الاثنين، 19 يوليو 2021

أَحْلاَمٌ تَائِهَة /صالح سعيد / تونس الخضراء./جريدة الوجدان الثقافية


 أَحْلاَمٌ تَائِهَة.

كَيْفَ أَنْجُو مِنْ مَتَاهَاتِ الضَّجَرْ؟
كُلُّ شَيْءٍ عَابِثٌ، فَاقِدُ اللُّبِّ وَمُرْ...
قَهْوَتِي عِنْدَ الشُّرُوقِ تَائِهَة، بُنُّهَا عَافَ لِسَانِي وَانْدَثَرْ..
قَلَمِي رَامَ البِعَادَ بائِسًا، حَرْفُهُ تَاهَ وغَامَ وَانْكَسَرْ..
كُلُّ أَوْرَاقِي القَدِيمَة بُعْثِرَتْ، لَمْ أَعُدْ أَلْمَحُ فِي سِرِّي القَمَرْ..
فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ أَرْتَمِي بًيْنَ أَحْضَانِ حَيَاةٍ تُحْتَضَرْ.
بَيْنَ أَنْيَابِ ذِئَابٍ مَاكِرَة نَهَشَتْ كُلَّ رَجَاءٍ مُنْتَظرْ.
بَيْنَ أَنَّاتٍ وَآهَاتٍ طَغَتْ، حَجَبَتْ لَوْنَ السَّمَاءِ كَالقَدَرْ
لَمْ يَعُدْ فِي الدَّرْبِ وَرْدٌ يَانِعٌ،
لَمْ يَعُدْ فِي الفَجْرِ ذَيَّاكَ الخَفَرْ..
حُفْرَةُ المَاءِ التِي مَلَّسْتُها بِيَدٍ فَاحَ شَذَاهَا وَانْتَشَرْ..
سَلَبُوا مِنْهَا السّلاَم اليَانِع ، شَحَذُوهَا بِدَمَارٍ مُنْهَمِرْ..
كَيْفَ أَنْجُو مِنْ مَتَاهَات القَلقْ؟
كُلُّ شَيْءٍ مُظْلِمٌ، حَتَّى أَنْوَار الشَّفَقْ..
قَهْوَتِي عِنْدَ الغُرُوبِ بَاسِلَة، مَاؤُهَا مُرُّ المَذَاقِ وَاليَقَقْ..
لَيْلَتِي غَابَ عَبِيرُ أُنْسِهَا، دُرَّتِي صَارَ سَنَاهَا كَالغَسَقْ..
كُلُّ أَشْوَاقِي القَدِيمَة بُعْثِرَتْ، كَدَّنِي الهَمُّ الغَزِيرُ وَ الأَرَقْ..
فِي غُرُوبِ كُلِّ يَوْمٍ أَكْتَوِي بِسُهَادٍ غَائِمِ الغَوْرِ نَزَقْ..
بَيْنَ أَشْتَاتِ المَنَايا مُنْيَتِي، بَيْنَ أَسْقَامِ الرّزَايَا وَالغَرَقْ..
بَيْنَ أًنْيَابِ الشِّتَاءِ وَرْدَتِي، دَاسَهَا الثَّلْجُ المَرِيرُ وَالوَدق..
لَمْ يَعُدْ فِي الدَّرْبِ لَوْنٌ نَاصِعٌ،
لَمْ تَعُدْ فِي البَحْرِ أَنْوَارُ الأُفُقْ.
بُؤْرَةُ الحُلْمِ التِي صَهْرَجْتُهَا بِمِدَادٍ مِنْ ضِيَاءٍ وَعَرَقْ.
شَوَّهُوهَا بِسَرَابٍ خُلَّبٍ، أَغْرَقُوهَا فِي الْتِوَاءَاتِ النَّفَقْ..
صالح سعيد / تونس الخضراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق