السبت، 26 نوفمبر 2022

قراءة لنصّ الشاعرة روضة بوسليمي ** إنّ البوح مواقيت ** بقلم النّاقد عزيز قويدر

 -إنّ البوح مواقيت

ماذا لو
رحلنا إلى زقاق الشّجن؟!
هب انّك تهت!!
وانّك ناديتني :
- أغيثيني ساحرتي ...
هب أنّك رأيتني ألوّح إليك
بمصابيح اللّهفة
ومناديل الدّهشة
وانا أنشد في سرّي:
- إنّ البوح مواقيت .
ولأنّي آمنت
بجدوى التّغني بالياسمين
يفيض كفّي بالشّذا والطّيب
كلّما ذكرت اسمك
فيندلق الشّهد على شفاهي
وأفاخر بك نفسي
الأمّارة بالحزن ...
وأذكر محاسن قلبك الوقور
عسى أن يملأ
قصيدً كتب بدمي
فجاج صدري
إنّي لأرى الوجد
يهذب القلب في عتمة الليل
فلا يحتار
ويجعل أحلامه
سربا من الحمام
وتنجو القوافي المنهكة
من وعث الشّكوى
وعبثي ...
إنّي لأحسب الوجد
من علامات النّبوة
فأكلّم الشّمس بلا حجاب
وألقي على روحك السّلام
كلّما لاح لي في أقاصيك الجمال
فأنا تلك السيّدة الحزينة
ودون أن اقترف الكثير من الخطايا
استوطنت الاقاصي الاخرى
وقبل أن يقوم المسيح
ضربت الأعاصير أرجاءك
فغرقت أرضي هنا
وقد صدّعها العطش من قبل
فلا تبحّي يا مزاميري
ولا تكوني كناي عازف
شارد يلاحق قطيع الاماني
ففي البدء كان الرجاء
وعند الفناء سيكون ..
•••••••••••••بقلمي : روضة بوسليمي
قراءة لنصّي ** إنّ البوح مواقيت **
بقلم معلّمي والنّاقد المقتدر # عزيز قويدر
فشكرا لك والف الف استاذي الكريم
* * *
نغم الوجع ..
الكون الشّعري عند الشّاعرة (( روضة بوسليمي)) كون وجدانيّ صرف ، يصدر عن ملَكة سويّة ملكت زمام الكلم وذائقة مرهفة غاصت عميقا في عوالم الإحساس .. الجملة ، عندها ، أنيقة مركزة في غير اختزال .. تامّة في غير إسهاب .. المعاجم ، وإن تنوّعت ، متضافرة بدقّة كأن لا اختلاف بينها ولا تنافر .. الصور مزيج من تنويع المجاز والاستناد إلى الموروث إنسانيِّه وإسلاميِّهِ .. البناء اقرب إلى الخاطرة حينا والمناجاة أحيانا .. تستحضر مخاطَبا لا يمكنك تحديد هويّته إلا شعريّا حتى صار في نصوصها سنّة شعريّة لا يختلف في شيء عن حضور المرأة في النسيب قديما ، إذ تفرض بنية القصائد ان يتصدّرها او يتخللها مقطع في النسيب خاصة في المدح والفخر .. حتى قال احد الشعراء مشيرا إلى هذه الظاهرة :
إذا كان مدحا فالنّسيب المقدم
أكلّ من قال شعرا متيّم ؟
ولا بد هنا ان نلاحظ اختلافا واضحا بين المثالين ، فصورة المرأة في النسيب نمطية ثابتة لم تُكسر إلا مع ابن أبي ربيعة وأمثاله أما صورة المخاطب عند البوسليمي فمتغيّرة وإن كانت بين حالين حال الوجع وحال الأمل في الانعتاق وعيش لحظة ممتعة ، معزولة عن درن واقع مأزوم .
ولنا في هذا النص ما يبرّر هذه الملاحظات السّريعة .. ملاحظات تجد صداها في كل نصوص الشاعرة .. وهي نصوص تبدو للمتعجّل ثابتة متماثلة وهي عند المتأنّي متحرّكة نامية غير مكرّرة ، مطبوعة غير مصنوعة .. لا افتعال فيها .. كثيرة الماء حلوة الطلاء موجعة في أغلبها .. والوجع يتأتّى من عمق الصلة بالذات والحنكة في ترجمة ما يمور في النفس من ألم وأمل وقنوط ورجاء . هذه الأحاسيس نلمسها في النص فكلما كان الوجع مُمِضّا كان النص أكثر صدقا وأبعد غوْرا .. وكلما تحرّرت الطفلة الكامنة في نفس الشاعرة ورد النص سلسا هادئا كضحكة خجولة .. والشاعرة بين هذا وذاك قادرة على الفصل بين ذاتَيْها : الذات الشاعرة التي لا تفقد قدرتها على الاشتغال في اللغة باللغة لتصوير رؤياها ، والذات الوجدانية التي لا تخرج من طربها ، حزنا مقيما وفرحا مشتهى ...
تحياتي للشاعرة ولكل من وقف عند نصّها بوعي مقيم ...

** أنانية ** بقلم الكاتبة عفاف الفندري

 ** أنانية **

أحسست ببعدك عني
فلا تستغرب ولا تلمني
فأنا قلقة جدا فاعذرني
تردد كلاما حلوا وتتركني
أنت قريب وبعيد عني
اريدك دوما أن تكلمني
تناجي شوقي وتحضنني
اكون قربك وتعشقني
فأنا لست أنانية لاني ...
أعشقك حبيبي فلا تلمني ...
** عفاف الفندري **
تونس
Peut être une image de 1 personne et rose

و كـأنّني بقلم الشاعرة محجوبة بن حميدة

 و كـأنّني

و كـأنّني لستُ أنـا
جسد منهـك
تفكير مشتّت
أشعر و كـأنّني
في طريق التّوهـان
في طريق الضّيـاع
ضيـاع الرّوح مع السّنين
ضــاع كلّ شيء
لا أعرف لماذا ؟
نظرت لمرآتي .. سألتهـا
لمـاذا كلّ هذا الحزن ؟
كلّ شيء تغيّر
الملامح .. تغيّرت
النّبرة .. تغيّرت
النّظرة .. تغيّرت
حتّى الحروف .. تغيّرت
أصبحت غريقـة
في بحر الدّموع
عـــاريّـة ...
مجرّدة ....
حزينة بين أروقة الضّياع
تـأبى أنْ ترافقني
جدار بيننـا .. علا
حوار بيننـا .. إنعدم
و أنــا أنتظر ..
أنتظر أن أصرخ
لا أعلم لمـاذا ...
لا أدرك شيئـا ....
فقط .. أشعر و كأنّني لست أنـا
صوت يخنقـه العتـاب
يخنقـه الحلم و العذاب
و أنـا أتـأرجح
أتـأرجح بين النّبضات
أحـاول لجم أفكـاري
و محو ذاكرتي
عسى يوما ما .. أُشفى
أنسى ملامح الحزن .. و أفرح
ربّما أستيقظ من سباتي .. و أرحل
بقلمي محجوبة بن حميدة
تونس
11_11_2022
Peut être un gros plan de 1 personne

ما أوحش السنين عدد 2 بقلم الكاتبة رفيقة بن زينب * تونس الخضراء

 ما أوحش السنين عدد 2

جلست وحدها تجول بنظراتها
تتصفح شريط ذكريات كانت تسعدها
أطلقت شهقات عالية
لعلها تسترجع بعض ديونها
لعطايا طالما أقرضتها
لوصولات حضور سجلتها
لبصمات في التضحية أرقتها
لأجل من كان هواؤهم أحضانها
ودنياهم على مدى الفصول هدهدتها
وأمطارهم قبلاتها وأدعيتها
وها هي تسمع البارحة الهمس على ايداعها
بدار المسنين حين استكمال ملفها
ظلت جاثية تبحث عن أياد حانية
تحتضنها و تطمئنها ولو قليلا
كلمات مسلية تزيل خوفا قابعا في لاوعيها
و جزعا ليس له مثيلا
مما توقعته لمصيرها طويلا
غصت بريقها وغص الدمع في مقلتيها
لشدة استيائها ورفض انكسارها
بعدما أسرجت جيادها
وادخرت بكل قواها أتعابها
لمثل هذا الخوف الذي ينتابها
وهذا اليوم الذي دون رحمة يفاجئها
بحقيقة عجز يعم أوصالها
وحاجتها المستمرة لمواصلة بقائها
بحثت طويلا عن قلمها
الذي طالما بدد وحشتها
وآنس بمداده الحنون وحدتها
لينير ظلمة وساوسها
عثرت على بقايا مسبحة مزقها
أحد أحفادها فعجلت بتنضيد خرزاتها
بيدين مرتعشتين لتبادر بتسبيحها
لعلها تنسى بأورادها غربتها
في سهراتها الشتوية التي عجلت بشتائها
وسرعان ما ضجت في خشوع بدعائها
الطويل لكل فرد من أفراد عائلتها كعادتها
لما ارتفع صوت أذان الفجر في سماء قريتها
وبالله مستعانها وعليه اتكالها
آمين يامجيب يا قدير على نجدتها
رفيقة بن زينب * تونس الخضراء

في أمان الله بقلم الشاعر عبدالله سالم زعوري

 عنوان القصيده

في أمان الله
في أمان الله أمنتكم قلبي
أما الفؤادُ وهبناكم فلاتذرُ
نار بردِ الفراقِ تصهرهُ
يكوي فؤادي الشوق والسهرُ
قد أضرمت نار فراقكم جمراً
منها تأذا السمع. والبصرُ
كم ألظلم الكون يوم رحيلكم
كأن الشمس قدكورت والكواكب إنكدرُ
وهيج الحزن عيني فماحبست
مذ ودعتهم دمعاً صبّٓ كالمطرُ
لاتجعلوني بعد القرب أفقدكم
ولاتجعلوني أعيش العمر منكسرُ
فإن تتركوني أناليسو بتارككم
وإن تهجروني فلي في هجركم نظرُ
كم حذرت نفسي أن لاتغربهم
فحال بينها وبين ماتشتهي القدرُ
لكم أضنى الشوق فؤاد محبكم
فصبر على هجركم حيناً من الدهرُ
وكم كتم القلب زفرات شوقه ومضى
يعاتب الدهر هل بعد الهجرِ منتظرُ
عسى الأيام بعد الحزن تسعدنا
ويمسح الدهر سواءً جره قدرُ
ويجمع الله بعد الشط الفتنا
والهجر يأتي لقلبينا ويعتذرُ
ويغمر السعد داراً كدها حزنٌ
والفرح يتردد على قلبين من صبرُ
بقلمي عبدالله سالم زعوري
Peut être une image de texte

.. ضحكه صفرا . بقلم الشاعر حسن الشوان

 ......... ضحكه صفرا ........

يا دنيا انا مش حمل كفك
عشان ترمينى من ع كتفك
وتقسى عليا كمان وكمان
والأرض خدتنى بالأحضان
لما قاسيتى عليا بعنفك
ومفاجئتك كانت بركان
ومتخيل إنى فى أمان
اتارينى فى حياتك عريان
وتختارينى انا من رفك
لا بإنذار ولا حتى بإعلان
و تحرميني أدووق عطفك
وتقفلى قدامى كل البيبان
وتخلى زرع إيدى عطشان
وتسلطى عليا كل معارفك
ويبقى السؤال على اللسان
ما جبتش اسمك لأى إنسان
ولا كتبت سيرتك بأى عنوان
ولا مره غيرت فى وصفك
و تضحكى ليا ضحكه صفرا
والقا أنيابك ليا فى كل نظرة
وعمرى ماكدبت عليكى مره
ولا فى أى جمله كتبت حرفك
إتحملت منك الكتير ومتحمل
وطول عمرى عايش فى صفك
وعايش بطبيعتى وما بتجمل
ومش ح بدأ تانى ولا أتحول
خلاص إتعلمت وعرفت صنفك
.........................................
......... حسن الشوان ........
Peut être une image de 1 personne

ذكريات الطفوله بقلم الكاتبة ليالي أحمد الأسعد

 ذكريات الطفوله

يا لها من ذكريات منها الجميله ومنها المرعبه ؛ عندما كنت صغيره تعلمت الصلاة والصوم وأناشيد الأطفال ؛ تعلمت احترام الكبار ؛ تعلمت حب الوالدين ؛ تعلمت كيف نتعامل مع الأصدقاء والجيران وكيف نحافظ على الأمانه ؛ تعلمت أن السارق سيعاقب وأن الله يرانا ولو كنا في سابع أرض ؛ كنت أتعامل مع الجميع بكل إحترام ؛ كانت أمي تحكي لنا حواديت حلوه وحكايات مخيفة فيها حكمه وعبره ؛ وكبرت وشاهدت ما لم أتعلمه في صغري ؛ رأيت السارق يعيش برفاهيه ورأيت ما حدا لحدا والمعظم متخلفون في أفكارهم وعدم الإحترام للكبير ؛ كان الزواج رباط مقدس أصبح مهان كرباط حذاء ؛ خُلع وطلاق وأطفال مشردون يشربون السجائر لا أم تنصحهم وتهتم بهم ولا أب يحميهم ويوجههم ؛ أصبح مجتمع فاسد المعظم يسب الدين والخالق وكل الحرام محلل عنده ؛ كبرنا وشفنا اقتحامات وشهداء أحلامنا ضاعت واختفت ؛ أتمنى أن تعود مثل تلك الأيام ويصحى الغافلون من غفلتهم ويعود الأمان ومخافة الله ؛ دمتم بألف خير يارب
ليالي أحمد الأسعد

حدث مرّة أن نزلت إلى البحر وأنا ألبس نظّارة بقلم الكاتبة منى الماجري

 حدث مرّة أن نزلت إلى البحر وأنا ألبس نظّارة

نظارة سقطت مني لما سبحت وأصبح كل الماء فوقي..
كنت أراها تنزل ،ببطء تنزل،
تنزل ببطء كما لو كانت تفكّر
ورأيت بطن البحر
رأيت صدره،
ورأيت رأسه وقلبه وعنقه،
كما أنه يحدث لأول مرّة أن أنظر
بكل ما فيّ من ثقل
كنت أنزل،
أنزل،
ويزداد الصّحو
يصفو يصفو ذاك النظر
وكانت طبقات الماء
تستعرض الأعوام في عيني
طبقات، طبقات لعمر
كأنه معجم أو كراس أمام ناقد يعرّف
كنت أنزل
وكانت النظارة تنزل قبلي
وكانت طحالب وحشائش كثيرة
وكانت سلاتّ سوداء تنتفخ تعلو، تصول، تجول،
تنخفض،
وكانت عيون السّمك رمادية
وكان الأسى يسكن أذيالها
وكانت رقصتها كما لوكانت قسرّية
لم أكن أدري أنها كانت سترقص لي على
مضض ،ولم أكن أدري أن البحر هو أيضا
يقيم حفلات استقبال وهمية
كانت النظارة تنزل
ذكرتني عندما عكست ما كانت تعكس
بحفلة استقبال على شرف بعثة لبلاد عربية
بتلك العجوز المنهكة التي كانت ترقص بالليل
على نقر الدّف ، كانت تنوس مثل قنديل قديم
مغبرّ غشاه الزيت والعرق
يستعجل انتهاء الحفل
يستعجل الانطفاء ليلوذ بالظّلام
يعدد فيه ذكريات النهار
ولتعدّ فيه العجوز نقودا كلفتها ماء خصرها
واجتاحني الأسى لما تذكّرتها وكنت أنزل
خلف نظّارة مارقة
نظّارة لا تستعجل النزول
شيئا فشيئا كانت تقترب من رمل يشبه الطين
ثم رأيتها ترتطم بوجهه وتنكفئ على وجهها
هل كان ينبغي لها أن تسقط لكي أتعرّف على
قلب البحر ووجهه وكتفيه ورأسه
هل كنت أدري أنني سأرى أكثر ،بوضوح أكبر
ونظّارتي تفلت من وجهي
تسقط أمام عيني
يجرفها ماء البحر
نحو القاع حتى، تريني ما أرى !
من كان يدري أن العين بدون البلور
تنفتح أكثر ،وهي في حضرة الملح
تستحم بملح ماء البحر
وهي الأكثر احتراقا
الأكثر صفاء
الأكثر حمرة وألما
والأكثر دمعا
تغتسل
تغتسل المرّة تلو الأخرى
تمرّ بكل مراحل الماء
بكل طبقات الملح
لكي ترى ماترى..
سمك حزين، أذياله منكسرة
وحاويات كثيرة ،سوداء منتفخة
تقيم حفلات رقص في عمق البحر
قريبا جدا من طينه الذي كان رملا مذهّبا
منى الماجري ..نوفمبر ..2022