لا تداهن ( قصة قصيرة )
مهما تداهن لدفع الضرر سيصيبك الضرر
الفأر والأسد
***************************
جلس الفأر يفكر كيف يتقي جبروت أو أذى الأسد له كلما خرج للبحث عن طعامه وطعام أسرته فراودته حيلة مصادقة الأسد ليتقي شره.
فذهب إلى الأسد قائلا له عِنت صباحا سيدي.
لكنه لم يرد عليه الصباح ولكن زأر وكأنه يريد أن يأكله,
حينها الفأر صمد وصعد فوق غصن شجرة حتى لا يستطيع الأسد اللحاق به
وتكلم الفأر قائلا له : سيدي أريد أن أقدم لك بعض خدماتي.
فرد الأسد : وماهي خدماتك أيها الفأر الحقير ؟
فأجابه الفأر : أريد أن أعزمك على وجبة غذاء من اللحم الفاخر, فوافق الأسد.
وفي اليوم الثاني أحضر الفأر خمسة كيلو من اللحم الفاخر من جزار الحي "المعلم عظمة ", وأحضر اثنين من زجاجة الويسكي من النوع الفاخر من دكان " يني" صاحب محل الخمور وذهب إلى منطقة مشبوهة وأحضر منها اثنين قرش حشيش ماركة " صاحبني بكرة وانساني بعده". واتفق مع إحدى لبؤات الحي وأعطاها اثنين كيلو لحم من النوع الفاخر كي تُمَتع الأسد في بيت مستأجر (الأجَمِ). وبالفعل قد تم المطلوب وتمتع الأسد.
ثم أجر الفأر مركبا من عند عم سعيد ابتاع المراكب على شط النهر.
في اليوم الثاني أخذ الأسد في المركب وكان يجدف ويرص له الحشيش في الشيشة ويشوي اللحم ويقدمهم للأسد حتى شبع الأخير وسطل ونام.
رجع الفأر إلى الشط مرهقا وهو يجدف بالمجداف, ثم استيقظ الأسد فرأى الفأر يجدف واللحم والشراب قد انتهى.
وقام من النوم وهو جوعان فقال في نفسه كيف آكله وهو الآن يصاحبني ويعزمني؟
فقال له يا فأر لا تُعفِّر علينا (أي لا تلوثنا بالغبار)
فأجابه الفأر : كيف سيدي وأنا أمشي في مياه النهر
فرد عليه الأسد : مهو دماغ أمك الناشفة هي اللي جيبالك الكافية
فافترسه وأكله.
بقلم الأديب والشاعر المهندس / محمد عوض
بتاريخ : 2021 / 12/ 28
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق