الأحد، 7 نوفمبر 2021

فضل الفضائل /الشاعر احمد محمد فرغلى/جريدة الوجدان الثقافية


 فضل الفضائل

دع عنك لومي واحسن الاداب
واكرم لمن أساء ودع العتاب
إن الكرم مع ضيق عيشتهم
لهم فضائل والأصل غلاب
وان صاروا فالصدق معرفهم
والنفس مهما حوت تأنف الكذاب
هم بالعود والعهود أهل وفاء
للحق أتوا وللحق أرباب
الله سخرهم لحاجه من طلب
وللخير خدام والخير اسباب
مالي أرى الجود نهرا إذا صاروا
يعرفوا بالطبع ويعيشوا احباب
الارض تمدحهم فى الجمع أصحاب
ماتركوا للوارث غير خلق واداب
ماكانوا طلاب لكنوز دنياهم
وللفردوس تجدهم خير طلاب
ياريتهم عاشوا ما كان البلا
هم للدعا إذا دعوا استجابوا
إن ذكروا حضرت ملائكة رحمة
بالدعا لهم فخرا واعجاب
ياليتني انعم بآثار أقدامهم
سعيا إلى الخير والخير اصلاب
تحياتي
المحامى الشاعر
احمد محمد فرغلى

الشاعرة التونسية السامقة هادية أمنة..تضيء ذاكرة الوطن.. بقلم الناقد والكاتب الصحفي محمد المحسن

 الشاعرة التونسية السامقة هادية أمنة..تضيء ذاكرة الوطن..

قراءة نقدية في قصيدة "أيا تونس..أراك حائرة..ألا تهجعين قليلا خلف الشغاف..؟"
التجربة الشعرية للشاعرة التونسية هادية أمنة غنية وحافلة بالعطاء الإبداعي والتنوع الموضوعاتي, كتبت عن الوطن (تونس) وعن الوَجد والحب بأبعاده الإنسانية والحياة والوجدان والقصيدة..
ولكن
قبل أن يخوض المرء في الحديث عن صورة الوطن في شعر هادية أمنة يجدر به أن يحدد تعريفاً لهذه المفردة التي لم تكن ذات حضور كبير في الشعر العالمي،والشعر العربي(1) كذلك. ويبدو أن بروزها أخذ يطفو على السطح،ضمن فهم جديد،في مرحلة نشوء الدول ذات الكيان السياسي المحدد جغرافياً.
«والوطن بالمعنى العام منزل الاقامة، والوطن الأصلي هو المكان الذي ولد به الانسان، أو نشأ فيه. والوطن بالمعنى الخاص هو البيئة الروحية التي تتجه اليها عواطف الانسان القومية.ويتميز الوطن عن الأمة (Nation) والدولة (Etat)بعامل وجداني خاص،وهو الارتباط بالأرض وتقديسها، لاشتمالها على قبور الأجداد»(2).
ونقرأ في المعجم الفلسفي المختصر،تحت مفردة «الوطنية»، ما يلي :
«مبدأ يعبر عن حب المرء لوطنه وعن استعداده لخدمة مصالحه.انها انشداد المرء الطبيعي نحو مسقط رأسه،نحو اللغة الأم والتقاليد الوطنية،واهتمامه بمصير البلاد التي ترتبط حياته كلها بها».
ونقرأ أيضا :
« ولكن المشاعر الوطنية لا تأتي عن أسباب غيبية،من «صوت الدم» أو «العرق» كما يزعم المنظرون البرجوازيون.فهي تظهر تاريخاً،بتأثير ظروف حياة الناس الاقتصادية والاجتماعية، ولذا فان مضمونها يتغير تبعاً لتغير تلك الظروف"
وتحضر تيمة الوطن في قصيدة "أيا تونس..أراك حائرة..ألا تهجعين قليلا خلف الشغاف..؟" للشاعرة التونسية هادية أمنة موضوع الدراسة،بشكل قوي ومهيمن،حيث تحتفي فيه الشاعرة بوطنها تونس،تجعله في قلب الشعر والخيال والتفكير وفي قلب الأحداث,هو المحور المركزي وفي فضائه الأنا والجماعة روحا وجسدا.
تونس أنت يُؤنس فيك الزائر.
بربرية الشعر والأساور.
كحلُكِ العربيّ زاد جماله.
أراك اليوم يا تونس حائرة.
ثكلتُ أبنائي وقد تلطخت بدمائهم
حيطاني .
فيا سيّدي التاريخ
بُح لهم بكلّ أسراري .
تصدّعت جُدرانها من ضرب الرّصاص
ووطئتها أقدام همجيّة و ما كانت لتُداس.
هذه عليسة ضيفة على أرضنا.
شيّدت مجدا كان فيه عزّنا.
ويا حنبعل لا تبتئس.
أعلام قرطاج لا تنتكس.
تصدّعت جدرانها من ضرب الرّصاص.
ووطئتها أقدام همجيّة وما كانت لتُداس.
أنا إبن خلدون رائد علم الإجتماع.
أتونس الخضراء لتجّار الكلام تُباع؟
تصدّعت جدرانها من ضرب الرصاص ووطأتها أقدام همجيّة
و ما كانت لتُداس.
إلى من تحركّت في وجدانه بقرآننا الكلمات.
أُنفض غُبار التاريخ وتحقّق بكلّ ثبات
أنا عقبة بن نافع من القيروان أقولها
"تونس انت... تونس انت
كنت للإسلام منارة."
وإن صار شكّ في هذا أقولُ
"يا للخسارة "
أيا تونس من واحات الجنوب جاءك النداء.
ابو القاسم الشابي علّمك معنى الإباء
تصدّعت جدرانها من ضرب الرّصاص ووطأتها أقدام همجيّة
وما كانت لتُداس.
التونسيّة من دون النساء إستثناء
أروى قالت لعصر الحريم
"لا وألف لا "
تصدّعت جدرانها من ضرب الرّصاص ووطأتها أقدام همجية
و ما كانت لتُداس.
صغيرة أنت يا حوريّة بين الأمم .
عظيمة أنت في شحذ الهمم.
طوق الياسامين على جيدك ثورة
بحبِّ الحياة كان التونسيُّ صُراخه
ودماء العشاق دوما مباحة
تونس أنت يؤنس فيك الزائر.
بربرية الشعر والأساور.
كحلك العربيُّ زاد جماله.
أراك اليوم يا تونس حائرة
حينما قرأت هذا النص توقفت عند عتباته المهمة من حيث التشكيل في الصورة والسينوغرافيا والالوان واللغة والمشاعر من جهة،والابداع والتألق والانطلاق في عالم كتابة الشعر..
لغة الشاعرة هادية أمنة تتميز بالدلالات المتغيرة (غير ثابته) لوصف الصورة التي تتشابك في ذهنها وخيالها،وتعصف لنا صورا شعرية متحركة ..لأن الصورة الشعرية وبحجم الشاعرية التي تحملها تكون جوهراً للشعر،كما هي روح القصيدة التي تمتد من اول عتبة إلى اخر عتبة لتثبت للقارئ الصلة بين الواقع والتأثير المهم جداً،لذلك تأتي الصور قوية،كل مفردة لها خصوصية في حواس القارئ وشعوره،لأن فن الصورة مرتبط بمفهوم الفن لدى الشاعرة هادية أمنة ..
والناقد بطبيعة الحال يبحث عن الجمالي في الصورة وعن التجربة الفنية والحالة النفسية للشاعر..
وايضا يبحث الناقد في مستويات الشاعر المتميز من حيث كيفية تجددالصورة ونشأتها في فكره وخياله وعكسها للقاريء لأن الحواس وحدها غير كافية بتوصيل ما نصبو اليه،بالاضافة الى بحثه عن الانزياح اللغوي وتحديث اللغة عند الشاعر،وبين الذاتية والموضوعية نتوقف كثيرا،لأن حجم الشاعرية والانزياح اللغوي،وتشكيل الصورة الجديدة،وسعة الخيال والمخيلة وسائل نكتشف بها معايير مهمة لجمالية الصورة الشعرية عند اي شاعر،وهي بصراحة مفاتيح للناقد مهمة لتفكيك اي نص شعري، حتى نصل الى جوهر النص وجمالياته الفنية..
الشاعرة هادية أمنة لم تأتي بالصدفة أبدا انما هي ثمار تجارب عديدة حاولت ان تمزقها لكنها كانت قوية من الداخل،حيث تمتلك الذائقة الشعرية لتبوح نتتكلم وتصرخ،لها الشغف الكبير والمعرفة في حب الوطن،لذلك جعلت اهتمامها في الشعر في قلب اهتماماتها،وجعله صوتها المنحدر من أي مكان يسكنها صوب الوطن ..وليس صدى .
الصوت والكلمة والطاقة التي يمتلكها الشاعر ضمان كبير في تركيبة الصورة وانعكاسا لحياته، وبنفس الوقت انعكاس لمفهوم المكان -الوطن -لأن الزمان ماعاد يشكل شيئاً الآن..فالذاكرة تعتمد المكان أولا ًثم تخوض في الازمنة لاحقاً لتثبت من قبل الاسماء كدلالات معروفة للقاصي والداني،ومن اهتم بشأن الادب والتاريخ .
وهذا التقابل الفني بين واقع الشعر المعيش،وبين ركام التاريخ يؤسس لوعي ولاحساس الشاعر في فكره ووجدانه بحب الوطن ومتابعة معاناة الناس..
نص شعري تتدفق منه مشاعر خليطة من قوتين أساسيتين هما الفكر الانساني الذي تحمله الشاعرة ونبضات قلب حساس رهيف شفاف،يشكلان قوة نابضة في دعائم النص،وهما في نفس الوقت الجسر الذي تعبر به الشاعرة-هادية-إلى الانسان القاريء وبالتالي تضيف تفاعلاً عضوياً في المجتمع،وبالمحصلة يتحول النص الى ثمرة جميلة فيها من التكامل الروحي والانساني..وتسكن في مخيلة القارئ ويتدفأ بها وباحضانها،كعاشقة،كحبيبة ،كمعشوقة، كمعشوق،فالنص يسري على المذكر والمؤنث بنفس التوجهات،لأن الجميع يعيش داخل الأسوار..أسوار حب الوطن (تونس)
وانا هنا بصراحة لا اتساهل في مسؤولية الكتابة النقدية من حيث المحاباة في الاصدقاء،كوني ولسبب بسيط لااعرف الشاعرة-هادية أمنة-عن قرب ابدا ..إنما أعرفها عن بعد لمتابعتي اعمالها الشعرية وما تكتب بالفن والأدب وهذا من تخصصي انا..وقد استحوذ علي هذا النص لان أسجّل له ما يستحق من حق واستحقاق وكنشاط ابداعي له ولتجربتها الشعرية وفي قصائدها المتعددة وهي إبنة تونس-مهد الثورات العربية-ابنة الشعر وابنة السرد والحكايا ومكامن الوعي الجمالي في العلاقة بين السحر في اللغة،والشعر وما بينهما من انتاج للوعي المتجدد في فضاء وروح هادية أمنة..
محمد المحسن
هوامش:
1-لم تتكرر كلمة وطن كثيراً في الشعر العربي. وفي لسان العرب المحيط للعلامة ابن منظور، وهو معجم لغوي علمي قدم له الشيخ عبد الله العلايلي وأعده وصنفه يوسف خياط ونديم مرعشلي. ورد التعريف التالي لمفردة وطن :
موطن: اقليم يتسم بخصائص طبيعية تلائم احياء معينة.
بيئة: مكان له ظروف خاصة يستوطنه بعض الأحياء مثل ساحل البحر والغابة والمستنقع.
الموطن الأصغر: هو الموطن البيئي الخاص الذي يعيش فيه كائن ما.
موطن الأصل : موطن الشخص عند ميلاده.
2- انظر : جميل صليبا، المعجم الفلسفي، بيروت 1982. ج2 ص 580 .


على هامش ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات (11نوفمبر 2004) بقلم الناقد والكاب الصحفي محمد المحسن

 على هامش ذكرى رحيل الشهيد ياسر عرفات (11نوفمبر 2004)

نَم -“هانئا”-يا-ختيار-فنحن مازلنا نجترّ هزائمنا..!
"العبرات كبيرة وحارة تنحدر على خدودنا النحاسية..العبرات..كبيرة وحارة تنحدر إلى قلوبنا”.(ناظم حكمت).
لأنّك جاسر جسور،مدّ لا يرتد وتضحية بالحياة حد الشهادة،لهذه الأسباب ولأكثر منها بكينا رحيلك بملء الفم والعقل والقلب والدّم..منذ البدء كانت طريقك من المواجهة والإكتشاف،أو الإكتشاف عبر المواجهة وبها،طريقا شاقة وجميلة،إنّها طريق المناضل في اكتشاف ذاته وفكره وموقفه..لقد كانت تشكيلا رائعا للمناضل الذي يحلّق عاليا في فضاء
الحرية..تحليق لا للإفلات من قبضة الواقع والفكر،إنّما من أجل سيطرة ضوئية أكبر على الزوايا المعتمة في تضاريس الواقع..إنّه استبطان لضياء الحلم المشع وسط الظلال الشاحبة،الذي يميّز أصحاب الثراء الرّوحي المتميّزين،الصامدين بحق،والتأصيل لا يلغي التحليق،بل يمنحه شكلا جديدا،وعمقا استيحائيا أنصع.
لقد كنت يا-ختيار-من معدن خاص،معدن إنسانيّ..المعدن الذي صيغ منه كل الأبطال والشهداء منذ فجر التاريخ الإنساني..إنّك شقيق”سبارتكوس،وعمّار بن ياسر،فهد،وشهدي عطية،واليندي،غيفارا وديمتروف..”..وقد تجلّت في حياتك مثلما في موتك،بطولة الإستشهاد وتجسّدت في مسيرتك النضالية أسمى أشكال الفعل الإنساني النبيل..
نظرتك إلى التاريخ كانت نظرة الواثق من منهجية رؤيته وموضوعيتها مهما تكاثفت عوامل البشاعة والإنهيار والتهدّم،فلا يمكن لها أن تمهر الكلية الإنسانية بميسمها،ولا يمكن لخط الإنكسار في المسار الإنساني-مهما كان حادا-أن يحوّل العالم إلى أرض موات،ولا يمكن أن يتحوّل النبل الإنسانيّ إلى كائنية جوفاء..ليس هذا قانون التاريخ فحسب،بل هو قانون كوني طبيعي،إذ تتفاعل كل المقولات الموضوعية لتعبّر عن ناموس الوجود بكامله..
حين أوشكت يا-ياسر-أن تغادر بيروت المحاصرة،سألك أحد الصحافيين من غير العرب:إلى أين أنت ذاهب..؟أجبته بجسارة:إلى أين؟..طبعا إلى فلسطين.
اليوم،وفي كل موضع من الأرض المقدّسة،من البحر إلى الغور،يذهب الفلسطينيون بطرائقهم الخاصة،وطرقهم هم،إلى فلسطين العجيبة..لهذا وذاك نتطلّع جميعا إلى ملحمة البطولة التي تمثّلت على الأرض بالمقاومة،والتي ستتجلّى في تصحيح التاريخ بأمثولة تكتب لكل الشعوب ملحمة خالدة تقاوم الموت المتعسّف وتكشف زيف قوّة الذّراع والسّلاح،لتمجّد ألق الرّوح الشعبية التي تكتب الشعر بإيقاع الإنفتاح على الخلود.
لا أقول إنّ الرأس تطأطأ أمام الموت من أجل الوطن بل إنّ الرأس لتظلّ مرفوعة فخرا بشعب أعزل يؤمن بأنّ الشجرة إذا ما اقتلعت تفجّرت جذورها حياة جديدة،وتلك هي ملحمة الإنبعاث من رماد القهر وهي بإنتظار من يدخلها ذاكرة التاريخ عملا عظيما يشعّ منارة في المسيرة الظالمة التي تنشر ظلمتها قوى الشّر في العالم.
سلام هي فلسطين،إذ تقول وجودنا،نقول وجودها الخاص حصرا..فلا هوية لنا خارج فضائها..وهي مقامنا أنّى حللنا..وهي السّفر..
نَم -“هانئا”-يا-ياسر عرفات-فنحن مازلنا نجترّ هزائمنا..مازلنا غارقين في عجزنا..ومازلنا نردّد كلمات فقدت جلّ معانيها..!
أمّا أنتَ:”
..هناك كثيرون أمثالك
أعلّوا وشادوا
وفي كل حال أجادوا
وأنت كذلك أنجزت كل الذي في يديك
عظيما،جليلا..وما عرف المستحيل الطريق إليك..
لأنّك تؤمن أنّ الخطى،إن تلاقت قليلا..
ستصبح جيشا و صبحا نبيلا..
تمنّيت أن تصلّي في القدس يوما..تمنيت أن تدفن فيها..
لكن..
فعلت الذي كان حتما عليك
وما كان حتما على النّاس جيلا..فجيلا..”
أبو عمّار: الدّمع الحبيس يحزّ شغاف القلب..الدّمع حبيس والرّوح خرقة وصدأ،ولكنّ الدّموع لا تمسح تراب الآسى، وسنسيء إليك إذا وضعنا ملاك الحزن على قبرك..إنّ عنوانك معنا..إنك قريب منّا،إنّك فينا،في قلوبنا..في ضمائرنا،وستظلّ نبراسا يضاء على هذا الدّرب الطويل..
محمد المحسن

ضمة الخوالي/يحيى نفادي سيد /جريدة الوجدان الثقافية


 ((( ضمة الخوالي )))

يا من للخوالي ضم طيفه حاضرُ
.... أصدعت صروح ماضً هي لي مآثرُ
تأخذني لذكريات أمسً مر كراما
......... فأهيم بما ألاح وأسمي للقلب ثابرُ
ما عسى الأيام تمضي سرعا
.............كأنها لحسر سآلفها ترثي هاجر
أطوق لهواك وينعاني الأسف
......... فما بعد الرحيل يعاود الليل سامر
فها أنا بدروب الماضي أطوف
.................. لمجلس كان بنا حري ظافر
كنا والهوى فيه كطير تلمس
.......... للفضاء رفرفة الطير وحام تطاير
يا من للهوى كان قبس شموعا
........... أتذهب هالتك ويخلف عنك غابر
ليت أني ما سطرت بك وخاليا
........... ولا ذرف لسؤل العمر دمع حائر
إن لعبث الليالي قنوط يأسرني
............. وصمت السكون أنين فكر ذاكر
فنزع لطيفك آسرة زولي
......... فالحب إن لم يكن لطفا فهو كافر
أني لأصبو إليك في طرفا ألنعاسي
........... لأعيد صبوة عشق حلمه ماطر
فأن كان لي من الذكريات هروبا
.. فحواس الجوارح تشتاق لها وتؤازر
&&&&&&&& يحيى نفادي سيد
في 7/11/2021

مشيت على الموج /لمياء السبلاوي/جريدة الوجدان الثقافية


 مشيت على الموج ..

حاورت الطيور..
وقفت على القمر...
فسجدت النجوم...
ضحكت على الشمس..
تغطّيها الغيوم...
غمز الربيع اليا..
ودق قلبي طربا...
وتزيّن بطوق الياسمين..
رقص قلمي فرحا..
فقد أنجبت الأمير..
وتدثرت بخريف يشبهني..
هو فصل أصيل....
على اوراق اشجاره المتساقطة...
كتبت أطول قصيد..
واعتمرت بالبيت والقافية...
وتوسدت كالفقراء حصير...
فقط لاتذكر.. أن...
النور وحده من كان عظيم...
وان كلماتي لا تصلح
للرقص...
ولا أنا راقصة...
ولا حلمي ..
طبّال هزيل...
بقلمي... لمياء السبلاوي

مِنْ خَلْفِ الْمَسَافَات/ رَمَضَان الشَّافِعِىّ/جريدة الوجدان الثقافية


 مِنْ خَلْفِ الْمَسَافَات . . .

الْأَرْوَاح وَالْقُلُوب أَصْدَقُ أَنْباءً وَتُدْرَك مَا لَا يُدْرِكُهُ الْبَصَرُ فَهَل عَلِمْت نَبَا الأشواق . . .
خَلْف الْمَسَافَات تُناجِيك رَوْحٌ وَقَلْب بقصائد عَشِق وَجُنُون أَنَّه بَوْحٌ وَلَهَفَه بِحَرْف رَقْراق . . .
تَرْحَل الرُّوح إلَيْك وَكَأَنِّي طَائِرٍ عَلَى الْأَرْضِ كَسَيْر جَنَاحِه بلهفة يَنْظُر بِحُزْن إلَى الْآفَاقِ . . .
اُنْظُرِي لمَطلَع الشَّمْس ومَشرِقُها هَكَذَا أَشْرَقَت بميلاد جَدِيد بعشق فَرِيد اسْتَوْطَن بالأعماق . . .
أُخْفِي الْغَرَام وَالْقَصَائِد تَفْضَحْه ويراك كُلَّ البَشَرِ بِالْعُيُون حِينَمَا يَنْظُرُونَ إلَيَّ بالأحداَق . . .
إنْ كُنْت بَعِيدٌ أَوْ قَرِيبٌ فَلَا فَرْقَ فَأَنْت الوَطَن دَائِمٌ بِخَاطِرِي هَكَذَا اسْتَحَال الْفِرَاق . . .
أَسْأَل لَيْل الْحُنَيْن الطَّوِيل وَنُجُوم وَقَمَر والقصيد وهَمسَاتِي كَانَت وَسِيلَتِي للعِناق . . .
وَأَقُول مِن عُمْق إشتياقي هَنِيئًا لِأَرْض تحملك وَمَا تَرَاهُ عيونك وَكُلُّ عَيْنٍ تَرَاك . . .
لَيْسَتْ كُلُّ أُنْثَى سَيِّدِهِ وَلَا كُلُّ سَيِّدِه أَمِيرُه فَلَا أنثي وَسَيِّدِه وأميرة غَيْرِك أَوْ سِوَاكٍ . . .
فالنبض والقصيد وَمَعَهَا كُلّ غَرَام وأشواق تَأْبَى إلَّا أَنْ تَكُونَ لَكَ وَكُلّ جَارِحَة تُطْلَب إيَّاك . . .
يَحْفَظُك مِنْ خَلْقِكَ مِنْ الشُّرُورِ وَمَن عِداَك فَلَا عَادَت شَّمْس الْكَوْن تُشْرِق لِي عَدَاَك . . .
لَا مُؤْنِس لوحشتي وَلَن يَذْهَب ظَلَام الْكَوْن دُونَك وبإشراق شَمْس الدُّنْيَا مِنْ عَيْنَاك . . .
(فارس القلم)
بقلمي / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .

لست أقوى // سليمان كاااامل /جريدة الوجدان الثقافية


 لست أقوى

بقلم // سليمان كاااامل
***********************
لست أقوى.. علي نظرة تغتالني
أو بسمة من حلو ثغر لفاتنة كعوب
لست أقوى ..على كلمة تذيبني
تهدهدني وأنا بالصمت الغضوب
لست أقوى ...علي طيف عطره
يهز الرأس.منتشيا كاللحن الطروب
لست أقوى ........أن أظل ساكنا
وهمسك ...يشعل الشوق بالقلوب
تؤجج تلك الأنوثة...نار رجولتي
تثير النفس تأخذها كل الدروب
تجوب بها رياض العاشقين حبا
كيف لي رد الرياح بالعشق الهبوب
من تكوني .؟وقد ملكت ترسانة
من أسلحة الفتك يا أجمل الندوب
قد تعرى منك كل مستور القُوى
أَخفقتُ الإخفاء عنك لكل العيوب
أنا الضعيف أمام جبروت طغى
رفقا بي لست أقوى على الخطوب
وحدك من تستطيع تدبير مملكتي
فالتاج تاجي والسلطان كالمسلوب
...........................................
سليمان كاااااامل......الأحد
2021/11/7

كم ليلى سرقت ليلي من عينيّ /محمد حمد/جريدة الوجدان الثقافية


 كم ليلى سرقت ليلي من عينيّ

محمد حمد
نضجت في ذاكرتي فاكهة الاسماء
بعضها دانية القطوف منذ نصف قرن
(على أقل تقدير)
وازدحمت روحي بالف حبيب مزعوم
يتباهى
بل يتمادى علنا في نكراني صباح مساء
ويرفض اية بادرة حسن نيّة تصدر عن قلبي
كابتسامة ودّ أو باقة شعر حمراء..
كم ليلى سرقت ليلي من عينيّ
ثم مضت
راحلة في قاقلة لصوص عميان
بازياء نساء
تركتني اذرف ايامي فوق وريقات بالية
صفراء
الملمُ فيها جلّ همومي ثم اصبُّ "جام غضبي" على كلمات شاخت
تحت ذوائب شيخ مُتصابي
لا تجدِ نغعا معهُ الحنّاء !
عبء هذا الحب الوثني يا ام فلان
لم يترك في"جعبة"عمري غير بقايا اصداء
وهديل حنين يتردّد في زاوية ما
يوشك أن تجرفه عاصفة هوجاء...

عيون المها /حسين السياب/جريدة الوجدان الثقافية


 عيون المها

_________
مازلتُ في رياضها
أنعمُ بالجنتين
شعر غجري
تسافرُ معه
حمائمُ فؤاديَ
بعيداً..
في ليلٍ سرمدي
وعينينِ ساحرتين
كقمرينِ.. يُضيئان
محرابَ قصيدي..
أنتِ بحرٌ أمواجهُ
تنتشِلني من الضياعِ
ريحٌ مجنونةٌ
تأخذني إليكِ..
حسين السياب

جمال ومآل/عزاوي مصطفى/جريدة الوجدان الثقافية


 ---جمال ومآل---

يُعَابُ السَّوِيُّ وَيُرْمَى بِالنِّعَالِ
وَيُرْجَى مِنَ الضَّالِّ حُسْنُ الْمَقَالِ
وَنَأْسَفُ إِذْ مَا شَطَّتْ جُهُودٌ
وَنَشْكو مِن خَصَاصٍ وَمِنْ مَآلِ
نَجوبُ الْأَرْضَ لانَرْضى نُصُوحًا
وَنَغْرَقُ بِالنِّهايةِ فِي السُّؤَالِ
لَوْ سَقَيْنَا الْأَرْضَ مَاءً نَقِيًّا
لَفُزْنا بِالحَصيلَةِ وَالْجَمَالِ
أُنَاوِلُهُ الْمَوَدَّةَ بِالْيَمِينِ
وَيُخْفِيني الْمَنِيَّةَ بِالشِّمَالِ
لَنِعْمَ الْعَيْشِ خُبْزٌ بِعِزٍ
وَشُرْبٌ مِنَ النَّهْرِ الزُّلَالِ
نَنَالُ الْمَجْدَ بِالسَّعْي جَارٍ
وَنَحْفَظُهُ بِراياتِ النِّضَالِ
فكُلُّ امْرِئٍ نَفْسٌ وَجِسْمٌ
وتَكْتَمِلُ الْمَفَازَةُ بِالْخِصَالِ
إِذَا مَا الْعَقْلُ أَعْطَبَهُ زَمَانٌ
فَزِنْ سَمَاءَهُ بِالخَيالِ
عزاوي مصطفى