حبلُ الود
………………….
خَلفتُ الصَّبرَ مَعقوداً وذا الألَما
وعُدتُ أناجي به الأمسَ والحُلُما
فَزِدتُ جَوايَّ أحزاناً بذِكرُهمُ
وعُذتُ بَدمعي كلّ مَن ظَلَما
وإذ أشكو لذاكَ الطَّيفِ صورَتهُم
سوادُ العَينِ كَم من ثَقلِها رَدَما
تَوارَت غيرُ عَودٍ من شُخوصِهُمُ
وأمسَت في غرامٍ زادَها بَرَما
وكُنتُ بها إذا ما عادَني لَهَفٌ
عليهُم حينَ أبلى فيَّ واضطَرما
لَبستُ ثيابَ أحلامي ومِن أملٍ
وزدتُ لها حِجاباً كلَّما خَرَما
أقاسِمُ فيهُم ظُلماً ومَن ظَلموا
واعذِلُ منهُم بَغيَ مَن جَرَما
وما كُنت بادي الرأيِّ أجحَدُهم
في قَولِ واشٍ أضَلّّ أو جَزَما
رَماني أفكَ ذَنبٍ صَرَّهُ مَرضٌ
وأعمى الطبُّ داءٌ هدَّهُ رَمَما
فهَل يُرضيهمُ وَجَعٌ بخادِنهِم
ومِن واشيهمُ ما ثارَهُ زَعَما
وعُذرَ ما نالَ زيفاً في مودَّتِنا
وقَهرَ مَن لامَ فينا ومَن نَقَما
فما يُدريكَ يا قَلبي بأنّهمُ
لحَبلِ الودِّ ما زالوا لهُ سَلَما
وأنّهم بقَسرٍ فيكَ ما عَهِدوا
لمثلِ هَواكَ جَدٌّ في نَفسِهم كَرَما
فلا يُحزِنكِ نَفسي ظُلمَ فِعلَتِهم
وسَفهِ حاديهِم وما نالَ أو غَنَما
…………………………………………
عيد الكريم احمد الزيدي
العراق / بغداد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق