الخميس، 16 ديسمبر 2021

أنا العربيةُ الفُصْحى/محمد الدبلي الفاطمي/جريدة الوجدان الثقافية


 أنا العربيةُ الفُصْحى

دعوا الأقلام تكْتُبُ ما يُفيدُ***فإنّ العـــــقْلَ يُنْعِـــشُهُ الجــــــــديدُ
لُعابُ مِدادِها يُحْيي الأماني***وأحْرُفُ رسْمِـــــها مــــــددٌ مديدُ
تُسافِرُ بالعُقولِ إلى زَمانٍ***بِهِ التّاريخُ في لُغَــــــتي مَجــــــــيدُ
وتَنْقُلُ بالبــــيانِ لَنا تُراثاً***منابِــــــعُهُ تُـــــعَلِّمُ ما يُفـــــــــــــيدُ
وبِالأَقْلامِ نَفْتَحُ بابَ نورٍ***لِنَــــــبْنـــــيَ بِالمَــــــعارِفِ ما نُريدُ
////
أنا الفُصْحى مُباركةُ الأُصولِ***أجوبُ بأحْرُفي كلّ الحـــــقولِ
وَسِعْتُ الكَوْنَ في القُرآنِ علماً***بِوَحْيٍ رامَ مُخْتَلفَ المُيـــــولِ
وَعِلْمُ النّحْوِ أَكْسبني الْتِحاماً***بِهِ الإعْرابُ بَسّطَ في الحُـــــلول
أنا العربيّةُ الفُصــــحى بِناءً***أُقاوِمُ بالحِفاظِ على الأُصــــــولِ
وإنّ حَضارتي بالنّورِ جاءَتْ***كَشَمْسٍ في السّــــماءِ بِلا أُفولِ
////
أنا عربيّةُ الفُــــــــرقانِ دينا***ووحْــــــيُ الله ربّ العالمــــــينا
رَبَطْتُ الدّينَ بالدُّنْيا انْسِجاماً***مــــــــع هدْيِ الجُــدُودِ الأَوَّلينا
وباالإسْلامِ نِلْتُ المَجْدَ روحاً***فَصِرْتُ بِأَحْرُفي حَبْــــــلاً مَتينا
نَزَلْتُ على رسولِ الله وَحْياً***بِنورِ الأنْبياءِ المُــــــرسليـــــــنا
تَزيدُ تِلاوتي الأَذْهانَ رُشْدا***فَيَخْشَعُ مَنْ أَحـــــبَّ الله فيـــــــنا
////
أنا الفُصْحى تُجَدّدُني حُروفي***وقدْ هَبَطَتْ إلى الأَدْنى ظُروفي
غَدَوْتُ لدى الوَرى لَغْواً عَقيماً***أعيشُ مَعَ الجَفافِ بِلا قُطوفِ
وَقومي جُلُّهُمْ هَجَروا لِساني***وناموا في الأخيرِ مِنَ الصُّفوفِ
كأنّ ثقافة الدّجّالِ هَــــــبّتْ***فأحْرقَتِ الفَصيحَ منَ الحُـــروفِ
ولنْ تحْيى الثّقافةُ بالتّمنّي***إذا عَزَمَ الشّبابُ على العُـــــزوفِ
////
عليْنا أنْ نعودَ إلى الأصالهْ***بِتَرْقيَةِ الثّقافةِ والعــــــــــــــدالهْ
عليْنا أنْ نَقـــــومَ بما عليْنا***مَخافَةَ أنْ تُحاصِرَنا الضّـــــلالهْ
فَنَحْنُ اليَومَ نَمْشي في طَريقٍ***يُعَبِّدُها تَجـــــــــاهُلُنا الرّسالَهْ
وهذا في ثقافَتنا خطــــــــــيرٌ***وَنَهْجٌ تَسْتَـــــــعينُ بِهِ الحُثالهْ
فيا لُغةَ الهلالِ كفاكِ فَخْراً***بأنّكِ تَنْشُرينَ هُدى الجـــــــــلاله
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق