الأحد، 5 أكتوبر 2025

القصيدة لدى الشاعر " ياسر سعد " تنتفض للمبادئ الانسانية وترسم العناوين الصحيحة في عالمه الشعري المقترن بالوعي بقلم الكاتب قاسم ماضي - ديترويت

 القصيدة لدى الشاعر " ياسر سعد " تنتفض للمبادئ الانسانية وترسم العناوين الصحيحة   

في عالمه الشعري المقترن بالوعي .


دأب الشاعر اللبناني المعروف بين الاوساط الثقافية والادبية " ياسر سعد " على الأشتغال على نفسه من خلال تجذره واهتمامه بفلسفة  الأدب .

وقد ترك روح قصيدته التي انطلق منها منذ صباه ، لتحيا بين دفتي عطاءات حياة عاشها مع الشعر ، هكذا قالوا عنه من الذين سبقونا بالكتابة عنه ورسموا معالم قصيدته وأغلبهم من الدارسين والنقاد .فظل يطيل النظر بقصائد الكثير من الشعراء حتى يعي مراحل القصيدة المحمدية كما يطلق عليها  

يامن جعلت من الظلماء مبصرة

شعارها الدين في الأرجاء مؤتلفا 

 ولانه عاش في مدينة ملتزمة دينيا ، وفي بيته تعلم الكثير من علوم القرآن وأحاديث نبينا العظيم  " ص "فشق طريقه على خطى الرسالة المحمدية 

حيث ظهر الأدب الديني عند العرب منذ بداية رسول الإسلام،  وكان اول من مدح رسول الإسلام والمسلمين الشعراء الذين انتدبهم " محمد " للدفاع عن الدعوة الإسلامية 

لولاك انت رسول الله ما برحت 

غياهب الذل تحمي فوقنا غسقا 

 منطلقا من الأدب العربي الذي خاض فيه وتمعن في كل جزئياته حتى رسم معالمه .

 ودوره في كل مظاهر الحياة التي تسهم بتأسيس دورة الحياة الثقافية والمعرفية 

 وتعطي اشارات مهمة من اجل ايقاظ الحس الإنساني .

في عيدك اليوم والدنيا على فرح 

وذكرك العطر في ارجائها عبقا 

 وتعظيم العاطفة التي تجعل الشاعر يستفيد من العلوم وحقائق هذه العلوم كي يتبنى هذا الفكر في روحه وعقله ، وحتى يقوي خياله من خلال عدة عوامل يتبناها .

 ومنها سبك صورته الفنية والجمالية التي هي محرك قصيدته.

 ومن  المعروف للمتابع أو المتخصص " أن الأدب شعرا ونثرا بوصفه فنا لغويا يعزز ملكات التعبير لدى أي قارئ أو سامع  وهو يعزز المفاهيم المعرفية بين الأجيال التي تتبنى هذه المفاهيم .

وما لهذه الوظيفة من أهمية كبيرة سواء لدى الفرد ام لدى المجتمع والأمة "

يقول في قصيدته عن نبي الأمة " محمد " صل الله عليه وسلم . والتي عنوانها بأسم " محمد " 

شعارنا الغي في صحراء قاحلة 

نرعى السراب وكنا أمة مزقا 

فتجد الصورة الشعرية المكتملة من خلال ثراء عقله ونماء عواطفه .فظل مخلصا لعالمه الشعري. متدفقا به كنهر تنهل منه الأجيال وتحدد من خلاله علاقتها بالهوية الدينية والثقافية .

تلألأ المجد في عينيك وانطلقا 

ومن بهائك فجر الأمة انبثقا 

 فهو يجدد لغته ويحفظها وينشرها وكذلك يشذبها محاولا بذلك الضخ بعالمه الادبي التنويري الذي اشتغل عليه في معظم قصائده الشعرية التي طبعت في عدة دواوين شعرية والتي من خلالها تعرفت عليه. 

وهو يضخ فيها هذه الروح الجديدة التي تساعده على تعلمها من خلال كتب التاريخ التي غاص بها واجتهد لإيجاد منافذ منها ، وحتى يعرف القارئ ان الشاعر " سعد " ليس شاعرا من شعراء المناسبات بل هو امتداد لعالم شعري وفكري أراد منه إيصال صوته إلى الاخرين .

وللفرس سهم  وللروماني أسهمهم 

من ال يعرب والجلى لمن سبقا

حتى أتيت فكنت الكل في 

رجل 

وقمت فينا حسام الحق 

مكتشفا 

تحلحل القيد عن اكتاف أمتنا 

بل كسرته ومدت للعل عنقا 


والشعر عنصر ثقافي وحضاري هام يقترب بالوعي من القيم المثلى التي ترتقي بالانسان. فاخذ على عاتقه إيصال الرسالة الانسانية التي أراد الله سبحانه وتعالى أن ينهي بها ومن خلال نبيه الاعظم " محمد " صل الله عليه واله وسلم رسالته لهذا العالم المترامي الأطراف .

ما بال شعري كأن قد صابه شلل

لما شعوري بوهج الفكرة احترقا

وحتى لا يفوتنا ان نقول ان ادباء أوروبا تأثروا بمضامين وأشكال الشعر الديني من قصائد وموشحات وأزجال .حتى تغلغل الشاعر " سعد " ومن خلال منجزه الشعري الذي اكد فيه التكفل والاسهام في بناء قصيدة ثرية ومدهشة تنصرف إلى الكثير من التجليات في المفاهيم التي انطلق منها رسول الانسانية نبينا " محمد " ص " ولهذا تبقى روحه معلقة بكتاب الله ورسوله ومن خلالهما أراد إيصال صوته الشعري الصادح بمفهوم الانسانية .

واستخرج الذر من أعماقه ادبا .

بقى ان نذكر أن شاعرنا سعد  له عدة دواوين من الشعر . نذكر منها " أصداء من خلف الشريط " و " خوابي الجنين ".

قاسم ماضي - ديترويت



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق