سمو الروح على العقل:
أموت، أو أعود لغفلة البدايات؟
بيني والحقيقة الصرفة برزخ
لا يقاس بالمسافات.
لا الزمن زمن ولا المكان مكان
وليس لروحي على أرضية ثبات.
تحلق روحي في فراغ الفراغ
وتهيم حيرى أمام كم المعجزات.
ربما تشهد مشهد بداية الخلق
وكيف بسطت الأرض
وارتفعت السبع سماوات
وتتمعن مليا في سر الحياة
يقذف في هيكل الطين فيستحيل لحما
أو ينبثق من الصلب على شكل نبات.
قطعا، سأسجد سجود الملائكة لآدم
لكن روحي ستظل في غفلتها،
لا يتجاذبها كم التساؤلات:
من "أنا"؟ هل ثمة شبيه لي؟
هل كان مسكني ذاك الرفاة؟
وربما تسخر من السؤال
وتحتقر كل من رثى حالي
وبين دمعة ودمعة، تأوه قائلا:
"يا حسرة عليه! كان بيننا واليوم مات!"
لم البكاء على من ظننتم أنه مات؟
وما أدراكم بسعادة روحه أو شقائها
وهي كما كانت وقعت، حلقت حرة
تبحث لها عن يقين
يبدد قلقها مما سمعت من ترهات؟
ما الفرق بين روحي وروح الوردة التي ذبلت
وذرت الريح ما بقي منها من ورقات؟
تقولون: "تعقل!"؟ ... بربكم!
هل كان عقلي لزاما حتى تستقيم الحياة؟
هي الحياة ذاتها التي تسكن أدق الكائنات.
ولا سلطة للعقل عليها،
هذا العقل الذي يجادل في كل شقيقة
ويدعي هتكه لأسرار أعظم الآيات.
محمد المهدي حسن 28/12/2022
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق