تحية الأمل والفكر والإرادة
رماز الأعرج
التطور الفكري والثقافي ,
إشكاليات جذور وحلول
(المحاضرة 2 )
أ : أصول المناهج ومن وضعها
لو نظرنا إلى طبيعة المناهج بحياد وبعين ناقدة نكتشف من النظرة الأولى مدى تبعية الثقافة والبرامج , ومدى محدودية المعلومات وطبيعتها , سواء في التعليم المدرسي بكل مراحله , أو في التعليم العالي , ونلاحظ بكل وضوح أن كل بلد منهجها ونظامها التربوي والتعليمي بشقية الأساسي والعالي يتبع للدولة التي وضعت هذا النظام لها , ما زال هو ذاته بل زيد عله ما هو أكثر شمولية لدرجة التدخل في المعتقد الديني وغيره في الكثير من الأحيان , بل هناك شعوب في أفريقيا تم محو لغاتها وأديانها وثقافتها بشكل شبه كامل , وهذه من اكبر الجرائم التي ارتكبها الاستعمار بحق الإنسانية و الثقافة والحضارة البشرية .
لكي يكون العلاج مجدي لا بد من وعي هذا العلاج ولاعتراف بالمرض قبل كل شيء , أي علينا التعرف بمصابنا وبحالتنا المرضية وإلا لا فائدة من العلاج إذا اعتبرنا أنفسنا أصحاء .
يشكل قبولنا بالمناهج كما هي موضوعة وكما ورثناها كارثة كبرى , وعلينا إعادة صياغة كل شيء من جديد , وبطريقة تتناسب مع العلم والتطور والمكتشفات العلمية المثبتة , ومنها نستمد مناهجنا بشكل مباشر , مع الاستفادة من ما هو مثبت ومجدي من القديم .
وحتى في علم التاريخ والآثار والعلوم الحديثة جميعها , أصبحنا نحن تابعين ولا مكان لنا بين هذه العلوم , (مع التقدير و الاحترام الكبير للكثيرين الذين خرجوا عن المسار وأبدعوا في الإنتاج الفكري والبحثي والعلمي ) , ولكنا ما زلنا نزحف في الشيء بعد أن ينتهي منه غيرنا و يصيغه لنا , وينتقل إلى غيره وشيء ذات أهمية عصرية أكثر , بينما نحن ما زلنا نزحف ونناقش قضايا عفا عليها الزمن ولم يعد الجدل فيها مجدي , بل لا مكان لها في العصر الحالي ومساره جميعه .
إن انشغالنا بذاتنا والصراع حول الموروث القديم وتفسيره المشوش والمشوه , والذي شوه عن عمد لأسباب مختلفة ومتنوعة شكل وما زال عائق أمام تطور العامل الذاتي لتحقيق النهضة الفكرية المطلوبة , وبذلك بقينا منشغلين في ذاتنا ونعيش خارج النظام المعاصر , بينما الكثيرين أصبحوا اليوم في سياق مسار مرحلة مختلفة نوعيا عنا , وهم بالنسبة لنا يعيشون في المستقبل .
هذا لا يعني أن علينا التقليد , بل علينا الابتكار وصناعة عصرنا وذاتنا , والتعلم شيء والتبعية أو التقليد شيء أخر مختلف كليا .
أن طريقة وضع المناهج من قبل الاستعمار لم تكن بريئة منذ البداية , وهذا يتطلب إعادة المراجعة وبناء منهاج علمي حقيقي متقدم يحترم ذاته و العلوم والفهم الحقيقي للحضارة الإنسانية القديمة والحديثة والمعاصرة .
ب : ضعف المناهج وطبيعتها من كل النواحي
كما و يوضح لنا الواقع ما تعاني منه المناهج التعليمية بشكل عام من الضعف وعدم التناسب مع العصر والتبعية من بداية التأسيس للمناهج , وشكل هذا الأساس القاعدة و المرجع , وليس من السهل التغير سوى في الجزئيات والهوامش , في الوقت الذي يحتاج الواقع إلى تغير جذري وأساسي بنيوي في المنهاج , وتطوير بنية كاملة تناسب العصر , والحداثة العلمية , واعتماد احدث الطرق والتقنيات العلمية التي وصلتها البشرية مع مراعاة ظروف كل ثقافة وخصوصيتها .
ج : ابرز مظاهر الضعف والخلل في المناهج
أ طبيعة المناهج وسطحيتها وقدمها
ب أسلوب التلقين والحفظ بدل الإبداع والمنهجية الفكرية
ج المواد المستخدمة نوعيتها كمواد تعليمية ومدى جدواها
د قلت الإبداع و لانحصار في الحفظ فقط والتكرار
ه انحدار واضح في جودة التعليم ومستوى الخريجين في الجامعات المحلية الوطنية قياسا بجامعات العالم ومستوى تطورها
و عدم التوازن بين الحاجة وطلب المجتمع ونوعية الدراسة ,
ز غياب التخطيط الفعلي من قبل الدولة والمؤسسات المجتمعية , مما يجعل الخريجين يعانون دوما من أزمة بطالة وعدم توفر فرص عمل بعد التخرج ,
سديم
رماز الأعرج
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق