في مهبِّ الريح ( الغشّاشون)
====================
في المثل العربي القديم:
(يداك أوكتا وفوك نفخ)
(وكل ساقٍ سيسقى بما سقى)
----------------------------------------
مرض تفشى والنتيجة محرقة
وأصابع الشيطان فيها عالقة
والغش أسلوب الضعيف تفكراً
والداعمون هم الأيادي السارقة
والمخلصون من الرجال استُرخصوا
وثياب عفتهم حكايا مغرقة
ولمن أراد تخلصاً من مدِّها
فأمامه تهمٌ أخيّ ملفقة
جيل تخصص بالضياع وبالردى
بل حاد عن درب الحقيقة والهدى
تلقاه دوماً في العماء ممددا
مايقتفي أثراً ولا هو أُرشِدا
يختال إن قتل الحياة وعربدا
أو جالس العميان حتى أرمدا
ماصاغ في نهج التحمل مقتدى
لكن تنامى في ظروف مقلقة
بالغش أحلام الذكي تُدَمَّرُ
والناجحون عن الركاب تأخروا
والمتقون تغيروا وتغيَّروا
كم بدَّلوا كم ضللوا كم غيَّروا
أوراق غشٍّ باتفاقٍ حضَّروا
وتعاهدوا وتعاقدوا وتأمروا
وعلى سليم القلب كم هم دبّروا
كي يهزؤوا من جدّه بالملعقة
أسلوب غشٍّ قد تطوَّر وازدهى
وله توجَّهَ من تعابثَ والتهى
وغدا اختصاص العابثين وما انتهى
وبه تخرَّجَ عالِمٌ هجرَ النُّهى
وبه الغواية جاوزت حداً لها
وبه الشريف عن الحقيقة قد سها
بالله هل سنكون أهلاً يا (مها)
لبناء صرح للحضارة مشرقة؟
في كُمِّهِ في كفه في ساعته
في أذنه في طي إصبع راحته
في جسم أقلام وداخل زفرته
في خاتمٍ يزهو بإصبع حضرته
(راشيتةٌ) تخفي لواعج سهرته
ومصيبة الإنسان داخل سترته
تخفي الدمارَ لقادمٍ في قوته
كالرأس يُهوى فوقه بالمطرقة
أنا لا ألوم الجيلَ في ما يفعلُ
بل لا أراه من الخيانة يخجلُ
إني ألومُ أباً وأماً تجهلُ
أن النجاحَ بلا كفاحٍ مخجلُ
وألومُ أستاذاً يبيعُ ويأملُ
مالا ينال الجاهل المتطفلُ
وألوم مجتمعَ الثراءِ وأهله
وعبيدَ مالٍ علَّقتهُ بمشنقة
القادمُ الآتي مخيفٌ لا يسرّْ
فيه الطبيبُ تراه يهتك كل ستر
فيه المهندسُ هادماً صرحاً وقصر
فيه المربي لا يربي دونَ أجر
فيه الأمومةُ كالجريمةِ نبع شرّْ
فيه الشهادةُ خلفها ظلمٌ وقهرْ
فيه الحماة كما الجناة سبيل أسر
فالغش ينتج ماذكرتُ ليحرقَه
إن لم نكن نقسو لزجر المخطئين
ونشد في خلق الكفاء المبدعين
إن لم نكن نجري سباقَ المتقين.
ونكافئُ البطل المقدَّمَ والأمين
ونعاقب الغشاشَ عن فعلٍ مشين
ومسهِّلَ الغشِّ المدمِّرِ للبنين
سنظلُّ في بحرِ الغواية تائهين
ويقال: كانت أمةً متفرِّقة
بقلمي
جميل أحمد شريقي
( تيسير البسيطة )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق