الاثنين، 19 يوليو 2021

أبي /ادريس الجميلي/جريدة الوجدان الثقافية


 أبي

أذكرك لأنك لم ترحل.كنت أتودد تلك البقرة الحمراء التي لم أسجل تاريخ وفاتها ولكنني أشتاق إليها لأنها لم تمسسك بسوء سوى أنها كانت ترغب في العودة إلى المنزل لإرضاع ابنها.لم تخالف يا أبي مواعيد الذهاب أو الاياب مع تلك البقرة وهي تارة ترتع آخر الوادي فتجري وراءها غاضبا عساها تظل الطريق.أراك تراقب جسد البقرة و ملامح الفرحة تبدو جميلة على وجهك.انها اكتفت بأكل ما أهدته لها تلك المناطق الوعرة المكسوة بحشيش رطب .هكذا رأيتك تحدق آثار قدميها وهي تمشي متثاقلة وعلى ظهرها صفاء السماء .
نظرت فتقدمت ثم قبلته وقد وضعت يدي على كتفيه ولكنه كان يتابع نشاط العجل الصغير وهو يشرب الحليب من ثدي البقرة الحمراء ...لم ينتبه لطول غيابي.مرت لحظات ونصبت مائدة العشاء.
كان جالسا في مكانه المعتاد كنت أرسم بعض النظرات إلى حركات أبي وهو يضع قطعة لحم صغيرة بين يدي أمي .قد أسأل نفسي... إنه لا يدرك معنى الحب و لكنه يعلم جيدا ما كتبه العاشقون.هكذا تذكرتك يا أبي في هذا العيد حين كنت ترسم لوحات الجمال وأنت تدرك وجع الحياة.
اللهم ارحمهما رحمة واسعة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق