الأحد، 29 أكتوبر 2023

فتاة مثلها لا تقف أمام عثرات الحياة -- بقلم الأديبة.إيمان بوغانمي/تونس

 الأديبة.إيمان بوغانمي/تونس

-------فتاة مثلها لا تقف أمام عثرات الحياة ------
فتاةٌ مثلها هي ذو كبرياء ساحق
لا يليقُ بها دورُ الضحيّة
مهما بلغت حاجتها لخوض هذا الدور
المقرف فلن تقوم بهِ على الإطلاق
ولا يستهويها ضعفها وتصنّعها
من أجل نيل شفقة الآخرين عليها
بل من الواجب أن تقف لنفسها...
و ربّما على صدقها
و إخلاصها
و نيّتها فإنّ الله يريد لها
دائما الأحسن
فالرب خبير بما في الصدور
و عليم بالنوايا يهب كل عبد من
عباده ما يشاء من رزقه...
و هو حكيم الحكماء في آونة أخرى
يمهل و لا يهمل فصبرا جميلا
على عوضه الجميل القادم
و عطاياهِ المفرحة ...
كانت ولا زالت إمرأة حديديّة
تصارع بنفسها مصاعب الحياة
تتنفّسُ القوة بمفردها لا تعوّل
على أحد مهما بلغت أوجاعها
عنان السموات
و حدود الأرض
فهي تبقى أميرة الأمراء بصدقها
و شفافيّتها مع الغير
فكلّ قواها
و عزيمتها في هذه الحياة القاسية
و المجتمع الذي لا يرحم غيره
تستمدّها من دعوات أمّها
وخيوط الشّمس الذهبية
الرائعة الساطعة التي تنشر من حولها
كل التفاؤل
و الأمل
و بطموح مشرق تكتبُها على جدران
هذا الكون و ترسمُها رسمة أمل شاسع على وجهها
و تغنّيها بصوتها الذي يتميز بنغمة الحنان أيضاً...
وتضعُ كل يوم للحياة البائسة أحمر شفاه
و تبتسم أمام مرآتها إبتسامة عريضة
و تزداد بها قوّة
لأنها إمرأة
تؤمن بذاتها و تهِبُ نفسها بنفسها
كُل الحُبّ الذي يتوجّب عليها نيله مِمّن حولها...
نور الهدى تبدو قوية، و مستقلّة في آن واحد
و في الواقع تماما
تدرك أنّ قوّتها مُغرية بعض الشيء
لأنّها هي طموحة
و متقدمة بذاتها
وليست بالآخرين
فهي مهما عصفت
بمملكتها الرياح
لن تميل مطلقا
لأنها مختلفة على الآخرين
و أحسن صفة
تتمثل بعذريّتها الموجودة في عقلها
و في طريقة تفكيرها
إنها صادقة و حقيقيّة
ليس لها مثيل لأنّها هي
أجل هي سيادة كيانها
و ملكة لعرشها
فكيف عساها أن تكون سِوى ذلك
أجل يجب أن تضع نفسها قمرًا
في عنان السموات السبعة حتى
و إن وجد من قام بتنزليها
من أعلى الأماكن فلا تهبأ
له و لا تقدم له عذرا
فإن كان ينفعها في شيء ما
لما طار بعيدا بمفرده
و ترك لها جرحا عميقا
لا يقدر على وصفه أيُّ مخلوق
في هذا الكون
فسلام لقلب نور الطفولي
و سلام له على تركِ لها بصمة
قلّة الأمان نحو كل الطيور البريّة
التي في المعتاد يجب أن لا نأمن
لهم مهما حصل
و مهما أراد كل منهم أن يبلغ مقصوده
بنفسه فالزمان الغدار كفيل بأن يبيّن
لنا كلّ طائرا إذ كان طيبا حنونا مع
أنثاه و يريدها بكل جوارحه أو يظهر
بعد ذلك العكس تماما عندما يوقع بها
في غرامه و عشقه ينقلب عليها إنقلاب
الساحر على المسحور
و يصير لها صدفة طائرا شرسا ذو
مخالب شرسة يدفعها لكرهه عمدًا
و لن تستطيع يوما حتى أن تنصف نفسها
أمامه فتلك فعلا من مضايقات الحياة
التي دفعتناا أن نرى قوة الضلم أمام
عيوننا و نصمت على العدل بأفواهنا
و نبتعد بقلوبناا و قد همّ بداخلنا
أسى و هم من الحياة القاسية التي
لطالما غيّرتناا نحو أنفسنا
و نحو الغير المنافق الذي في حدّ ذاته
هو من صنع منا قلبا
و قالبا آخرين
فثنايا الورود سهلة
و الكل يستطيعون الممرّ
منها
و لكن طريق الأشواك صعب للغاية
و قليل من الأسود
و الغزالات الذين يقدرون على
وحلِ الغابات
و ممرّاتها الجبلية الصعبة
ذو الأماكن المنحدرة العالية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق