الأحد، 18 يوليو 2021

حين ترقص الشاعرة التونسية القديرة هادية أمنة..على ايقاع الكلمات (تقديم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن)

 حين ترقص الشاعرة التونسية القديرة هادية أمنة..على ايقاع الكلمات

(تقديم محمد المحسن)
نص-الشاعرة التونسية هادية أمنة-استطاع أن يختزل الكثير من محاور اللغة ويبقي المعنى في عمق هذه اللغة بالرغم من الوجع الظاهر على النص،لكنه يحمل الكثير من الانزياح الذي يؤدي إلى تركيب الصورة الشعرية بزخم كبير،بحيث يشعر المتلقي بعمق لحظة الألم التي كانت هي المحور في أناشيد الروح،لأن الشاعرة بنيت النص على نسق الوجع والشجن..أي أن امتداد المعنى بقي في عمق اللغة،وهذا ما جعل الصور الشعرية مشعة بأطياف مواسم الحزن كأنها سيمفونية الصورة،مما يعطي لخيال المتلقي مساحات واسعة من التأويل،لأن الدلالة ترادفت مع الاستعارة الذهنية للمدرك الحسي في تكوين الصورة الشعرية..
وقد استطاعت الشاعرة هادية أمنة أن تحقق التوازن النفسي اللغوي وفق صيغة الحاضر الغائب حيث بقى الانزياح يثبت الاستعارة مع البقاء على حركة الصورة الشعرية المتنقلة..
وهذا ما جعل الصورة الشعرية مركبة على قدر المشاعر النفسية داخل النص.أي أن بؤرة النص بقيت تشع منها وتنسق شتات الرؤى..
نص عميق وبإيقاع لغوي تصويري ..
حواء..والتفاحة….شعر هادية أمنة
أعيش في زمن فقد الوطن فيه معناهُ،و فقدت الهوية فيها شكلها..فقد الانتماء فيه طعمه..تونس مدرستي التي علمتني الحب والشعر والثورة والحرية..(هادية أمنة)
*
هي ليلة من ليالي الشجن
تقتلني الوحدة..ويزهق أنفاسي السأم
تحسستتها..تشممتها ثم قضمتها
فتأوهت من الألم
تفاحتي لا تحزني..
فكلانا يصير
إلى العدم
جميلة أنت شهية..فريدة ..
فأين المفر
أتسخرين تضحكين من تفاحة..؟
عفوا من إمرأة
اكتملت..
تعطرت
تأملت جيدها..
تحسست شعرها
زادت الكحل في عينيها
سطرت دوائر شفتيها
لبست كعبها العالي..
وتراقصت وحيدة
تفاحتها هي الأحسن في كل الأحوال
فهناك من يعتصرها..
يرتوي بمائها
يلعق سكرها وهي منتشئة..
حتى وإن صارت إلى العدم
تفاحتي أرجوك لا تسخري
من إمرأة بلا رجل
أنا..
ما عدت أرسم بيتا من الورق
ولا طفلا بلا ضحك
كل شيء تغيّر
ما عدت بنواميس المجتمع
وطقوسه أتحيّر
ما عاد لبعض الكلام معنى
كل الحبّ سأستشفه..
من كلمات ومغنى
هي موسيقى عمري التي لا تفنى
همس الوجود..
وعبث الأقدار
في نزق شيطاني ونشوى
بين خيالات الشعراء..
سأترنّح سكرى
سأعشق لحنا شرقيا..
وأتلوى بسنفونية
أو بدقات طبول إفريقية
لمَ لا..؟
وأنا كجدتي حواء..
أتلذّذ بأكل التفاح..
كما فعلت هي..
في يوم ما
(الشاعرة التونسية هادية أمنة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق