يوميّات امرأة
كالعادة استيقظت من نومها ودخلت الى الحمام، وما إن نظرت إلى وجهها حتى رأت شيئا من التّجاعيد حول رقبتها وتحت ذقنها. اقتربت أكثر من المرآة، وحدقت بدقة :-لقد بدأ الزمن يوقع آثاره ويخط خطوطه على وجهي أيضا ...حتى عيني، بدأتا تغرورقان. ووجنتاي أيضا لم تعودا كذي قبل .أمّا شعري فحدّث ولا حرج، لقد غزاه الشّيب، يكاد يأخذ لونا أكرهه ألا وهو ذاك اللّون الذي ليس بالأبيض النّاصع ولا الأسود القاتم ،بل هو اللّون المابين بين وانا أنا أكره الأشياء المعلّقة مابين السّماء والأرض والّتي تكون في المنزلة بين المنزلتين كذلك هي التي تقف عند النّصف وأنا أمقت أنصاف الأشياء وأنصاف الحلول ...المهمّ هو الرّماديّ .ألا يمثّل هذا اللّون لون الدّخان الذي يسبق النّار ولون الغيوم التي تسبق المطر ولون الزّوابع التي تسبق الأعاصير ولون الرّماد الذي يتعقّب النّيران ؟
ألست على حقّ أن لا أحبّ هذا اللّون ؟
أين كنت ياترى لمَ لم ألاحظ هذا من قبل ؟هل كنت في غيبوبة ؟هكذا ساءلت نفسها ،
نعم لقد أخذتني زوبعة الحياة ولم انتبه لنفسي وهاهي ترميني من الطّابق العلويّ لأكتشف الواقع ...
أستيقظ في الصباح كل يوم كالعادة فأزدرد ما أستطيع تناوله ثم آخذ حقيبتي وأقصد العمل. وفي المساء أعود فأدخل المطبخ لأعدّ الطعام وماان يجهز أتناول نصيبي من العشاء. وفي نفس الوقت اتفرج قليلا على التلفاز ثم أغرق في النوم.
وفي الصباح الباكر أستيقظ.....
وهكذا دواليك الى ان مرّ بي الزمن وهاانا ذي الآن.
صحيح أنّ فراخي قد غادرت الأعشاش ولكنّها مازالت تحتاج أجنحتي لتطير بها وظلّي لتستريح تحته من حرّ الشمس الحارقة ولخماري ليمسحوا به دمعتهم المغتصبة لمّا تجور عليهم الحياة ولفستاني ليتدفّؤوا فيه عندما يلسعهم البرد ولحضني عندما تضغط عليهم الظّروف .
أحيانا كثيرا أقول لنفسي كفاك معاناة واهتمّي بنفسك فدلّليها وعيشي لها ،اذهبي حيث تشائين واجتمعي بصديقاتك وزوري أماكن لا تعرفينها في أنحاء الوطن واسمعي الموسيقى التي تريدين وكلي ماتشتهين واحبّي الحياة وعانقيها ولاتبالي بأحد واقرئي وسافري اكتشفي العالم ووووولكن هيهات ومع الهيهات هيهات ....
سلوى الصّالحي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق