرت التواريخ
تنحسر امام اعينكم موجة هواء الصحراء
مثقلة بالغربة والوجع
فانتم غادرتم الحصون قبل ان تغادركم
واختفت اسماؤكم من رصيف الذاكرة
الضحايا انتم ونحن المتفرجون
الفقراء انتم ونحن العابثون
ياللايام المقرفة التي تتوزع بقايا اسماءكم
وها انتم تجرون بقايا حروف اسمائكم
وانفاسكم من لهيب محتوم
فمن منا يحس عذاباتكم
وهي تفرقع عظامكم بلسعات الجلادين
نصف عرايا
كأن المدينة تسطو
وان بقايا الوجوه بغير ملامح
وانتم موتى على لائحة الانتظار
ولكن
من يمنحننا الدفء بعدكم
ونحن نحمل أوجاعنا بلا حقائب
هكذا نسمي السعادة موتا
وحين تكون دماءنا معجونة برائحة شواء الأجساد
سيتغير الموت الى سعادة
هكذا صرنا نؤمن بان سعادتنا في خوض السجون
الفقراء لا يموتون جوعا
لكنكم متم مثل اسماك الجنوب
ونحن نتذكر الأسرار بشواء الاجساد
صرنا نؤمن بان الفقراء لا يموتون
خوفا من سياراتكم المظلله
وانما يموتون من الماء المالح في جداول انهاركم
فمن يتذكر لحظات السعادة يموت خرفا
انس ياصديقي ايام المرارة في حالكات السجون
بين كماشات السجانين
تذكر ياصديقي ان الايام لعبة المجانين
ونحن من يلقنها باقتدار حكمة الموت
تذكر ياصديقي الراحل
اننا نلعب لعبة الانبهار
هكذا تبقى ايامنا بعيدا عن روايات المخبولين
بعيدا تلمس طريقك
وحين يمر بك صديقنا كزار حنتوش
لا تخبره بانك تزداد كآبة حين ترتشف كاسك الاخير
من خمرة المساء
ولا تخجل من تاريخك الذي كتبوه بايديهم
لانهم لا يدركون ما تعرفون
اطفال الحيانية وحدهم
يدركون مايعنيه الموت بلا وداع
Peut être une image de 2 personnes et personnes debout

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق