الخميس، 16 ديسمبر 2021

خارج تغطية عيون تقرأ /راوية شعيبي /جريدة الوجدان الثقافية


 خارج تغطية عيون تقرأ

-------------------------
راوية شعيبي

خارج تغطية عيون تقرأ...نكتب ...
حدث و أن انسحبت من المدن الصاخبة
و الأصوات العالية
لأني لم أشعر بالأمان إلا بيني و بين جسدي
حدث و أن اختصرت أحاديثي مع شخوص الورق
و بادلتهم كؤوس النار و قنينة العطر
حدث و أن تكومت على سريري هاربة من إتهامات البداية
و دخلت العتمة بثقة الأعمى أن لا نجاة في النور ...
اقتربت من صقيع الجدران و حدثهم بكائي
تناولت فناجين النسيان و هذيت بإسم الذاكرة ...
سكبت الماء على وسائد محروقة الأفكار
و تمنيت أن أقتلع مني جمجمتي أو أخلع عني عقلي
لم تكن هنا لترى الموت زاحفا نحوي
يرفع موجه الصور و يقلبها فأعود خائبة
لم تستيقظ مثلي على خيانة الصديق
و لم تقرأ الخذلان في عيون كنت تشتهي أحلامها
لم ترزق الفراق مثلي و لم تهاجرك طيور الكلمات لتبوح بحزنك للصدى ...
أتيت فأشرقت الأمنيات ثانية في نفسي
و لبس الفرح ثوب الألوان و ترنح في طريقه نحوك
أتيت فرزقت الشعور أخيرا و تربى على ذراعي عصفور الحلم
أتيت دون أن أرتب فوضى حروفي و دون أن أسرح خصلات الكلمات
لأكتبك قصيدتي الواثقة...
وقفت بثقة المخذولين أن لا انهزام سيمدد ظله على عشب الأحلام المرتعش
لكن ذهبت ...و تركت ريح الأوجاع تزمجر في روحي
و أباطيل الوعود تتخبط في ذاكرتي
كان هنا يصدح المكان بإسمه
و ينبت من كل إطلالة حلم سعيد ...
كان هنا يخيط ثوب النور ليحمي شمسي من التعري
و بفيض من شفتيه بوح جليل ...
لست أدري من أخطا سرعة بديهتي التي ترفض شفقتك على ظلمي
أم قلقك الذي لم أعرف منتهاه ...
كل الذي أدركه بكل حواسي أني مازلت أنتظر
خلف الكتب و قصائد النسيان
مازلت أترقب الكلمات خلف نخيل الذاكرة و جبال الكبرياء
مازلت أتوعد بالنسيان ليلا و يهزمني الحنين كل صباح ...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق