الأحد، 5 أكتوبر 2025

و عن عمد تناسينا فلسطين بقلم الشاعر حامد الشاعر

 و عن عمد

تناسينا فلسطين

بهذا  العصر قد  عظمت  مآسينا ــــــــ و  فيه  فلم  نجد  أحدا  يواسينا

عيون القدس لسنا الآن  نذكرها ـــــــــ و عن   عمد   تناسينا   فلسطينا

بهذي الحرب وا أسفا  بلا سيف ـــــــــ  تركنا   للعدى   تلك     الميادينا

مع    الأوطان    أعلنا    تنافينا ـــــــــ غدونا     لاجئين    بها   منافينا

تركنا العرض منتهكا سقوطا قد ـــــــــ تركنا الأرض تهوى في     تنائينا

،،،،،،،،

قضاة لم نجد و  الأنبياء   بها   ـــــــــ ملوكا   لم   نجد    فيها   ميامينا

و سادتنا أطعنا  ما   عصينا في ـــــــــ تردينا       بها    أبدا    سلاطينا

بدنيانا  فقد    صرنا    ملاعينا ـــــــــ حمانا لم نصن يوما    و لا   دينا

عزاء كيف نلقى  نحن   قاطبة ــــــــ و في الحدث الضياع جرى و تأبينا

و للأجيال   ألغاما   تركنا    في ـــــــــ فيافينا     فكيف     يد    توارينا

،،،،،،،

سلاما لم   نكن   يوما    موالينا ـــــــــ حملنا   دونما    حرب    نياشينا

تركنا للرياح  و   في    تباهينا  ـــــــــ و بالعدم الذي    صغنا    روابينا

و نخوتنا   تركنا    في    تردينا ـــــــــ و غيرتنا الحميدة لم   تعد    فينا

سقوطا قد عرفنا   في   دواهينا ــــــــ و خابت  في    تداعينا   مساعينا

لماذا تلبس  الدنيا  سوادا    يع ـــــــــ تريها     مثل    أرملة    غوادينا

،،،،،،،،،

من الأطلال صارت كيف  تعنينا ـــــــــ و لم  يأبه    بها    أحد    مغانينا

و في قول بلا حول و لا    طول ــــــــ و من هول   فما    نلقاه    يكفينا

بأيديهم غدونا    كالدمى    منا ـــــــــ و في الساحات لا  تلقى   الملايينا

و عن وطن  نسميه    فلسطين ـــــــــ عدو الله   في    التهجير    ينفينا

بنادينا سكارى نحن  محتضرا ــــــــــ تركنا   آخر     الجرحى    بوادينا

،،،،،،،،

و سكرانا كما    نأتيه    يأتينا ـــــــــ و من كأس يناغي  السم    يسقينا

ندور مع العقارب معتدين    لنا ـــــــــ نربي    في     حظائرنا    أفاعينا

بدا     منا    تشفينا    قصائدنا ـــــــــ فما عادت من    الأدواء   تشفينا

نرى العقلاء في وجل جميعا  قد ـــــــــ دخلنا حربنا     الكبرى   مجانينا

و شعب الله يلقى    في    إبادته ــــــــ بلاء و الدجى      يدمي    ليالينا

،،،،،،،،

طعنا بعضنا    نغتال  بعضا  في ـــــــــ  مشافينا    و    يغبطنا    تشفينا

و أمجادا  أضعنا    في   معالينا ـــــــــ تليدا   بالملاحم    كان    ماضينا

أعدنا قصة تروى من   الماضي ـــــــــ تصوغ    الآن   أحداثا    تحاكينا

فما  رمنا   حلاوته  و من   مر ـــــــــ ليسقينا    على     جمر    ليبقينا

و أسقطنا النظام برأسه  صارت ــــــــ أهازيجا  من   الفوضى    أغانينا

،،،،،،،

و بعد الذل صارت تزدرينا    كم ـــــــــ  تعادينا و   غزة    لا     تحابينا

و في الأوطان جار بنوا عمومتنا ـــــــــ يطيب العيش دوما  في    تآخينا

بني صه ــــ يون للأطفال قد قتلوا ـــــــــ و زيتونا فما أبقوا  و   لا   تينا

و تطبيعا    قبلنا    في   غوايتنا ـــــــــ عماة نحن نرمى  في    مهاوينا

و خابت في السلام و في مساومة ــــــــ على الأرض التي حزنا   أمانينا

،،،،،،،

تهانينا    فقلنا      في    تعازينا ـــــــــ بدت للناس لا  تخفى    مخازينا

بقلب المسجد الأقصى هموما قد ـــــــــ تركنا    كيف    نلغيها    مآسينا

و حار الدهر فينا كيف    يرثينا ـــــــــ و في القتلى فقد عظمت   مراثينا

و في حزن   فما   أبقاه    يبقينا ـــــــــ و في شجن فما   أشقاه   يشقينا

غرقنا   في  سفاهتنا  عراة  في ـــــــــ الجنون فليس من أحد   يضاهينا

،،،،،،،

عيون القدس   تقلينا  كثيرا   لا ـــــــــ ترى  الشهداء  فينا   و المصلينا

مقاومة  فقد    أجرت    قيامتها ــــــــ تصيخ   بآخر    الوادي    تنادينا

مناضلة تقول     فعن    مآسينا ـــــــــ بأفعال       فلا     يجي  تغاضينا

ملائكة     تقاوم    مثلها    نلقى ــــــــ هنا و   هناك   تلقانا     شياطينا

عطاشا يبتلينا  ما    أتانا    الرا ـــــــــ ئح الغادي     ليسقينا   و يروينا

،،،،،،،

هي الدنيا و ما  فيها و من وجع ــــــــ فماجت   في    تدانينا    أقاصينا

ترى جاءت لترقينا فكيف  هوت ـــــــــ مآقينا  و من  أعلى     مراقينا

و أعزل شعبها   يجري  مقاومة ـــــــــ و ما ملك السيوف و لا السكاكينا

و مختلفا مضى    عنا   مجانينا ـــــــــ نصارع نحن  في عبث   طواحينا

و ضدا عن   إرادته    نحاصره ـــــــــ بهاوية جرى     و معا     تلاقينا

،،،،،،،

فما    زالت     تنادينا    بأيدينا ــــــــ فلم نمسك حجارتها و   لا    طينا

و ما سمعت هنا     منا   تلاحينا ــــــــ هناك    ترى    مآسينا    تلاوينا

و ألغينا جمالا   لاح   في    قبح ـــــــــ و أحرفه فما     عادت    تناغينا

ترى الأمصار ما فينا    بناصرة ـــــــــ تركنا دون      أجنحة    شواهينا

صلبنا في الخليل على مذابحها ـــــــــ ترانا    أعين     الدنيا    مساكينا

،،،،،،،

و من يافا و من  حيفا    تنادينا ــــــــ لم الطفل  الشهيد   بها    يقاضينا

بأمريكا   ابتلينا     دائما    كنا ـــــــــ بإجراء المعارك   نطلب    الصينا

و في شرك عبدناها    و   آلهة ــــــــ فمن ورق   فقد    كانت    تناجينا

و سيفا داميا نلقاه      مشهورا ـــــــــ و قبل القطع    ينتهك    الشرايينا

و أحيانا نصوغ    له   عناوينا ــــــــ و دين    الحمق    أبدينا    أحايينا

،،،،،،،،

مغالينا    بدين   لا أساس   له ـــــــــ تركنا   في       فيافينا     غوالينا

عدوا لم نعارض   في    توالينا ـــــــــ على حكم    له   صرنا    موالينا

و في الظلمات يطمس يومنا أضحى ـــــ و بالعتمات     محتقرا   أماسينا

عمينا  لم  نجد    قمرا   يناجينا ـــــــــ فكيف نرى سنى  منها    دياجينا

و كيف يفوح من فمنا المقيت   شذا ــــــــ و  لم تنبت أقاح في صحارينا

،،،،،،،،

بها ذهبت و في تيه   سحائبنا ــــــــ الرياح و لم يعد      مطر    يوافينا

جيوش الأمة الثكلى  برمتها ــــــــ فلم   تخرج سفينا    من    مراسينا

نرى الأنذال من قالوا  بسامية ـــــــــ و في طغيانهم   نقضوا    القوانينا

أخذنا   كل   شيء  من   أحبتنا ـــــــــ و أعطينا   البلاد    إلى   أعادينا

فهم كالداء للأعداء   في   رهب ـــــــــ تركنا في الحمى   تلك   الرياحينا

،،،،،،،

دفنا  بعدما    عظمت   مخازينا ـــــــــ و    أحياء   و    أمواتا    أهالينا

عصاة  جرت   الدنيا   نواصينا ـــــــــ و في سفه فقد   كثرت   معاصينا

و في لبس فما كشفت   معانينا ـــــــــ يطال     الهدم   منكشفا    مبانينا

و أرقاما فلم   نحطم     مجاراة ــــــــ لغير      يزدرينا     في    تحدينا

بها شيئا فما زرعت و لا صنعت ــــــــ و ما عادت       مباركة    أيادينا

،،،،،،،

يصلي   الشعب  متجها   لقبلته ـــــــــ بمحراب   المهيمن    قال    آمينا

سوى من زمرة تبدي  مقاومة ــــــــ فليس يرى ضياء    من     أعالينا

فكيف نفر نحن و من  معاصينا ـــــــــ بلا توب   نجر    فمن    نواصينا

و يغوينا العدو    فحين    يأتينا ـــــــــ كثيرا بالسراب      نراه    يغرينا

و يأخذ   من أيادينا العدو   فما ـــــــــ يشاء و أي حق ليس       يعطينا

،،،،،،،،

نصافيه العدو    و لا    يصافينا ــــــــ رأينا      عالما     حرا    يجافينا

كتبنا بعد أن ضاعت     هويتنا  ـــــــــ و     بالعبريِّ    تقليدا    أسامينا

بساحرة قرأنا  بعدما     شغفت ـــــــــ و في دجل  بها     دولا    فناجينا

عليه فما بكينا المسجد الأقصى ـــــــــ لقد  جعلت     بلا    دمع    مآقينا

و كم من ثائر من بعد   ثورتها ـــــــــ بفيء     صار  يهديها     دواوينا

،،،،،،،

إلينا لن تعود القدس قبل السي ــــــــ ف حتى ترتوي      بدم     قوافينا

بقينا في الصحاري هائمين  و ما ـــــــــ سقينا بالدم   القاني    البساتينا

تركنا للأعادي ما غلا     منها ــــــــ بأوجاع           تركناها    أراضينا 

و في أسر تركناها    و أخفينا ـــــــــ فما أبدت و لم     نعطي   القرابينا

و ما عدنا بخير الآن    نذكرها  ــــــــ و عهدا كان عن   عمد    تناسينا

،،،،،،،،

و وعدا لم ندم فيها و لا  قسما ـــــــــ من السنوات قد   قاست    ثمانينا

على الإسلام و العرب السلام فإن ـــــــــ جرى عن عروة وثقى    تخلينا

تريد الأرض أن تلقى   المحبين ـــــــــ و ربا     من   سموات    يحابينا

و يحيينا فما   يحيي   فلسطين ــــــــ و تفنينا و قد     صارت     أفانينا

لنا خلقا فقد   كانت   و   تكوينا ــــــــ و نصرا سوف نأخذها و    تمكينا

مشيئة ربنا تجري بكن   كانت ـــــــــ و بسم الله      تفنينا    و   تحيينا

،،،،،،،،

و في الأعداء أدواء و من  داء ـــــــــ ألم بنا      فكم    نرجو    تعافينا

لنا عصر سيأتي   آخر    الدنيا ـــــــــ وجدنا في الصمود   له    عناوينا

و ننتظر المسيح هناك  عودته ـــــــــ إلى   رب   كريم   سوف    يهدينا

على جبل نراه يصوغ  موعظة ــــــــ مخلصنا المسيح نرى    و   فادينا

لربي     قدرة   دوما   يناجينا ـــــــــ من الغرق المحقق سوف    ينجينا

يراعينا و رغما   من  أعادينا ـــــــــ سيبقى الله  مولانا      و    راعينا

،،،،،،،،

العرائش في 20سبتمر 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر

بقلم الشاعر حامد الشاعر



على عهدنا لمحمد مطر

 على عهدنا

لمحمدمطر 


قل للتي.  هام الفؤاد.  بحبها. إنا على 


عهدنا نبقى والعهد أبدا ما كنا نسيناه


إنا لنوفي عهدنا  أبدا وما كنا  لنخلف


مع.  حبيبنا  عهدا  أبدا  كنا.   قطعناه


تشرق شمسناوبه كانت تذكرناوللأرض


 شوق   للشمس  من زمن  إنا عرفناه


إن نست  الشمس أرضها يوما فإنا ما 


ننسى و مع كل نسم  تردد إنا ذكرناه


ياساريا قل له إن الشوق يقتلنا وباق 


وعدنا معه و ما.  معه أبدا إنا خلفناه


ياساريا.    قل له إن الطيش ربما كان 


يدفعنا لقطع وصالنا ولكنا ما قطعناه


كم هددنا بأنه.لن يري وجهنا ابد وما


التهديد  إلا عن.  شوق.  لرؤبةمحياه


كم كنا. نقطع وصلنا  معه لكن الشوق 


إليه كان.  يدفعنا فتبا لما  كنا  فعلناه


حتى إننا   كنا  نغالب عقلنا  فيه لكن 


القلب   يجرنا  بسلاح   الشوق  لنلقاه


وبالله إن القلب لعشقه كلمارأىوجهه


حن رغم الخلف و رفرف سعدابرؤياه


يا طائر. الشوق. إن مررت  داره فالق 


عليه تحيتناوبلغه إن قطع فإناوصلناه


لاتنس  أن  تبلغه  إن حشرجت الروح


فلربنا نشهد و كذا. نشهد  انا عشقناه


بلغه ياساري الشوق إني عاشقه و إن 


ضن الزمان فلربماألقاه بأخراي وأخراه


لمحمدمطر

قراءة تحليلية بقلم الشاعرة أ. سامية خليفة/لبنان لرواية حورية والوحش للأديبة الشاعرة فاطمة محمود سعدالله

 قراءة تحليلية بقلم الشاعرة أ. سامية خليفة/لبنان

 لرواية حورية والوحش للأديبة الشاعرة 

فاطمة محمود سعدالله 


العنوان وهو  عتبة الرواية وعلاقتها الكبيرة بها: 


قبل قراءة رواية حورية والوحش والمكونة من سبعة وعشرين جزءا متماسكا بحبكته القوية وأهدافه النبيلة وثيماته المتعددة، ومن خلال عنوان الرواية تبادر إلى ذهني للوهلة الاولى هذا التناص بينها وبين عنوان قصة  جميلة والوحش وبعدما اتممت قراءتها وعلمت ان الوحش هنا هو حقيقة، وليس حبيبا مسحورا كما في جميلة والوحش،  بل هو الوحش العدو الذي إن لم نصرعه صرعنا وقضى علينا ..إنه مرض يأخذ صفة تليق به ، ذلك الخبيث المخفي الذي يتربع على كرسيه وهو ينظر إلى ضحيته فيفترسها بنهم دون أن تدرك وجوده ..فما أخبثه!


  الثيمات وأبرزها ثيمة الصراع مع المرض:


الثيمة الاساسية للرواية هي الصراع، الصراع مع المرض ، 

 تلحقه ثيمات  أخرى مكملة لها ، الخسارة (بفقد أحد الثديين خسارة لرمز من رموز الأنوثة، الخوف من خسارة ابنها لعام دراسي )، الصداقة (دعم صديقتيها المعنوي) ، الحب( حب الزوج لها واهتمامه الكبير بها) ، الخيانة( خيانة صديقة الطفولة بانتهاز فرصة مرضها لإدارة المنتدى دون التطلع لمبادئ مؤسِّستها الأساسية حورية. 

 التحدي ( مواجهة المرض وما تبعه من الهذيانات، وموت عدة سيدات تعرفت عليهن بهذا المرض ) إنه التحدّي في صمود الروح البشرية لمواجهة التحديات الكبرى . 


شخصيات القصة: 


شخصيات القصة عديدة وهي من مميزات الرواية وأحداثها المتتابعة . البطلة الأساسية حورية وزوجها عمر التي تدعوه بالفاروق ثم صديقتا الطفولة خيرزاد وريحانة والشخصيات الثانوية هي الابن والإبنة وسيدات تعرفت عليهن مصابات بالمرض، والأشخاص الذين حضروا الندوة . 

حورية هي البطلة الأساسية المحورية التي ركزت عليها الكاتبة لنرافقها في رحلتها مع مواجهة هذا المرض، وكيف أنها أثّرت وتأثّرت بمن حولها، وكيف تحدّت بصبر وجلد وألم كل المعوقات من حولها،  من خيانة لصديقة الطفولة إلى هواجس هذيانية إلى شكوك واهية بخيانة الزوج نظرا لشعورها بالنقص إثر بتر جزء ىن أنوثتها وهو بتر أحد ثدييها إلى التمسك بالأمل وبمحبة من يحيطونها. فكم من الرائع أن تحاط بتعاطف صديقتيها عند حلق شعورهما! 


 المعاناة والشعور بالضياع والصراع مع المرض: 


ففي الفصل الثاني عشر، وهو الفصل الذي ابتدأت معه مشاعر

 حورية تُعبر عن حالة من الاغتراب الجسدي والنفسي، حيث تشعر بأن جسدها "ليس هي"، وأنها فارغة من كل شيء عدا الوجع. تتجلى حالتها النفسية المتدهورة في صرختها اليائسة لزوجها عمر : "خذني من هنا فأنا خائفة... خائفة". هذه الكلمات تكشف وبعمق عن معاناتها وشعورها بالضياع والضعف أمام هول المرض .


الدعم المعنوي والروابط الإنسانية سند كبير لتخطي المرحلة:


 في الفصل الرابع عشر تظهر أهمية قوة الصداقة ودعم الزوج وبشكل عام  أهمية الروابط الإنسانية في مواجهة الشدائد.

إنها في صراع بل في معركة، إن خاضتها وحدها قد لا تنجو. صديقتها "خيرزاد"،  التي تقرر الوقوف إلى جانب حورية في "معركتها الشرسة مع ذاك الوحش اللعين" السرطان،

 هذا الدعم يتجسد في تعهدهما بخوض المعركة معًا و"رفع راية الحياة"، ولكن هل ستستجيب النفس بعزتها وكرامتها لذلك  الدعم بسهولة ؟ حتما لا فهي ستعتبره شفقة حتى من زوجها وهنا في الفصل الخامس عشر الصديقتان تدعمانها فعليا لا قولا بحلق شعورهما، مما حرك فيها نزعة حب البقاء فاقترحت بنفسها إقامة أمسية شعرية على شاطئ  البحر وإعادة الاتصال بالحياة من خلال الإبداع، إذا تخلصها من شعورها بشفقة الآخرين لم يكن عبثيا، بل من خلال مشاركة الآخرين لمعاناتها فعليا، فالشَّعر زينة المرأة وتاج على رأسها، وتخلي صديقتيها عن شعورهما، كان لها دعما ملموسا وقويا في لفتة ذكية منهما ملؤها التضحية والتعاطف مع الألم.


الحب والحاجة إليه خصوصا في حالة المرض والضعف: 


 الحاجة إلى الحب ثيمة أخرى تتجلى ابتداءً من الفصل السادس عشر، حيث تصل حورية إلى قمة معاناتها النفسية ، معبرة عن ألمها بفقدان ذاتها بكلمات مؤثرة: "أنا أفتقدني، أعدني إليَّ، أشْعِلْ ما انطفأ مني فيك". وذلك إثر فقدانها لخصلات شعرها الحريرية، التي تعتبرها رمزًا لأنوثتها . كلماتها لزوجها "يا عمري، يا شقيق قلبي، أحتاجك كثيرا وأكثر من أي وقت" كلمات هي دليل على حاجتها إلى دعمه. تتناقض  مشاعر الحاجة إلى الحب مع مشاعر من التشتت حيث أنها ترى كل شيء فيها يركض. على حدة، تعبيرا عن حالة من التشتت والقلق التي تعيشها، ذلك هو الصراع بكل أبعاده.


 ثيمة التحدي وأثرها في مقاومة المرض والمصاعب: 


في الفصول اللاحقة تظهر ثيمة التحدي،  ففي الفصل التاسع عشر، تخاطب حورية ابنها "معز" بقلب الأم المحب والداعم،هنا قلب الأم أنساها مرضها رغم خطورته، فأصبحت هي مصدر دعم لابنها الذي تخاف عليه خسارة سنة دراسية 

من عمره تحثه على السفر. 


الاستغلال وثيمة الخيانة:


في الفصل الحادي والعشرين، يكبر الصراع ليس مع المرض فحسب، بل مع  خيانة صديقتها، إنه صراع إنساني.

ريحانة صديقتها، والتي استغلت مرضها وانصرافها عن إدارة منتدى (الركن المنير ) الشعري "اغتنمَت فرصة مرض صديقتها لتثبت وجودها بأسوأ أسلوب".  فأساءت إلى سمعة المنتدى، لكن فيما بعد سنرى أن حورية ستصفح عنها ، مما يعزز فكرة أننا كلنا خطاؤون وعلينا العفو عند المقدرة وعدم شطب صديقة الطفولة بجرة قلم لخطأ ارتكبته ونسيان العشرة .


التضامن الأسري :


في الفصل الثاني والعشرين، يتورط "معز" ابن حورية في تحقيق أمني بتهمة الإرهاب وهي تهمة باطلة سببها تشابه بالأسماء، مما يزيد من الضغوط على عائلتها التي تخفي الخبر عنها كي لا تنتكس صحيّا، ليعود ابنها بعد إثبات براءته فتُفاجأ به، وهو من المفترض أنه يجري امتحاناته الدراسية في الخارج، لكنه للأسف جرى إيقافه والتحقق معه.

تنقذ الموقف أخته زاعمة لأمها بأنه تم الغاء امتحاناته لتأخره عن الحضور. وفي ذلك تضامن أسري كامل

للحفاظ على صحة حورية.


: ثيمة الشعور بالنقص تتبعها ثيمة التحدي


 حورية أثناء انشغال زوجها في التحقيق الذي لا تعلم عنه شيئا ، بدأت تساورها شكوك أنثى ستفقد قريبا جزءا من كيانها الأنثوي فكانت ثيمة الشعور بالنقص والذي عصف بكيانها فأشعل نار الغيرة، خصوصا أن مكالمات زوجها كانت   "همسية" إلا أنها تتدارك ذلك النقص في الفصل الثالث والعشرين خصوصا بعد بتر الثدي  فصدرها سيبقى يعج  بالحياة رغم صوت خفي يصفها بامرأة منقوصة الأنوثة، هو التحدي بقمته للهذيانات وللواقع معًا.


الصراع الفردي وتماهي الآخرين به وتأثيره الإيجابي والجماعي على الوعي المصيري: 


في الفصل السادس والعشرين، نجد تحولا جذريا في نظرة

 حورية للحياة أصبحت روحها معطاء متعاطفة ورحيمة ليتحول صراعها بعد شفائها إلى نبع تتفجر منه الرأفة التحول من "الركن النيّر" وهو اسم منتداها الأدبي بتحويل اللقاءات الأدبية إلى "ودادية" تخدم مرضى السرطان من الأطفال والنساء مشروع طرحته في ندوة فكيف كانت ردود الفعل؟ كانت ردودا إيجابية تؤكد على أن الصراع الفردي الذي عانته حورية لم يعد فرديا أو سلبيا انتقل إلى الآخرين ولكن بنظرة جماعية متماسكة، الدعم الإيجابي المادي والمعنوي من الحضور هو تأكيد على أن الصراع الشخصي الفردي الذي عانته حورية تماهى به الحضور ليمسي وعيا مصيريا حثهم على تبني فكرة عمل جماعي إيجابي في إقامة مشروع خيري يحدد خطى واضحة لمؤسسة تهتم بمرضى السرطان. 

في الفصل السابع والعشرين، والذي لمست فيه روحا شاعرية عكستها الروائية لتعطي مساحة من الهدوء بعد عاصفة عاشها القارئ بكل جوارحه مع حالة إنسانية، بل مع عدة حالات رافقت البطلة حورية وهي ترى سيدات يذوين أمامها وهن في ربيع أعمارهن كأوراق خريفية.


رمزية الشجرة والأسلوب الشاعري في كتابة الجزء الأخير تعبيرا عن انتهاء العاصفة والهدوء النفسي: 


 اعتمدت الروائية على رمزية عالية في ختام روايتها متجسدة بشجرة من خلال وصف "الشجرة" التي "تصدت لرياح الفناء وقاومت معاول الاقتلاع"، وظلت جذورها ممتدة "تمتح من معين التحدي وترتوي من نسغ البقاء". شجرة ترمز للتجذر والعطاء والحياة والصمود بوجه الصعاب كما صمدت حورية وتحولت إلى امرأة معطاء متحدية لعواصف الأزمات تلك الشجرة التي احتاجت إلى سقاية واهتمام فوجدت كل ذلك في دعم الأسرة والأصدقاء في حين أن إحدى معارفها استسلمت للمرض لما لقيته من سخرية ومعاملة سيئة من زوج غير داعم وأخته عديمة المشاعر التي ورثت ملابسها أمام عينيها وهي مازالت طريحة الفراش تحتضر وتتنفس حياة.، لكنها حياة بائسة، فالأجدى بها  الاستسلام للموت.



القصـــيـــدة بقلم الشاعر فتـــــــحي لطـــــــرش ـــــ ـــــ

 ـــ  القصـــيـــدة ـــ

--------------

انت القصيدة و البحار بحورُ

انت الحروف و لؤلؤُ منـــثورُ

-----------------------

اطلقت للنفس هُبُوّ سجيتي

هذا كلامي وسعيه المشـــكورُ

----------------------

و لانك نبع الجمال و آيتي

ساظل اشدو مثله العصـــفورُ

----------------------

و لانك شعري و سر قريحتي

نبضي كما البركان بات يثورُ

----------------------

ما كنت احسب ان اعود لرقعتي

و الحبر عاد في الوريد يفورُ

---------------------

فاليوم اعلن للحروف هزيمتي

بعض الهزائم بهجة و سرورُ

----------------------

و ساعلن ان القصيدة سجينتي

و انـــا هو الجـــلاد و المقـــهورُ

------------------------

  ـــــ ـــــ  بقلمـــــــي/ فتـــــــحي لطـــــــرش  ـــــ  ـــــ



أُمَّةُ العَرَبِ بقلم: الكاتب حسين عبدالله جمعة

 أُمَّةُ العَرَبِ

بقلم: حسين عبدالله جمعة


أَهِيَ غَفْلَةٌ مِنَ الزَّمَنِ؟

أَمِ العَولَمَةُ... يا عَرَبْ؟؟؟


تَتَساقَطُ الدُّموعُ،

تَتَصارَعُ...

إِنَّها السَّلوى،

كَأَنَّها الرُّطَبْ...


وأَنا أَبْكِي أُمَّتِي المَشغولَةَ،

بِالإنْتَرْنِتِ،

وَمَحَطّاتِ الطَّرَبْ...


تَتَغَنّى بِالأمْجادِ،

فِي البِتْرولِ...!

تَتَباهى بِالنِّساءِ،

وآخِرِ أَزْياءِ المَوْضَةِ وَالذَّهَبْ...


وَطِفْلُ غَزَّةَ حامِي الحِمَى،

بِالدَّمِ، بِاللَّحْمِ، وَالهُدُبْ،

تَرَكَ الأَلْعابَ،

سَئِمَ الهَدايا،

وَبَرامِجَ «سْبَيْس تُونْ»،

وَما مَرَّ مِن حُقُبٍ...


وَقالَ:

عَلَّمَتْنِي إِيمانٌ وَفارِسْ،

أَلْهَمَنِي مُحَمَّدٌ أَجْمَلَ لَعِبْ،

عَلَّمَتْنِي وَفاءٌ كَيْفَ دارِينْ،

تَرْسُمُ آياتٍ،

وَتُسَطِّرُ أَجْمَلَ لَقَبْ...


يا قُدْسُ... يا بَغْدادُ،

يا كُلَّ عَواصِمِ العَرَبْ،

اِنْتَفِضي وَكَفى،

تِلْكَ الشِّعاراتُ وَالخُطَبْ...


لا أُطِيقُ عِيشَةَ العَبِيدِ،

لا أُطِيقُ هَذا اللَّقَبْ...


نامَتْ،

ماتَتْ،

زالَتْ...

أُمَّةُ العَرَبْ...!


حسين عبدالله جمعة 

سعدنايل لبنان


اضواء على أصداء بقلم الاعلامي والشاعر محمد علي حسين العباسي

 اضواء على أصداء

وفي أصداءالمنتهى

تذوب شموعا

وتعدو...

بعيدا...بعيدا

الى مهجتي

اضواء ترنو

حينما تغدو

تعاقر الدموع

الى المنتهى...

سل هذه الأضواء؟؟

لم القنوع...

لم الخشوع...

في الأفق

الصدى يحاور صداه

يعاقر الردى

بلا رجوع

بلا خنوع...

 الاعلامي والشاعر محمد علي حسين العباسي



تعقيب الأستاذ طه عبد الرحمن على قصيدة الشاعر طاهر مشي"يا موطن الوجع"

 تعقيب الأستاذ طه عبد الرحمن 

على قصيدتي"يا موطن الوجع"

دمت سيدي الكريم ودام نبضك سيل يغمر كلماتي 

التعقيب:

أيها النصُّ الذي استقرَّ في الأعماق كالوجَعِ..

يا من جعلتَ الحروفَ أنينًا، والكلماتِ جراحًا نازفةً!

لقد أبدعتَ، فأخرجتَ لنا "موطنَ الوجَعِ" كائنًا حيًّا، يُلامسُ الروحَ قبلَ الأذن، ويُحرِّكُ في الأعماقِ أسئلةَ الشوقِ والحنينِ والضياع.

انظروا كيفَ صدحَ الشاعرُ بصوتِ الحيرةِ واللوعةِ، فجاءَ النداءُ: "يا موطنَ الوجَعِ"، فكأنَّما الوجَعُ قد صارَ وطنًا يُقيمُ فيهِ القلبُ، وتائهً لا يُغادره!

ثمَّ ها هوَ يخاطبُ الشوقَ فيقول: "يا شوقَ محبرتي"، فالشوقُ ليسَ شعورًا فحسب، بل هوَ ينبوعُ الإبداعِ، ومصدرُ الكلامِ، وكأنَّ القصيدةَ وُلِدَت من رحمِ اللَّوعة!

وتأتي الصورةُ البلاغيةُ في قولِه: "أُحادثُ الصمتَ والأنفاسُ في حَذَر"، فالصمتُ هنا كائنٌ يُحادثهُ، والأنفاسُ خائفةٌ مترقبةٌ، وكأنَّما الخوفَ صارَ أنفاسًا، والوحدةَ صارتْ حوارًا!

أما قولُه: "وماتَ حلمي على أعتابِ مُنحدَر"، ففيهِ استعارةٌ مكنيةٌ مؤثرة، جعلتِ الحلمَ إنسانًا يموتُ على عتباتِ منحدرٍ، وكأنَّ الأملَ سقطَ من عَلٍ، فتحطَّمَ على صخرةِ الواقع!

ولنُمعِنِ النظرَ في هذا السؤالِ البلاغيِّ الذي يكرِّرُه الشاعرُ بحسرةٍ: "أينَ الذي كنْتُ أهديه مودّتي؟"، فهوَ سؤالٌ وجوديٌّ، يُذكِّرُنا بسؤالِ "التيَّاموس" في الشعرِ الجاهليِّ، وحيرَةِ العاشقينَ في غزلياتِ القدامى.

وقولُه: "خُذني إليكَ فإني تائهٌ عطِشٌ.. لا البحرُ يُطفئني ولا الغيمُ إنْ مَطَر"، ففيها نَفَسٌ صوفيٌّ عظيم، كأنَّما العطشَ روحانيٌّ، والبحرُ ماديٌّ لا يروي ظمأَ الأسرار!

وأخيرًا، تلكَ الخاتمةُ المُفجعة: "وغفرتُ ذنبَكَ.. لكنّ صبرَ الهوى قد خانَهُ قدَري"، حيثُ يلتقي العذرُ معَ الخيانة، والصبرُ معَ القدر، في مفارقةٍ تراجيديةٍ تليقُ بنهايةِ مأساةٍ إنسانية.

فلكَ التحيةُ أيها الشاعرُ..

لقد جعلتَ منَ الألمِ فنًّا، ومنَ الشوقِ قصيدةً، ومنَ الفراقِ سيمفونيةً تئنُّ بها الروحُ، فتغنَّى!

طه عبد الرحمن 

القصيدة

يا موطنَ الوجَعِ

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

يا موطنَ الوجَعِ

يا شوقَ محبرتي

قد هدَّني الهجرُ

وأتعبني طولُ السَّفَر


يا مهجتي،

كم سَهرتُ الليلَ في قلقٍ

أُحادثُ الصمتَ

والأنفاسُ في حَذَرِ


ضاعَ الهوى

بين آهاتٍ وأُمنيةٍ

وماتَ حلمي

على أعتابِ مُنحدَرِ


أينَ الذي

كنتُ أهديه مودّتي؟

وأكتبُ الشوقَ

في عينيه كالقَمَرِ؟


أينَ السكونُ

وقد كانت ملامِحُهُ

تُغني فؤادي

عن الأيّامِ والخَطَرِ؟


كم كنتُ أرجوهُ

دفئًا لا يُفارقني

لكنّهُ غابَ

مثلَ الطيفِ في السَّحرِ


خُذني إليكَ

فإني تائهٌ عطِشٌ

لا البحرُ يُطفئني

ولا الغيمُ إنْ مَطَر


ضاقت خُطايَ

على دربٍ يُبعثِرُني

كأنني طيفُ

ماضٍ دونَ مُعتَذَرِ


قد كانَ وعدُكَ

مثلَ السرابِ يُغرّني

فمضيتُ أتبعهُ

في الوهمِ والخطرِ


وغفرتُ ذنبَك

حينَ القلبُ مُنبَهرٌ

لكنّ صبرَ الهوى

قد خانَهُ قدَري

ااااااااااااااااا ااااااااااا 

طاهر مشي



ضيق و ضياع بقلم الكاتبة نفيسة التّريكي

 ضيق و ضياع

ّأهرب منّي إلي

فلا أجدني 

ّإلاّي انشغل علي

 تنأى  نفسي عنّي

 أو

تقرتب مني

فلا ألقاني

تائهة 

سوى في أوهامي 

 ساكنة في أشجان منسيّة 


نفيسة التّريكي

سوسة

5@10@2025

أَبِي وَ أُمِّي بقلم الشاعر محمد جعيجع

 أَبِي وَ أُمِّي : 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

بُيُوتُ النَّاسِ خَائِفَةٌ تُعَانِي ... 

إِلَى أَن يَرجِعَ الأَبُ بِالأَمَانِ 

وَنَائِمَةُ الظَّلَامِ بِغَيرِ ضَوءٍ ... 

إِلَى أَن تَصحُ أُمِّي بِالحَنَانِ 

وَأَحلَامُ المُنَى فِيهَا سَوَادٌ ... 

إِلَى أَن يَسنُ قِندِيلُ الأَمَانِي 

بِوَجدِ أَبِي وَأُمِّي فِي حَيَاتِي ... 

يَصِيرُ المُرُّ حُلوًا فِي لِسَانِي 

بِوَجدِ أَبِي وَأُمِّي فِي رِيَاضِي ... 

يَصِيرُ الشَّوكُ وَردًا فِي بَنَانِي 

وَفِي الدُّنيَا بِغَيرِ أَبِي وَأُمِّي ... 

مَعِيشِي قَد تَضَرَّجَ بِالهَوَانِ 

بِوَجدِ أَبِي وَأُمِّي فَوقَ رَأسِي ... 

مَلَكتُ العِزَّ قَبلَ الصَّولَجَانِ 

وَ بَعدَ أَبِي وَأُمِّي قَد نَعَتنِي ... 

بِدَمعَتِهَا الدَّقَائِقُ وَالثَّوَانِي 

وَ فِي الدُّنيَا بِحُضنِ أَبِي وَ أُمِّي ... 

سَمَا فَقرِي غَنِيًّا بِالجُمَانِ 

بِمَوتِ أَبِي وَ أُمِّي دُونَ مَوتِي ... 

ثَرَائِي صَارَ فَقرًا فِي ثَوَانِي 

ــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد جعيجع من الجزائر - 05 أكتوبر 2025م



فـي وطــــني بقلم الأديب سعيد الشابي

 فـي وطــــني

في وطـني امــــرأة

توزّع العشق على الحالمين

عيناها البحــــــر

أنفـها الطــــــود

.........ضحكتــــها

صباح الخير للــقادمين

وتمضـي الحـياة........

كـــــــما مرّ يوم

وفـي وطـــــــني

دجـاج ينتـج بيـــضا

نحول البيـض ، سكـرا

 نـذيبه حـــــلاوة

في كــــأس شاي

في فنجان قهـــــوه

وتمضي الحـــــياة

كـــــما مرّ يوم

كـــــــما مرّ شهر

وفــي وطــــــني

اذا الليــــــل سجى

خرجت ، شياطين الظلام

تجوب الشـــــوارع

توزع الفــــــياجرا

 على السكارى ، والتائهين

توقظ أجســــــاما

كساها الزمـان ارتخاء 

ويطلع الفجـــــر

وتمضي الحـــــياة

كـما مــــرّ يـوم 

كـما مــــرّ شهـر

كما مـرّ عـــــام

 ويبـقى لنا وطـــن

على أطلاله واقــــفا

يبـكي في صمته الحزين

 

سعيد الشابي


و مِن الكذب ما أمتع بقلم الشاعر علي الميساوي/ تونس

 ∆∆∆   َو مِن الكذب ما أمتع   ∆∆∆


سمراءُ،تَستلُّ روحي دونما أجَل، 

       قالت لِتُعجِزَني: ما الحُب يارجلُ؟

تَأتأتُ والرّيق في الحَلق أجمعُه : 

        الحُب أن فيك كُل الخَلق يُختزلُ

رَدَّت: ستُنشِده لِلغير  بَعد  غدٍ؟

       فقلت: ما عاد لي في غُدوتي أملُ

ألقيتُ سهما من الأحداق حلحَلها، 

               فٱرتَجّ بُنيانها بالرّمْق يَعتمِلُ 

حتى تَسَدّلتِ الأجفانُ مِن دَجَلي،

       وٱجتاح دمٌّ بياض الخدّ، و الخجلُ 

و اللفظُ قد تاه بين الحلق والشّفة، 

       و الرّيقُ قد جَفّ، لِلمِزقاة لا يصِلُ 

أقدامُها دون حبل قُيِّدَت، فبَدَت

         كزَهرة الشّمس، إلّا الوَجه يَنتقلُ  

ثم استفاقت و دارت تحمل الثّمَر،

      يا ليتني الماء و الأطياب و الحُلَلُ


علي الميساوي/ تونس

** (( بكاءُ النّوارسِ )).. بقلم الكاتب مصطفى الحاج حسين.

 ** (( بكاءُ النّوارسِ ))..

صهيلُ الموجِ بعينيكِ  

يَعبرُ كلَّ النّوافذِ

وأنا أَصطدمُ بكآبتي 

ونوافذي مُحاطةٌ بالنّعيقِ.  


أَعيدي تلكَ الأُغنية 

فصوتُكِ الرُّبَّانُ يقودُني  

إلى دروبٍ تلوبُ في دمي  

أشيِّدُ على يديكِ أحلامي  

وأنتِ تُصدّقينَ أنّ الأزهارَ تعبقُ سُمّاً

وأنّ للفراشاتِ مخالبُ!!  


رَتِّقي جرحي، فلن أُعاتبَ  

فأنا كبيرُ النَّوارسِ 

مهما تزاحمت على الشّطِّ الضفادعُ.  


جُرحي داليةٌ  

ودمي رغيفٌ

أَعيدي تلكَ الأُغنيةَ  

لأعرفَ كم عاماً تبقّى من عمري.  


أنتِ الغناءُ الأخير

سيرسو القلبُ في عينيكِ  

وأنتِ السّياجُ الذي يُواري نحيبي  

وختامُ النّشيد.

أُحبُّكِ...  

والقلبُ لا يُماري

فاخرُجي من عيوني  

شمساً تُحرِقُ الغيومَ 

فأنا حروفُ الاشتعالِ.  


اخرُجي كوكباً من دفاتري  

فأنا دروبُ المآلِ

واخرُجي من دمعتي مُهرةً  

فأنا حنينُ الليالي.  


أَعيدي تلكَ الأُغنيةَ  

إنّ أشجارَ القلبِ ظامئةٌ  

وشمسَ الرّوحِ عمياءُ.  


سمراءُ...  

عيناكِ تجذبانِ المطرَ  

فوقَ حقولِ الرّوحِ

وأنتِ هديلُ الشّجرِ.  


غنّي يا من تروينَ البحارَ 

فأنا بوّابةُ المدى 

لعينيكِ أطلُّ ضياءً  

في عالمٍ يَمتهنُ الغدرَ.  


غنّي لأكتبَ القصيدةَ 

ولن أُبالي  

بضرباتِ الزّمنِ.*


   مصطفى الحاج حسين.

   حلب عام 1986م



لا تُسَلِّم سلاحك بقلم الكاتب سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك

 لا تُسَلِّم سلاحك


لا تُسَلِّم سلاحك،

فهو عباءتك ووشاحك،

نجاحك ورباحك،

وزادك في طريق الحرية.


سلاحك ليس معدنًا باردًا،

ولا غمدًا في اليد،

إنه روحك التي لا تُقهر،

وأحلامك التي ترفض الانكسار.


هو في ضحكتك، وصمتك،

في دموعك وكلماتك،

يحميك من الرياح والظلال.


احمله بفخر،

فَسلاحك في المقاومة: مقاومة،

صوت لا يُسكت،

خطوة لا تنحني،

نور يقتحم الظلام.


✍ سَعيد إِبْرَاهِيم زَعْلُوك



أم الشهيد بقلم الكاتب المنصوري عبد اللطيف

 أم الشهيد

أم الشهيد


انتظرته عريسا


 وعاد شهيدا

 لم تنزو في ثياب الحداد 

أخبروها ان ابنها

تلقى رصاصة في صدره

دفاعا عن وطنه

وكرامة أهله

قالت: سبع يابني سبع

  وكفكفت دموعها

صاحت الحشود

طوبى لك سيدتي

فاز ابنك

فاز

استشهد 

ولم  يخلف الموعد

من اجل الوطن

استشهد

رقصت 

صاحت

ياعدو لن أساوم

لن أساوم

سأظل حتى  أخر

نبض

في عروقي

أقاوم

أقاو م

ولن أساوم

المنصوري عبد اللطيف

ابن جرير 5/10/2025

المغرب



حدثوهم عما يجري بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب *** تونس الخضراء

حدثوهم عما يجري


حدثهم أيها الجدار

عما بحت لك به من أسرار

أيام سجني في الانتظار

بعدما بي طال بي المشوار

و عن آهات و استغفار

تردد على فمي ليلا ونهار


حدث كل زائر 

عن أملي الغائر

بين النجوم حائر

يحلم دون طائل

بالتحقق ذات نهار


حدث السائلين

عن هويتي كل حين

و عن غدر السنين

و أماني الحائرين

بين أيادي سجانين

هي كالسكاكين

و نظراتهم كل حين

المنذرة بالويل

و المجردة  من الحنين


حدث عن الشجون

و دموع العيون

المسكوبة دون عون

و عن إضرابات الصوم

مرارا رغم الضيم

لضياع مجد قوم

و تلاشي أملي اليوم

في إعلان فرحي يوم

زفتي بسجن و لا لوم

علي إن صرت بكماء لا علم

لي بما يجري لمن خان القوم


حدث أيها الباب الموصود 

في وجه طريقي مسدود

و كل الوعود

لغدر مقصود

و ود غير  ممدود

و فشل جهود

في نصر موعود

و نكران و صدود

يطفئ الأمل الموجود

في قلبي المنكوب

بالغدر  و الشرود

بتهمة الذود

عن حق  مسلوب 


و بالله الودود 

العون على وجود

مهدد بالقعود 

عن جهاد عدو لدود 

لئيم و جحود

آمين يا ربي المعبود

ببركة نبينا المحمود 

عليه وعلى الآل والصحب صلاة تذوب 

بفضلها الذنوب


رفيقة بن زينب    ***   تونس الخضراء

إلى العلا بقلم الشاعر محمد علقم

 إلى العلا

...........

إلـى العُــلا .هيّــا بنــا للعُــلا

أرواحنــا تـرتقـي إلى السمـا

مـن أجـل اقصـانـا الحبيــب

أنهـــارا تسيـــل منّــا الـدّمــا

لفــــرض عيـــن نستجيــــب

وأمـــر الله نطيـــع ونعظّمــا

أعــداؤنـا طغـاة لا يعــرفـون

إلا المجـازر سلــوكـا محتّمـا

أبنــاؤنــا للأرض مخلصــون

عشقـوا الشهـادة أملا حـالمـا

ليبــق الجبنـــــاء صــامتــون

طلبـوا العيـش هـادئـا نـاعمـا

ثــوارنـــا لإرثهـــم حـامــون

مـن عـدو فـي حقهـم أجـرما

أطفـالنـا يقُتلـون ويُحـرَقــون

والكون. بـات أخـرسـا أبكمـا

فـي كــل يـوم يُـزفّ شهيـــد

ترحـب الجنة به مقيما دائمـا

لأجلــك يــا وطـــن الجــدود

نستشهـد كـي تبقــى سـالمــا

لابدّ لأرضنـا يومـا أن تعـود

ونطرد محتلا غـازبا مجرما

(محمد علقم)/5/10/2016


يا رفاق الغياب بقلم الكاتب رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس

 يا رفاق الغياب

أيّها الغائبون عن العين، يا ظلالا ممتدّة منذ البعيد، 

لماذا غابت خطاكم عن الأماكن التي اعتدناها؟

أين اختفت تحيّاتكم التي كانت تضيء الصّبح كأنّها شمس ناعمة، وتنير المساء كقمر في عين طفل حالم؟

أجلس على أطراف الوقت، 

أسترجع وجوهكم في ذاكرتي

كمن يعدّ نجوما انطفأت،

وأخشى أن تمحى الملامح من الذّاكرة، وأن يصبح الحنين عادة باهتة

كجريدة نسيت على طاولة في مقهى.

كم تغيّرنا!

هل ما زالت الدّروب الّتي جمعتنا تشعر بخطانا؟

هل ما زالت الأشجار تذكر ظلّنا حين كنّا نستلقي تحتها بلا خوف من الغد؟

أنا لا أطلب عودة، فالأيٌام تمضي ولا تعود، 

لكنّني أريد فقط أن أطمئنّ أنكم بخير،

وأنّ الحياة لم تطفئ فيكم تلك الشّرارة الصٌغيرة الّتي كانت تجعل العالم أجمل.

علّمني غيابكم،

أنّ الصّمت أحيانا لغة من اللّغات، 

وأنّ الرّسائل الّتي لا ترسل أبلغ أحيانا حين تحسّ.

أكاتبكم لا لتسمعوا،

بل لأتذكّر أنّنا كنّا معا، 

وأنّ الودّ لا يموت،

بل ينام في القلب مثل طفل مطمئنّ.

رشدي الخميري/ جندوبة/ تونس


دمعة ظلم بقلم الشاعر ..غانم ع الخوري..

 .         دمعة ظلم


هلّت من عينيّ الدمعات 

             و كل دمعة تحدث أختها

تشتكي أنات جروح القلب  

             بعد فراق  زاد من  لوعتها

زهقت الروح ملت الصبر

             لمَّا الحبيبة طولت غيبتها

ضيق ف الصدر و الوتين

           حر الأشواق للكبد أحرقتها

 نحل جسم بمظهر حزين

           ضاع إتزان الأناقة و هيبتها

عشت بكل بساطة مسكين 

          ساعة الهجر أبد ماحسبتها

اليوم بات يذوبني الحنين 

            متى ياروح الروح أشوفك؟

 لفك بذراعيّ لصدري اضمك 

            حتى تعود الحياة بهجتها


 ..غانم ع الخوري..


رسالة الأدب..تتجاوز الحيز الجغرافي الذي يُولَدُ فيه..ليعانق الانشغالات الإنسانية.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 رسالة الأدب..تتجاوز الحيز الجغرافي الذي يُولَدُ فيه..ليعانق الانشغالات الإنسانية..


تصدير: ..من حسنات"الثورات العربية"في مختلف تجلياتها أنها بينت لنا مدى اهتمام الشباب العرب بالكتابة وكشفت عن توفر الخميرة الإنسانية الضرورية لثورة أدبية في المستقبل القريب.ثورة تبدأ بثتوير دور النشر،ودمقرطة الوصول إلى الإعلام ومصادر التمويل وإزالة المعيقات التي تحول دون تحقيق الصحوة الأدبية في المجتمع العربي.


-"وقانا الله وإياكم من شر الإثم في محراب الأدب..ومن أدب من يكتبون عن تواجدهم المغشوش في تقاطع النيران..!" 


-«إذا الشعب يوماً أراد الحياة فلا بد أن يستجيب القدر»..

بيت شعر لأبي القاسم الشابي،الذي ألهب خيال التونسيين في ثورتهم ضد

الاستعمارالخارجي،وألهب حناجرهم في ثورتهم ضد الديكتاتورية في الداخل،وصار أيقونة الثورة في البلاد العربية.

قد لا أجانب الصواب إذا قلت أنّ لكل ثورة أدباؤها ولكل حدث بديع في تاريخ الإنسانية من يشتغلون على تدوينه،بشتى الوسائل المتاحة،حتى يخلد ويبقى إرثاً لا تطاله أيادي التقادم.

ولأن رسالة الأدب،في المحصلة،تتجاوز الحيز الجغرافي الذي يُولَدُ فيه،ليعانق الانشغالات الإنسانية بمعزل عن المكان الذي احتضنه واللغة التي أُنتج بها والثقافة التي آوته بما يشكله من تعبير عن المشترك الإنساني في قوالب إبداعية تمنحه الخلود.فالأدب ينقل التجربة الإنسانية من مستوى الحدث العادي إلى المتخيل، والمسافة الفاصلة بين الواقع والخيال هي بالضبط التي تمنح لهذه التجربة مغزاها وتجردها من الزمان والمكان لتسمها بالخلود وتصبغ عليها طابع الأنسنة.

وهنا أؤكّد أنّ شعر أبي القاسم الشابي ساهم في تثبيت الاعتقاد بإرادة الإنسان وشد الهمم،وشعر أحمد فؤاد نجم الذي يلامس هموم المواطن،إضافة إلى ما جادت به القريحة الأدبية الشعبية،هو ما كانت تردده حناجر الثوار في ساحات الثورة في تونس ومصر واليمن ويبعث فيهم استمرار النَفس الثوري.

مع دخول المستعمر للمنطقة العربية سادت حالة تزاوج بين الأدب العربي الحديث والحكم حيث كان المقاومون متناغمين ويسيرون على نفس الخط يجمعهم بمنظومة الوحدة العربية ومقاومة المحتل،مرحلة كان يتكلم فيها الأدب نفس لغة السياسة ويمنح كل منهما الشرعية للآخر

وبرز في هذه المرحلة كتّاب وروائيون وشعراء يتغنون بالوحدة العربية من مثل رواية زينب لهيكل وشعر أحمد شوقي وإبراهيم مازني وتوفيق الحكيم وأدب طه حسين،وتميزت فترتهم بالنظرة التفاؤلية للتاريخ والاستشراف لفلسفة الأنوار،واعتقدوا أنهم سائرون إليها معا.

وقد انتهى هذا التناغم ببروز الدولة الوطنية بمنتصف الخمسينيات حين كتب نجيب محفوظ روايته الشهيرة "أولاد حارتنا"،وبدأ فيها خطا فاصلا بين سطوة الساسة والأديب في الالتصاق بهموم الناس،حيث تحوّل الأدب العربي بمجالاته المختلفة من تحت عباءة السياسي للارتباط بهموم الناس وتعرية الممارسات التسلطية الاستبدادية التي بدأت تسود أكثر مع الدولة الوطنية..

ولمع في هذه الحقبة العديد من الشعراء والكتاب والروائيين مثل محمد مغول وأدونيس ونزار قباني ومحمود درويش وعبد الرحمن منيف وهدى بركات وغيرهم من رموزٍ مقاومة لهيمنة السلطة ومنتقدة لظواهر اجتماعية.

ورغم حالة الضبابية في واقع-الثورات العربية-فإن توجه الأدب العربي للحديث عن الفرد وملامسة قضاياه الحقيقية والمعاناة التي يمر بها نتيجة الاستبداد تجعله متفائلا..

لقد كان الكاتب الاسباني المقيم بالمغرب خوان غويتيسلو* أول من طرح سؤال الأدب والثورة في العالم العربي بعد ثورتي تونس ومصر.فبحسه الأدبي الفذ وببراعته المعهودة طرح سؤالاً مستفزاً على ما يقارب ثلاثمائة مليون من البشر،ومشى ! نعم،طرح علينا سؤالاً شقياً ومشى في حال سبيله،لكن السؤال ظل عالقاً وبدأنا نرى ما يحمله في طياته من توقعات لم تخطر على بال الكثيرين في حينه.

مشى -غويتيسلو-إلى حال سبيله،منشغلاً باجتراح بعضاً من روائعه من خياله الخصب،إلا أن السؤال بالنسبة لنا نحن العرب المعنيين بالتغيير الذي يحدث في منطقتنا،لم ينته ولن ينتهي في الأمد القريب.ظل يستفزنا ويتحدانا أيما تحد.

هذا السؤال هو بداية مشكلة،أو في الحقيقة هو سؤال-مشكلة،لأن المهمة ليست بالسهولة التي يظنها البعض من الباحثين عن السبق أو من مقتنصي الفرص للانتفاع المادي.

فإستغلال ملحمة الشعوب العربية لكتابة "أدب" تحت طلب دور النشر لإغراق السوق،خاصة في الغرب،حيث الحاجة لمن يكتب لكي تبيع،للاستفادة المادية من الاهتمام الشعبي بما يحدث في العالم العربي،لا يمكن إلا أن يكون "أدبا" لقيطاً لا يستوعب أهمية اللحظة وخصوصيتها وفرادتها في تاريخ الإنسان العربي المقهور للمئة سنة الأخيرة على الأقل.

وهنا أضيف:

ومن حسنات"الثورات العربية"في مختلف تجلياتها أنها بينت لنا مدى اهتمام الشباب العرب بالكتابة وكشفت عن توفر الخميرة الإنسانية الضرورية لثورة أدبية في المستقبل القريب.ثورة تبدأ بثتوير دور النشر،ودمقرطة الوصول إلى الإعلام ومصادر التمويل وإزالة المعيقات التي تحول دون تحقيق الصحوة الأدبية في المجتمع العربي.

ولكي تكتمل الثورة،لابد من أن توازيها ثورة أخرى على مستوى النشر،بطرح مجلات تهتم بدراسة هذه الكتابات،وبفتح فضاءات لنشر الأعمال الأدبية التي ستولد بتؤدة وتمهل في السنوات القادمة.أما الكتابات الظرفية فإنها ستنتفي بانتفاء الظروف التي ولدتها،لذلك لابد من الحرص على كتابة أعمال تجسد عمق الثورة وعمق التجربة التي تمثلها.

لا أحد يستطيع الحكم على مستقبل الشباب المبدع،في مرحلة ما بعد الثورة،لأن الأمر يحتاج مزيداً من الوقت،كون الثورة لم تنته بعد،وأن أفكارها ورؤاها لا تزال في طور التكوين،وستخرج من مخاضها أعمال كثيرة،ستنقل آلام الشعوب المقهورة،والتي لن تزول من ذاكرة الشعوب.

ختاما أقول:جمال الإبداع في صفاء سريرة صاحبه/صاحبته،وما أحلى الاستمتاع بكلمات كاتب(ة) دخل هذا المعبد طاهراً من شوائب الوصولية والنفاق..!

وقانا الله وإياكم من شر الإثم في محراب الأدب..ومن أدب من يكتبون عن تواجدهم المغشوش في تقاطع النيران.!

وأرجو..أن تستساغ رسالتي جيدا..لدى ذوي الألباب..


محمد المحسن


*خوان غويتيسولو غاي-بالإسبانية Juan Goytisolo Gay- صحفي، مفكر،أديب ومستشرق إسباني.يعتبره الكثيرون من أهم الكتاب الإسبان،واشتهر بمناضلته للجنرال فرانكو.تتناول كتاباته الآثار العميقة للغة والثقافة العربية في المجتمع الإسباني إلى اليوم.ويأتي كتابه المُترجم للعربية-إسبانيا في مواجهة التاريخ-على رأس مؤلفاته في العالم العربي.



ساعلن عشقي.... بقلم الشاعرة التونسية ليليا الجموسي

 ساعلن عشقي....

بقلمي الشاعرة التونسية ليليا الجموسي 


ساعلن عشقي وليكم ما يكن 

يامراة أتقنت لعبة الحياة 

اعطيتني الحب 

سلمت لي القلب والجسد 

بدافع منك ولا بضغط اي احد

يا إمرأة اعطيتني الحياة من جديد

في زمن عنيد ليس فيه امل للتجديد

ساعلن حبي لك 

سالطلق الرصاص على الصمت الذي

كبلني وجعلني احتضر وانت غايبة عني

سأقتل الشك والخوف الذي 

جعلني اتردد في مواجهتك 

يا إمرأة أعلن امام الكل 

انك قلبي قُبلتي وقبيلتي 

موطني وسمائي ودنيتي 

وعنوان لقصيدتي

يا إمرأة اقتربي 

فالشوق فاض بي 

والحنين يقتلني

اقتربي ..وارحمي نبضي واحساسي

يا إمرأة اي جنون هذا جعلني ادمنتك

اي جنون هذا جعلني اكتفي بك 

حتى في غيابك عني

اي جنون هذا جعلني انتظر 

حتى محادثتك 

يا إمرأة ملكتني وملكت كل املاكي

احاسيسي مشاعري كلماتي

حبيبتي ...انت ثم انت ثم انت 

ولا أحد سواك 

انت رغبتي وامنيتي وحلمي وحياتي

سأحبك ثم احبك ثن احبك اكثر

الا ان يتوقف النبض من يساري

                    ليليا الجموسي تونس 🇹🇳



القصيدة لدى الشاعر " ياسر سعد " تنتفض للمبادئ الانسانية وترسم العناوين الصحيحة في عالمه الشعري المقترن بالوعي بقلم الكاتب قاسم ماضي - ديترويت

 القصيدة لدى الشاعر " ياسر سعد " تنتفض للمبادئ الانسانية وترسم العناوين الصحيحة   

في عالمه الشعري المقترن بالوعي .


دأب الشاعر اللبناني المعروف بين الاوساط الثقافية والادبية " ياسر سعد " على الأشتغال على نفسه من خلال تجذره واهتمامه بفلسفة  الأدب .

وقد ترك روح قصيدته التي انطلق منها منذ صباه ، لتحيا بين دفتي عطاءات حياة عاشها مع الشعر ، هكذا قالوا عنه من الذين سبقونا بالكتابة عنه ورسموا معالم قصيدته وأغلبهم من الدارسين والنقاد .فظل يطيل النظر بقصائد الكثير من الشعراء حتى يعي مراحل القصيدة المحمدية كما يطلق عليها  

يامن جعلت من الظلماء مبصرة

شعارها الدين في الأرجاء مؤتلفا 

 ولانه عاش في مدينة ملتزمة دينيا ، وفي بيته تعلم الكثير من علوم القرآن وأحاديث نبينا العظيم  " ص "فشق طريقه على خطى الرسالة المحمدية 

حيث ظهر الأدب الديني عند العرب منذ بداية رسول الإسلام،  وكان اول من مدح رسول الإسلام والمسلمين الشعراء الذين انتدبهم " محمد " للدفاع عن الدعوة الإسلامية 

لولاك انت رسول الله ما برحت 

غياهب الذل تحمي فوقنا غسقا 

 منطلقا من الأدب العربي الذي خاض فيه وتمعن في كل جزئياته حتى رسم معالمه .

 ودوره في كل مظاهر الحياة التي تسهم بتأسيس دورة الحياة الثقافية والمعرفية 

 وتعطي اشارات مهمة من اجل ايقاظ الحس الإنساني .

في عيدك اليوم والدنيا على فرح 

وذكرك العطر في ارجائها عبقا 

 وتعظيم العاطفة التي تجعل الشاعر يستفيد من العلوم وحقائق هذه العلوم كي يتبنى هذا الفكر في روحه وعقله ، وحتى يقوي خياله من خلال عدة عوامل يتبناها .

 ومنها سبك صورته الفنية والجمالية التي هي محرك قصيدته.

 ومن  المعروف للمتابع أو المتخصص " أن الأدب شعرا ونثرا بوصفه فنا لغويا يعزز ملكات التعبير لدى أي قارئ أو سامع  وهو يعزز المفاهيم المعرفية بين الأجيال التي تتبنى هذه المفاهيم .

وما لهذه الوظيفة من أهمية كبيرة سواء لدى الفرد ام لدى المجتمع والأمة "

يقول في قصيدته عن نبي الأمة " محمد " صل الله عليه وسلم . والتي عنوانها بأسم " محمد " 

شعارنا الغي في صحراء قاحلة 

نرعى السراب وكنا أمة مزقا 

فتجد الصورة الشعرية المكتملة من خلال ثراء عقله ونماء عواطفه .فظل مخلصا لعالمه الشعري. متدفقا به كنهر تنهل منه الأجيال وتحدد من خلاله علاقتها بالهوية الدينية والثقافية .

تلألأ المجد في عينيك وانطلقا 

ومن بهائك فجر الأمة انبثقا 

 فهو يجدد لغته ويحفظها وينشرها وكذلك يشذبها محاولا بذلك الضخ بعالمه الادبي التنويري الذي اشتغل عليه في معظم قصائده الشعرية التي طبعت في عدة دواوين شعرية والتي من خلالها تعرفت عليه. 

وهو يضخ فيها هذه الروح الجديدة التي تساعده على تعلمها من خلال كتب التاريخ التي غاص بها واجتهد لإيجاد منافذ منها ، وحتى يعرف القارئ ان الشاعر " سعد " ليس شاعرا من شعراء المناسبات بل هو امتداد لعالم شعري وفكري أراد منه إيصال صوته إلى الاخرين .

وللفرس سهم  وللروماني أسهمهم 

من ال يعرب والجلى لمن سبقا

حتى أتيت فكنت الكل في 

رجل 

وقمت فينا حسام الحق 

مكتشفا 

تحلحل القيد عن اكتاف أمتنا 

بل كسرته ومدت للعل عنقا 


والشعر عنصر ثقافي وحضاري هام يقترب بالوعي من القيم المثلى التي ترتقي بالانسان. فاخذ على عاتقه إيصال الرسالة الانسانية التي أراد الله سبحانه وتعالى أن ينهي بها ومن خلال نبيه الاعظم " محمد " صل الله عليه واله وسلم رسالته لهذا العالم المترامي الأطراف .

ما بال شعري كأن قد صابه شلل

لما شعوري بوهج الفكرة احترقا

وحتى لا يفوتنا ان نقول ان ادباء أوروبا تأثروا بمضامين وأشكال الشعر الديني من قصائد وموشحات وأزجال .حتى تغلغل الشاعر " سعد " ومن خلال منجزه الشعري الذي اكد فيه التكفل والاسهام في بناء قصيدة ثرية ومدهشة تنصرف إلى الكثير من التجليات في المفاهيم التي انطلق منها رسول الانسانية نبينا " محمد " ص " ولهذا تبقى روحه معلقة بكتاب الله ورسوله ومن خلالهما أراد إيصال صوته الشعري الصادح بمفهوم الانسانية .

واستخرج الذر من أعماقه ادبا .

بقى ان نذكر أن شاعرنا سعد  له عدة دواوين من الشعر . نذكر منها " أصداء من خلف الشريط " و " خوابي الجنين ".

قاسم ماضي - ديترويت



شمس لن تغيب بقلم: الكاتبة الروائية هدى حجاجي أحمد

 شمس لن تغيب

بقلم: الكاتبة الروائية هدى حجاجي أحمد


كانت تعرف أن الأيام لا تُصافح أحدًا مرتين، وأن الدروب التي غادرتها لا تعود لتستعطف خطواتها القديمة.

لكنها – رغم كل شيء – ما زالت تفتح النافذة كل صباح، وتضع فنجان قهوتها في نفس المكان، كأنها تعقد مع الضوء معاهدةً سرّية على البقاء.


ذات صباح، أبطأت الشمس في الصعود. شعرت بها تتلكأ خلف الغيوم، كأنها تخشى مواجهة المدينة التي باتت بلا ملامح.

قالت في سرّها: حتى النور صار يخاف...

ثم ابتسمت رغم وجعها، ومدّت يدها نحو الأفق كمن تربّت على كتف غائب.


تذكّرت من قال لها يومًا:


> "حتى لو رحلتِ عن كل شيء، سيبقى فيكِ ضوء لا يزول، لأن بعض الأرواح خُلقت لتكون شمسًا، لا تغيب بل تختبئ قليلاً لتتعافى."


ومنذ تلك اللحظة، أدركت أن الشمس لم تكن هناك في السماء فقط،

بل كانت تنبض داخلها…

في كلماتها، في صبرها، في كل مرّة تنهض من بين الرماد لتبتسم من جديد.


أغلقت النافذة هذه المرة دون خوف،

وقالت بصوتٍ واثقٍ يشبه وعدًا:

"طالما فيّ نبض، ستشرق شمسٌ… لن تغيب."



الاحتفاء بالأديبة فائزة بنمسعود بفضاء الثّقافي رحاب صوفونيبا بقرطاج 4أكتوبر 2025

 الزمان... 4أكتوبر 2025

المكان ...الفضاء الثّقافي رحاب صوفونيبا بقرطاج

المناسبة ... احتفاليّة الاحتفاء بالأديبة فائزه

 بنمسعود 

افتتحت اللّقاء رئسة نادي في رحاب قرطاج للثّقافة الأديبة جميلة بلطي عطوي  بكلمة رحّبت فيها بأعضاء النّادي وضيوفه الذين  أقبلوا من مختلف مناطق الجمهوريّة وعرّجت على مبادئ

 النّادي في العمل الثّقافي ثمّ رحّبت ترحيبا خاصّا بالمحتفى بها الأديبة فائزه بنمسعود 

بعدها أحالت الكلمة إلى الشّاعرة النّاقدة الدكتورة حياة بربوش التّي تكفّلت رفقة الشاعرة الدكتورة كوثر غانم بإعداد مداخلة مميّزة حول جديد الضيفة الكريمة 

...مجموعتها الشعريّة ريح لا تحفظ اتّجاهها

تميّزت المداخلة صوتا وصورة وإلقاء وإخراجا

بما شدّ انتباه الحضور وثمّن المكانة الرّفيعة التي تحتلّها الضّيفة 

تلا ذلك مداخلة موسيقيّة لعازفة القانون الأستاذة أمل التريكي  التي نالت بعزفها وصوتها إعجاب الحاضرين 

مراوحة عدنا بعدها إلى النّقاش الذي كان ثريّا وهادفا  ومررنا بعده إلى فقرة التّكريم ثمّ  مداخلة موسيقيّة ثانية 

وقد كان مسك الختام كما العادة فقرة القراءات التي صدحت أثناءها الأصوات بما جادت به القرائح ودوّن مداد القلوب 

شكرا ملء الحرف  لبلديّة قرطاج وللأسرة فضاء رحاب صوفونيبا على الدّعم المتواصل 

شكرا ولا يفي لكلّ من تكبّد مشقّة التّنقّل أو السّفر للحضور وتأثيث

 هذا اللّقاء 

شكرا لصديقتي الشّاعرة النّاقدة الدكتورة حياة

 بربوش و لصديقتي الشاعرة الدكتورة كوثر غانم على المجهود

والدّعم المادّي والمعنوي للنّادي ضمن هذه الأصبوحة

شكرا جزيلا لكلّ من الإعلامي العيد بن محمّد والشّاعر عمر الشّهباني على التّوثيق

شكرا لكلّ من أسهم في الدّعم بما استطاع 

وشكرامجددا للأستاذة  الفنّانة أمل التريكي على التّنشيط الموسيقي 

شكرا لكلّ من حضر فأنار الصّباح بطلّته وعزف حروفه


الشّاعرة الدكتورة كوثر غانم

الشّاعرة النّاقدة الدكتورة حياة بربوش

الشّاعر نورالدين السويّح

النّاقد مراد ساسي

الشّاعرة لطيفة الشّامخي

الشّاعر عمر الشهباني

الشاعر عبد الواحد عمري

الأديبة فاطمة البوبكري

الأديبة المترجمة نجاة ورغي

السيّدة ثريّا التريكي

الفنانة عازفة القانون أمل التريكي

الأديب محمد الجدي

الأستاذة جليلة القرني

الشاعرة نبيهة النفّاتي

الشاعر صفوان بن مراد

الشاعرة منية جلال

الأديب الناقد حمدالحاجي

الشاعر معمر الماجري

الشاعر عمر الحمادي

الشاعرة نعيمة نوار

الشاعرة سعيدة الفرشيشي

الشاعر مصطفى بن عبد الله

الشاعرة نور محمد

الشاعرة ثريّا خلّوط

الإعلامي العيد بن محمد

الشاعر محمد علي الحداد

الشاعر محمد علولو

الشاعر صلاح الخليفي

الشاعرة أمل آزر

الشاعرة فاتن فورتي

الشاعرة مريم الحرباوي

الشاعر المختار الزاراتي

الشاعرة فاطمة همامي

الأديبة جميلة بلطي عطوي

وإلى لقاءات جديدة

بكم ومعكم نرتقي



















بمناسبة عيد المعلم العالمي ... (5 أكتوبر). بقلم الأديب حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)

 بمناسبة عيد المعلم العالمي ... (5 أكتوبر).

إِنِّـي الـمُـعَـلِّـمُ والـيَــرَاعُ سِــلَاحِي

أَغْـدُو إِلَى الـمَيْـدَانِ كُـلَّ صَبَـاحِ

الـجَـهْـلُ، أَقْـصِـمُ ظَـهْـرَهُ وأُزِيـلُـهُ

والـعِـلْـمُ، أَنْـشُـرُهُ عَـلَى الأَلْـوَاحِ

دَاءُ الـتَّـأَخُّـرِ لِــي بِشَـأْنِــهِ رُقْــيَـةٌ

والـبُـورُ، أَزْرَعُـهُ شَذًا وأَقَـاحِي

فِـي كُـلِّ شِبْـرٍ لِـي نَــبَـاتٌ يَـانِــعٌ

يَـا طِـيـبَــةَ الأَزْهَـارِ والـتُّـــفـَّـــاحِ

فِي كُـلِّ مَيْـدَانٍ تَـرَى لِيَ نَـفْحَةً

اُنْـظُـرْ وتَــابِـعْ ذَا دَلــِيـلُ نَـجَــاحِي

فِي الحَقْلِ، فِي المُدُنِ العَظِيمَةِ، فِي القُرَى

فِي البِـيدِ، فِي الغَابَاتِ، عِنْدَ الـوَاحِ

أَنَا لَا أُبَـالِـي بِالـمَـتَـاعِبِ فِـي الـعُـلَا

إِنَّ الـمَـتَـاعِـبَ فِـي الـعُـلَا أَفْـراحِي

أُهْدِي شَـبَـابِي فِي البَـوَادِي ثَمْـرَةً

لِــلْأَرْضِ، لِــلْأَبْــنَـاءِ، لِــلْـــفَــلَّاحِ.

أَنَا شَـمْعَةٌ تُعْطِي الضِّيَـاءَ وتَنْتَهِي

لَـكِـنَّ أَبْـــنَــــائِي بِــدُونِ سِـلَاحِ...

ذَابَ الـمُشِعُّ عَلَيْـهِمُ، مَنْ يَا تُرَى

يُـعْـنَى بِـهِـمْ فِي سَـاعَـةِ الأتْـرَاحِ؟

هَذِي الشُّمُوعُ تَذُوبُ، هَلْ مِنْ نَظْرَةٍ

لِلـشَّـمْــعَـةِ الـمُـنْـــهَــاةِ فِـي الأَفْـرَاحِ؟

حمدان حمّودة الوصيّف (تونس)

"خواطر" ديوان الجدّ والهزل



السبت، 4 أكتوبر 2025

"ميشو" و "هديل" المشهد الثاني بقلم الكاتبة لطيفة_سالم_بوسته

 "ميشو" و "هديل" 


المشهد الثاني :


"ميشو "


 في ليلة من ليالي الشّتاء القارس والشّديدة الظّلمة كان القطّ "ميشو" كعادته يتّخذ أحد الزّوايا في الحديقة مأوى له حين تسكن كلّ حركة في المكان ربّما كان ذلك منذ أن ولدته أمّه مصادفة بحديقة منزلي. لكنّ تلك اللّيلة كانت موحشة جدّا حيث كانت الرّياح الهوجاء تعصف بشدّة والأتربة تتطاير في كلّ اتجاه وكان نور الشّارع منطفأ على غير عادته فأغرق الحديقة والشّوارع المحيطة وكامل المنطقة في ظلمة حالكة واستمرت العاصفة على تلك الحال إلى حدود ساعة متأخّرة من اللّيل. وجال بخاطري عديد الأسئلة: كيف حال القطّ "ميشو" يا ترى؟ 

 ربّما هو منكمش على نفسه في تلك الزّاوية يرتعد من شدّة البرد والجوع؟ 

ربّما انتابه الخوف خصوصا وقد هاجمه في بداية المساء أحد قطط الحيّ الشّرسة فأدماه وافتكّ منه الطّعام الذّي خصّصته له وتركه يموء مواء حزينا؟

 ذلك القطّ المسكين ذو العين الواحدة إذ أنّه خسر عينه الأخرى إثر مرض غير معلوم ألمّ به منذ نعومة أظفاره ولم تنفع محاولاتي بمداواته وإنقاذه. فقد عطفت عليه في السّابق وخصصت له مكانا داخل المنزل حتى اشتدّ عوده وحميته من أحد الكلاب السّائبة الذّي أراد الانقضاض عليه ذات يوم ولم يجد من ملجأ سوى أسوار حديقتي للتّواري والاختباء وراءها. 

في صباح اليوم الموالي كانت العاصفة قد هدأت قليلا حين هممت بمغادرة المنزل ذاهبة للعمل.

اذ استرع انتباهي مشهد غريب على أحد أرصفة الحديقة وتبادر إلى سمعي نواح طير الحمام من أعلى شجرة النّخيل بالمكان حيث تعوّد أن يبني أعشاشه في أعلاها. تلك الشّجرة المباركة الواقفة بثبات والصّامدة منذ دهر تعلّمنا الحكمة والشّموخ في وجه الزّمن والعواصف والمحن كلّما رفعنا أعيننا ونظرنا إليها وهي تناطح السّحاب فتحيّ لنا في زهوّ بجريدها المقوس نحو الأرض في انحناءة وقار وإباء واعتراف بالجميل للأرض التي مكنّتها من التّشبث بالحياة والصّمود.

 وحين خطوت بعض الخطوات واقتربت أكثر استجلي الأمر الغريب الذي استرعى انتباهي منذ أن أغلقت باب المنزل ونزلت إلى الحديقة  فتبيّن لي وجود جناح حمامة مبتور مازالت آثار الدّماء بادية عليه ثم لمحت جناحا ثانيا مقطوع هو الأخر وملقى بالقرب من مرقد القطّ "ميشو" ولا أثر لباقي الحمامة سوى هاذين الجناحين المبتورين والمتناثرين هنا وهناك في أرجاء الحديقة.

إعتصرني قلبي من شدّة الألم لهول الفاجعة ولفّ المكان حزن عميق في حين باغتتني عديد الأسئلة :

ماذا فعلت يا "ميشو" أيها القطّ الأليف؟

أيّ رسالة تريد أن تسوقها لي منذ الصّباح ؟ 

هل أجهزت هذه المرّة على الحمامة "هديل" ؟

أه يا "ميشو"  كيف لك أن تفعل هذا أيّها القّط الأليف الذي طالما احتضنتك في حديقتي واعتنيت بك في الحرّ والقرّ و وفّرت لك الأكل والشّرب وأطردت جميع القطط التي ضايقتك وأرادت بك السّوء في كلّ مرة ؟ 

لماذا تركت إحدى جناحي الحمامة  في المكان الذّي وجدتها فيه في الصّائفة الفارطة والجناح الثّاني بالقرب منك؟

هل هو نكاية فيّ وتحدّ لي لأنّني حرمتك من اصطيادها في حضرتي ففعلتها في غيابي؟ 

أم أنّ الطّبع غلاب وما بالطّبع لا يتغيّر؟ 

هل هو قانون الغاب الذّي يسود العالم وما أنت سوى حلقة مصغّرة منه؟ 

هل أنّ المصير محتوم حتى لو تدخّلنا لتأجيله بعض الوقت ؟ 

هل كلّ محاولاتنا للانقاذ باءت بالفشل؟

هل كلّ تحكّم في مجرى التّاريخ هو هباء منثور وعبث هي محاولاتنا تحييده عن مساره المعلوم؟

أمّ أنّ بعد ظلمة الشّتاء العسير حتما ستشرق شمس النّهار ويزهر الرّبيع وتغرّد الحمائم البيض من جديد؟


♡لطيفة_سالم_بوسته 

♡بنت_الجزيرة_الحالمة 

♡تونس_جربة 7جانفي 2024



ليْس اللّه بغافلٍ بقلم : عماد فاضل (س . ح)

 ليْس اللّه بغافلٍ

تَبْكِي العيُونُ علَى الدّيَارِ وَتدْمَعُ

وَعَلَى هُرَاءٍ في البسِيطَةِ يُزْرَعُ

نَبَضَاتُ شَعْبٍ تسْتَغِيثُ منَ الأذَى

وَيَدٌ إلَى ربِّ العَوَالِمِ تُرْفَعُ

يَا أيُّهَا المَدْفونُ فِي قَلْبِ الهَوَى

جَدّدْ حِسَابَكَ فَالمَصِيرُ مُرَوّعُ

أتُغَازِلُ الدّنْيَا وَتَرْكُضُ جَائرًا 

وَغَدًا إلَى اللّهِ النّفُوسُ سَتَرْجِعُ

لَا تَفْرَحَنَّ فَفِي الكِتَابِ مُسَجَّلٌ

مَا كُنْتَ يَا شَرَّ الخَلَائِقِ  تَصْنَعُ

إنَّ المُهَيْمِنَ عَنْكَ لَيْسَ بِغَافِلٍ

فَاحْذَرْ  مَكَائِدَ  مَنْ يَرَاكَ وَيَسْمَعُ

يَا أهْلَ غَزَّة لَا انْحِنَاءَ لِظَالِمٍ

وَلِغَيْرِ مَنْ بَرَأَ الوَرَى لَا نَركَعُوا

صَلُّوا علَى خَيْرِ الأنَامِ وَسَلِّمُوا

فَهْو الّذِي يَوْمَ القيَامَةِ يشْفَعُ


بقلمي : عماد فاضل (س . ح)

البلد   :   الجزائر



صومعة الدرر بقلم الكاتبة.. أوهام جياد الخزرجي

 صومعة الدرر

.. أوهام جياد الخزرجي 


تسري الروحُ  ما بينَ ليلٍ وفجرٍ في وهلةٍ ترتجي الزمنَ، قابعٌ  بدمي..والقلبُ رؤى، تشدُّني إلى الأمنيات، وحنينٌ يولدُ بلحظة، صراخٌ ما بينَ جدارٍ يفزُّ بي، وهذا النورُ من حولي يسري بي في ليلٍ يقبِّلُ وجهَ الشمسِ، والنداءٌ يستصرخني ضياءً، وموجةُ بحرٍ تذهلني، وما بينَ صمتٍ وحزنٍ، تسمِّرني صلاةُ فجرٍ، وبابُ العشقِ يلمُّ حزني، ومرايا روحي تراني روحاً بحمائمها فتدورُ  أطيافاً وملاكا. 

22/9/2016



ساعات من الوجع بقلم الكاتبة ريم العبدلي -ليبيا

 ساعات من الوجع 


ريم العبدلي -ليبيا 


تحاول ندى باستمرار أن ترتب كلماتها ووضع حروفها ونقاطها في مكانها، مهماحاولت محاصرة تفكيرها والضغط على جروحها ، والبكاء بصمت ، إلا أنها تجد تغيرات كثيرة تملأ حياتها ، لا يمكن أن تتغاضى عنها، أشغلت نفسها مرارا وتكرارا بكلمات مختلفة ، وحروف تشبه حروفها ، حتى لا تشعر بأنها هي تلك السطور التى كتبت بحبرها الأسود  ، وضعت ندى يديها على وجنتيها وهي تمسح تلك الدموع المحرقة بأحد أصابعها وكأنها تخفي الوجع لكن دون جدوى. 

ذات يوم في الصباح الباكر كانت تعمل ندى وفجأة شعرت بألم مختلف ، نظرت لنفسها في المرآة ، وإذا بعلامات ظهرت على جسدها وكأنها علامات إصابة بمرض ما ، لكنها استبعدت هذا التفكير ، قائلة يبدو أنى تعرضت إلى اصطدام بشيء لم أنتبه إليه ، وبعد عدة أيام اختفت تلك العلامات وبأقل من شهر ، شعرت ندى بألم أكثر من الألم السابق  ، لتجد تلك العلامات أكثر و أعمق ، حينها انشغل تفكيرها بأن الآلام التي تظهر بين الحين والآخر ليست مجرد علامات بل هي الأيام والشهور والسنين التى مرت عليها وهي تعد ساعات الوجع حتى لا تكون ضمن أوجاع الزمن المر دون أن يتذكرها أحد.



......أيلول الخير ... بقلم الاستاذة امنة بورديم الجزائر

 ......أيلول الخير ...

وعاد أيلول الخير....

 من  رحم صيف حار...

عاد وترك خلفه.....

 شواطئ الأنهار والبحار...

وحرارة الصيف....

وحرقة الشمس والنهار..

والهرج والمرج...

وضغط  النفس ....

عاد أخيرا .....

ليصفي القلوب.....

  ويحيي تعب  النفوس...

عاد  بإبتسامته الخجلة....

ببرودته المنعشة....

من شدة الحر.... 

وبدأت .... 

وريقات أشجاره  الثملة...

تتساقط ورقة ورقة....

عاد فاتحا ذراعيه ....

للحب...للهدوء...

عاد... وليعود معه السكون.... 

والحياة  البسيطةالمبتسمة....

هلا يا شهر الخيرات...

هلا يا شهر البدايات...

هلا يا شهر سبتمبر...

 فيك تظهر النعم....

 لمطر...حرث وبذر .....

هلا للجو البديع

 والرومنسية والغزل...

 هلا شهرالاطمئنان....

وراحة القلب وهدوء النفس و  البال ..

هلا بالعودة للعمل...

بجد وحيوية  ....


أهلاا بفصل الخريف  والنشاط..

بقلمي الاستاذة امنة بورديم الجزائر 

.  .


L'innovation et le cheminement vers un impact sur l'avenir :Docteur Consultant/ benazouz Farah Al Idrissi

 L'innovation et le cheminement vers un impact sur l'avenir :


L’innovation est comme une étincelle qui allume des idées nouvelles et passionnantes. Aujourd’hui, plus que jamais, nous vivons dans un monde où tout évolue rapidement, grâce à la technologie et à la créativité. Pense à toutes ces inventions qui ont changé nos vies, comme les smartphones ou les applications qui simplifient notre quotidien. Cette dynamique d'innovation ne se limite pas à la technologie; elle touche aussi les entreprises, l'éducation, et même notre manière de penser. À chaque fois qu'une nouvelle solution émerge pour résoudre un problème, cela nous rapproche d'un avenir plus brillant et plus dynamique.


En parlant du futur, l'impact de l'innovation est immense. Chaque petite idée, qu'elle semble insignifiante au départ, peut se transformer en quelque chose de grand. Les start-ups, par exemple, sont souvent à l'origine des changements majeurs. Elles remettent en question les normes établies et cherchent à faire mieux. Imagine la manière dont le travail à distance est devenu courant à cause de la pandémie. Cela montre bien comment une crise peut stimuler l'innovation et ouvrir la voie à de nouvelles façons de vivre et de travailler. C'est excitant de penser à toutes les possibilités qui s'offrent à nous!


En fin de compte, la clé de cette aventure d'innovation est la collaboration. Travailler ensemble, partager des idées, et apprendre les uns des autres nous aide à avancer plus vite. Que ce soit dans une grande entreprise ou un petit groupe, chaque voix compte. Les jeunes, en particulier, ont un rôle crucial à jouer. Ils apportent des perspectives fraîches et audacieuses qui peuvent déclencher des changements importants. L'avenir dépend de notre capacité à nous adapter et à innover ensemble. En un mot, l’innovation ne se limite pas à une simple tendance; c'est un voyage qui façonne notre société de manière profonde et durable.


Docteur Consultant/ benazouz Farah Al Idrissi 

octobre 2025



تَـوَضَّـأَ خـمـرًا!! بقلم المهندس السيد سالم سلامة

 تَـوَضَّـأَ خـمـرًا!!

امتطىٰ صهوةَ الكذبِ

تـوضأ خـمـرًا وزيفًـا 

واعتلىٰ منبرَ الفضيلة

وراحَ يـصـدحُ 

بهتانًـا وحـيـفًـا

فاهتزتْ رؤوسٌ

وهتفتْ حـناجـرُ

الضآلـين آمـينـا

وتوارتْ خـلـفَ غـلالـةِ 

الحـيـاءِ قـلـوبٌ

تُـضـمـدُ جـرحًـا نازفًـا

آهـاتٍ دفـيـنـة

فـلا الزيفُ آبَ عـنْ غـيِّـه

ولا بـرئـتْ قـلوبٌ حـزينـة

وصالتْ خفافـيـشٌ وجالـتْ

فوقَ أغصانِ زيتونةٍ وتينة

فجفتْ مشاعرُالمُحبين كمدًا

وذبـلـتْ قـصائـدُ العاشـقـينا

            المهندس

    السيد سالم سلامة

         مصر

     ٤|١٠|٢٠٢٥



أسـطولُ غزةَ بقلم الــشـاعـرة نــسـريـن بـــدر مــصـر

 أسـطولُ غزةَ

**********الــــــــكــــــــامـــــــل

أُسْــطُـولُ غَـــزَّةَ يَــرْفَـعُ الأَعْــلامـا

بِـصُـمُـودِهِ لـــنْ يُـعْـلِنَ اسْـتِـسْلاما


أُسْـطُـولُ خـيـرٍ قَــدْ أَتَـى مُـتَحَدِّياً

يَـمْـضِي ويَـكْـسَرُ صَـوْتُـهُ الإرْغـاما


مِــنْ كُــلِّ أَرْضٍ كَــمْ أتــاهُ نَـصِيرُهُ

جــــاءُوا إلــيــكِ أعـــزَّةً و كِــرامـا


تـمـشي عـلـى أمْــوَاجِ بَـحْرٍ هَـائِجٍ

لـتُـعـيـدَ لـلـمَـظُـلومِ فــيـهِ مَـقـامـا


فِــي غَــزَّةَ الـتَّجْـوِيعُ يُـنْذِرُ بِـالفَـنَـا

أسْـطُـولُهَا كَــمْ يَـرْتَـجِي الإطْـعـاما


فَـغُـزاةُ أرْضِــكِ أحْـكَـمُوا إغْـلاقَـها

لـكِـنْ رَجــاءُكِ لــنْ يَـكُـونَ خِـتـامـا


يُـمـنـى صِـغـارُكِ تَـسْـتَغيثُ بِـلـهْـفةٍ

تـلْـكَ الـصِـغارُ لَـكَمْ رَجَـتْ أحْـلامـا


والأمُ تَـــرْقُـــبُ طِــفْـلَـهـا بِــتــألُّــمٍ

تَـهْـفُـو بِـصَـمـتٍ أنْ يَــزُولَ ظَـلامـا


تـلْـكَ الـبَـحارُ فَـكَـمْ تُـنـادي داعِـمـاً

أَنْ يَـهْـزِمَ الـقَـيْدُ الـغَـلِيظُ حُـطـامـاً


هَـذي الـدِيارُ كَـما الـصباحِ ونـاسُـها

قَــوْمٌ أبَــوا أنْ يَـرْتَـضـوا الأسْـقَـاما


أمْــوَاجُ بَـحْـرِكَ قَـدْ غَــدَتْ قِـيثارةً

عَــزَفَـتْ جَــهـاراً تُــرْسِـلُ الإِلْـهـامـا


والـشَّمْسُ تَـرْفَعُ فَـوْقَ سَاحِلِ غَـزَّةٍ

ذَهَـــبــاً فــيَــمْـلأُ لَــيْـلَــهـا أنْــغَـامـا


سُـفُـنُ الـنُّـجُومِ تَـطَـوَّعَتْ وتـألَّقَـتْ

تَـسْـقِـي الــرَّجـاءَ وتَـطْــرُدُ الآثـامـا


فَتَرى أساطِيلَ الكَرامةِ في الدُّجى

تَـبْـقَى وتُـزْهِـرُ فِـي الـرُّبُـوعِ نِـظَاما


يَـــا غَـــزَّةَ الــحُـبُّ الــذِي بـقـلوبِـنا

يـعْـلُــو ويَــزْهُــو بـالـمَـدى إقْــدامـا


الــشـاعـرة نــسـريـن بـــدر مــصـر