الأحد، 5 أكتوبر 2025

شمس لن تغيب بقلم: الكاتبة الروائية هدى حجاجي أحمد

 شمس لن تغيب

بقلم: الكاتبة الروائية هدى حجاجي أحمد


كانت تعرف أن الأيام لا تُصافح أحدًا مرتين، وأن الدروب التي غادرتها لا تعود لتستعطف خطواتها القديمة.

لكنها – رغم كل شيء – ما زالت تفتح النافذة كل صباح، وتضع فنجان قهوتها في نفس المكان، كأنها تعقد مع الضوء معاهدةً سرّية على البقاء.


ذات صباح، أبطأت الشمس في الصعود. شعرت بها تتلكأ خلف الغيوم، كأنها تخشى مواجهة المدينة التي باتت بلا ملامح.

قالت في سرّها: حتى النور صار يخاف...

ثم ابتسمت رغم وجعها، ومدّت يدها نحو الأفق كمن تربّت على كتف غائب.


تذكّرت من قال لها يومًا:


> "حتى لو رحلتِ عن كل شيء، سيبقى فيكِ ضوء لا يزول، لأن بعض الأرواح خُلقت لتكون شمسًا، لا تغيب بل تختبئ قليلاً لتتعافى."


ومنذ تلك اللحظة، أدركت أن الشمس لم تكن هناك في السماء فقط،

بل كانت تنبض داخلها…

في كلماتها، في صبرها، في كل مرّة تنهض من بين الرماد لتبتسم من جديد.


أغلقت النافذة هذه المرة دون خوف،

وقالت بصوتٍ واثقٍ يشبه وعدًا:

"طالما فيّ نبض، ستشرق شمسٌ… لن تغيب."



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق