الجمعة، 2 يوليو 2021

اعــتــيــاد قَــســـري/هاشم عباس الرفاعي/جريدة الوجدان الثقافية


 "اعــتــيــاد قَــســـري"

________________________

أُسطوانة فَرنسية عَريقة

مِن فَمها يَنسكبُ رِضابٌ

بِقرار وَجواب "مَارسيل خَليفة"

الُموسيقا تَخرج مِن شُرفات المَنزل

تَترنح وَكأنما المسافحاتُ فِي الحَانات

كَرواني فِي قَفصهِ حَزين 

يُؤدي طُقوسَ الحِدادِ عَلى زَوجته

 وَزقزقتُّه مُنطفئة

قُرصُ الشَّمسِ يَنامُ فِي بَهوِ الجَبل

 والعتّمةُ بَدأت تُرخي سِتارها

أُنثِرُ الشُّموعَ بِرائحِة الِبرتقال

ِ فِي أَرجاء دَاري الحَنونِ وَ أُوقدها

أتليها بِأشعالِ سيجارتي العَاشرة

لأَسمعَ طقة المفتاحِ اللعين

يُضاجع القِفلَ بِنشوةٍ 

فَيُّفتحُ فَرجُ البابِ

 ويَطلُّ خَليلي عَليَّ

وَكأنَّما الحَياةُ بِحُظوظها تَطُّل

وَكُلُّ حَنظلٍ مُرٍّ 

يَتبدلُ بِطعم السُّكر

لَم أَستطع انتظارهُ 

حَتّى لِيُلقي تَحيّتهُ عَلى وَقعِ مَسمعي..

وَرحتُ رَاجيةَ كَنفَ حُضنِّه بِصَبَاً شَديد

وَعانقتهُ عِناقَ الأَلفِ عَام،

وَكعادتهِ لفنِّي بِذراعيهِ

 مُلقياً التحية على سَوادَ شَعري تَارةً

ونُحولةَ خَصري تارةٍ أُخرى

فصببتُ رَأسي فِي حَنايا صَدره

ِ مُتحسسةً نَبضه كَالثكلىٰ المتأملة 

فَوقَ جَسدِ ابنها البكرِ

مَازجةً عِطرَ جَسدي بِشدّةِ تَعرُّقهِ

سَحبتُ رأَسي بِمهلٍ

 وَرمقتُ بِطرفي تقاسيم وجههُ

 بِشغفٍ وَ جوىً

كَالنَّظرةِ التّي تلقاها يُوسُف

َ مِن زُليخةٍ بَعد عَودةِ بَصرِهاِ 

استغرقتُ ثَواني عِدة 

فِي خُلوتي مَع مُقلتيه

ومن ثُمَّ تَلاقىٰ ثَغرانا 

وامتزجَ فُتاتُ مِسكيِّنا مَعاً

واستقرينا بِقُبلةٍ دَافئة

 كَقعرٍ بَاخرةٍ عَلى سَطحِ مُحيط

هِجتُ،وتُهتُ،واشتبقتُ،وَهدأت...

كَرضيّعٍ غَفا عَلى نَهدِ أُمِّهِ

كَهرّةً أَسكتتَ جوعهَا قَصعةٌ مِنَ لَحمِ الدجاجِ.

أَغمضت حَبتي اللوز في وجهي 

بَينَ راحتيّهِ وأَخذتْ أُمطِرُ ببذخٍ

هُو كَان مُعتاداً على مَطر عَينيّ

وأنا لم أَكن مُعتادة بَعد 

عَلى شلال حِنوتهِ بِي،وحنانه لي

 وهنا فَهمتُ قَولَ فِيروزٍ فِي كَرم العلالي : " وطلعلي 

البكي يا دلي مِن كِتر الهنا".

كاتيا نوفل اسكندر في ١..٧...٢٠٢١ الخميس

 ...كاتيا نوفل اسكندر ...تكتب ..

.........اعتياد قسري ......

اسطوانة فرنسيه عريقه 

من فمها ينسكب رضاب 

بقرار وجواب ...مارسيل خليفه ..

حتى توصلنا ماذا تقصد بالاسطوانه وما هو المنسكب من فمها ..اشارة بشكل راقي الى مارسيل خليفه هذا الموسيقي الراقي بادائه وذوقه.لنعرف انها تريد ان تلك الاسطوانه ما هي الا الة موسيقيه جميله ..والموسيقى التي تعزف منها .تخرج من شرفات المنزل ..ثم تصل الى بنات السفاح وهن بالحانات يزجين الوقت..كطير الكروان الذي يلفه الحزن في قفصه اي مكان حجره..وهو يؤدي طقوس الحزن والحداد على انثاه التي كانت تشاركه الحياة  في مكانه وتشاركه النشاطات الطبيعيه ومنها الحب...ثم حتى صوت مناداته اصبحت لا تحرك وجدانه لانها انطفئت..وهو يرنو الى قرص الشمس عن المغرب وهو يتجه الى ان ينام خلف ذاك الجبل العظيم الذي افترضته كاتيا ليحجب الشمس عن هذا الطائر الراقي ..من هنا ترسم صوره لاتسلاب شخصية الانسان وبشكل جدا رائع ترسمه بدون ان تسيء الى شخصيته وهو المستلب القدره .......

والعتمة بداءت ترخي ستارها

انثر الشموع برائحة البرتقال

في ارجاء داري الحنون.

واوقدها 

اتوليها باشعال سجارتي

العاشره....

ثم تبداء بوصف ما يحيط بحالها او حال الانسان الذي تقدمت بوصفه وتشعل النار بحياته والبؤس الذي يحيط به..وهي تعد.سجائره ولقد عدة عشر منها.....

وهي تسمع طقطقة المفتاح.اللعين..

يضاجع القفل بشوق 

فينفتح فرج الباب 

ما ابهاك كاتي وانت تأخذي صورك مما يحيط بك وتحوليها الى نشاط انساني راقي بلا خدش ..او ابتذال وصف بل كنت جدا موفقه بوصفك علاقة المفتاح والقفل وتشبيه المضاجعه وهي فعل معاشرة انساني بدون احراج او تجاوز على من هم يتعاملو معها......

لتعلن..

.....ويطل خليلي علي 

وكأنما الحياة بحظوظها تطل 

وكل خنظل مر..

وكل حنظل مر

يتبدل بطعم سكر

لم استطع انتظاره

حتى ليلقي تحيته

على وقع مسمعي.....

ثم تصل الى الى ما تريده بكل سلاسه وجمال وارقي ابداع ..باطلالة حبيبها ..وكأنما ما كانت تنظره هو الحياة بعينا ..وكل مرارة اضحت كالسكر باطلالته..ولم تنتظر منه القاء تحيته لتظمه الى جسدها......

وراحت تضمه الى حضنها 

بصبا وتشبيب ..

وعانقته عناق الحبيب لا بل عناق العاشق للعاشق والذي تصورة ان تلك الطله من الغياب ..كانها طلة بعد الف عام من غياب...

وهو لم بنتظر غير هذا الموقف..

وكعادته لفني بذراعيه

ملقيا التحيه على سواد شعري 

تارة..ونحولة خصري تارة اخرى..

فصببت.راسي في حنايا صدره 

متحسسة نبضه كالتكلىالمتألمه

وهي تفك رمزا اخرا من الحب لم تكن هي وحدها منوكانت يمتلكها الشوق بل حبيبها ايضا عندما ضمها..ضمة وله وفراق ..وهي تداعب صدره ..وتحسس نبض التقيس الحب من خلال نبضات القلب عبر الصدر الذي تحول الى مكان لراحة راسها وذاك الشعر والشعر ..كانه ابن امراءة ثكلت بابنها البكر عندما تضع رأسها على جسده..

وهي تتصور لقد مزج العطرين ببعضمها عطر جسده وعطر جسدها ..ما ابهاك كاتيا ..من شدة التعرق ونحن نعرف التعرق لمن يوحي بهكذا علاقه..ابدعت ولازلت تبدعي وانت تتابعي هذين الحبيبينة....

..سحبت رأسي..بمهل ..لوكانت على مهل...

سحبت رأسي على مهل..

ورمقت بطرف تقاسيم وجه 

بشغف وجوي 

كانظرة التي تلقاها يوسف.

من زليخه ..بعد عودة بصرها..

تلك لوحة من الجمالةوهي تسحب رأسهاةمن على صدره لترى خلجاته ثم ترسم ما تريد رسمه..اي لوحة تلك يا كاتيا..ولم تبالغ في الوقت بل اخذت منها ثواني..وتلاقت مقليتيه مقلتاها....

ثم امتزج رضابهما بقبلة دافئه 

وما اروع دفء هكذا وصف دقيق لتلك القبله...

لله درك ..بهكذا وصف 

كقعر باخرةعلى سطح محيط

....هجمت وتاهت واخذها الشبق الى ما اخذها اليه..وهي تصف كل هذا باجمل واعف العبارات...

كطفل غفا على نهد امه.

كهرة..اسكتت جوعه

وتختم بمقطع فيروزي ..كرم العلالي...البكي من كتر ..الهنا  ..اوصلت رساله غايه في الجمال ..ان كثر الهنا يقود للبكي ...

لله درك من راقيه ..والحب بك 

يرقى ويزهر....

هاشم عباس الرفاعي ...الجمعه 

٢....٧ ...٢٠٢١

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق