أشاقَكَ بَينَ القبتينِ كَثيبُ
ومسجدُ طُهرٍ للقلوبِ حبيبُ
وباحٌ ترامى مدَّ عينكَ وانثنى
كفرشِ الدُّمُقْسِ بالعبيرِ يطيبُ
وكأسٌ بهيٌّ قد تناثر ماؤهُ
لَآلٍ تهامتْ والسناءُ عجيبُ
قبابٌ تعالتْ للسّماءِ بسحرها
كدرّةِ عقدٍ بالبهاءِ تذوبُ
إِذا طافَ رسمٌ للحبيبة عيننا
أهيمُ حنيناً .. حبُّها لعذوبُ
سجولٌ لعيني بالدموع لبعدها
ألا ليتَ أني كالنسيمِ قَريبُ
لها في شغافي منزلٌ متمكنٌ
وما كانَ سواها للفؤادِ حَبيبُ
وصافٍ ودادي بل قراحُ زلاله
وشهدٌ عطيرٌ بالعبيرِ مشوبُ
كديرٌ لعيشي في البعادِ منغّصٌ
وكيفَ سيحلو إذ نأيتُ يطيبُ
جُميْراتُ شوقي إن جرينَ بأضلُعي
حرقنَ فؤادي إذ دمائي تجوبُ
تراني برؤيا قبلتي أبلغُ المنى
وهل لي بعبقٍ من شذاها نَصيبُ
فقد عيلَ صبري غابَ عني تجلّدي
فمنْ ذا حنيني للديارِ يُعيبُ
فهذي بلادي روضةٌ بعضُ جنّةٍ
لها العينُ تهفو والفؤادُ يُنيبُ
فداها حياتي كلّ غالٍ في الدُّنى
هي الروحُ منّا تفتديها قلوبُ
عائدة قباني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق