«(2)» التحكم الخفي بالإنسان ، ودور
الإعلام في السيطرة على العقول«(2)»
رؤيتي : د/علوي القاضي..
... وصلا بما سبق ، فإن هذه القضية إهتم بها الأدباء والمفكرون وعلماء الطب النفسي
... وأصدق مثال : كتاب (إغتصاب العقل) 1956 للطبيب النفسي (جوست ميرلو) ، الذي (يكشف) لنا كيف أن الأنظمة الإستبدادية تلعب بعقول الناس ، وتسيطر عليهم فكرياً ونفسياً ، وصار هذا الكتاب مرجعا مهما لـ (علم النفس السياسي والإجتماعي) لأنه (يتكلم) عن (السيطرة الفكرية) ويوضح (كيف) أن الأنظمة تستغل الخوف والضغط النفسي حتى تغيّر آراء وثقافة الناس ، وتجعلّهم يقتنعون بأفكارها دون ما يفكرون ويوضح أيضا (كيف) أن أساليب مثل (غسل الدماغ) تسعى لتفكيك الهوية الشخصية وإخضاع الناس
... الكاتب (ميرلو) يوضح كيف أن الضغوط النفسية والإجتماعية تشوّه التفكير وتجعل الإنسان يفقد الإستقلال الفكري وتحوله إلى كائن غريزي ، والكتاب يتكلم أيضا عن (كيف أن الأنظمة تستخدم الإعلام والخوف لتشكيل أفكار الناس وتوجيههم حسب مصالحها) ، وفيه يربط الكاتب بين ثلاث أهداف (السيطرة على العقول) و (تدمير الديمقراطية) و (حرية التعبير) ، ويحذر من خطورة هذه الأساليب على الحرية الإنسانية ، الكتاب كذلك يعلمنا كيف ننتبه للأساليب التي تستخدمها الأنظمة الإستبدادية والإستعمارية حتى تسيطر على عقولنا ، وينبه كذلك على أهمية (التفكير النقدي) و (الإستقلالية الفكرية) ، ويحكي عن دور (الإعلام) بالتلاعب بالعقول ، خصوصاً مع السوشيال ميديا
... وأخيراً ، يعلمنا كيف نحمي أنفسنا من السيطرة الفكرية ، وبالرغم من قدم الكتاب ، لكن أفكاره تنطبق على وقتنا الحاضر ، خصوصاً مع الأخبار المزيفة وتأثير السوشيال ميديا ، والكاتب كذلك يركز على أن من الضروري أن نحافظ على وعينا ونفكر بعمق قبل تصديق أي معلومة
... وخلاصة كتاب (إغتصاب العقل) ، دعوة للتفكير النقدي ومقاومة الضغوط النفسية والسيطرة الفكرية التي تهدد حريتنا وهويتنا الإنسانية
... ومما سبق واستكمالا لأفكار الكاتب كان لزاما علينا تقييم (الفكر الماسونى في ميزان الإسلام) ، الذي يخالف ويحارب الإسلام في عقيدته وشريعته ومنهجه
... ويظهر هذا جليا في منهج الماسونية في السيطرة على العالم (عقلا وفكرا ومقدرات وإقتصاد)
... وقبل التحكم والسيطرة على عقول وأفكار الشعوب ، رسمت الماسونية العالمية خططا ، وحددت منهجا ، لطريق القوة والسيطرة والتحكم ، وتقسيم الأدوار والأعمال على كل رئيس من رؤساء الدول العظمى من قبل المهندس الأكبر (رئيس المجلس الماسوني العالمي ) ، الذي حدد مهمة لكل شخص وكلفه بعمل معين ، مثلا :
★ المسيحيه والتعنصر العقائدي
★ نشر الإنحلال الأخلاقي والفساد في المجتمعات والشعوب
★ الجيش المسؤول عن الدمار والمسير من قوى أخرى
★ غزو العقول بالأفكار المزيفة والكاذبة بالقوة
★ صاحب الضربة الحديدية الرادعة لكل من يرفض
★ وقائد العصابات العالمية الضابطة لكل هذا
★ ونشر الموضه التافهة المدرة للأموال
★ والقوة الإلكترونيه الأنيقه والرفيعة على حسب نظرتهم
★ الإزدهار المقيد بالخضوع ونشر الشذوذ الجنسي
★ الواجهات الدعائية التي تسوق لما يريدون
★ والحكم المبهم الغامض
★ وموصل الأفكار الغامضة التي تذهب بالإنسان بعيدا عن مايقوم به باقي الأعضاء
★ ومن ثم (المؤثر) الذي يتقبله الجميع (الرجل الأسود) (وهذا تحكم بالعنصرية على مستوى الأرض) ، و (زوجته الجميلة) التي يتقبلها الجميع أيضا من براءتها وجمالها كمغريات
★ ومن ثم سيادة المال والنفوذ والمتحكمين بالإقتصاد العالمي
... والهدف الرئيسي الغير معلن للتحكم في العقول والأفكار هو : { أنّ الأمم الإستعمارية التي رفعت راية الحرب على الإسلام في العصر الحاضر لاتمنع المسلم من أن يأخذ بعض الإسلام متمثلا في العبادات داخل دور العبادة } ، و (إنما خوفهم من المسلم أن يأخذ الإسلام بكامله وينتقل بالإسلام من داخل دور العبادة إلى خارجها للتطبيق العملي في المجتمع)
... فمن إكتفى بالشعائر التعبدية الخاصة داخل المسجد يعيش معهم في سلام ، وإنما خوفهم ممن يأخذ الإسلام بكامله ، بـ (صلاته وتوحيده) بـ (تكفيره وبراءته من المشركين) بـ (صيامه وجهاده) بـ (ولائه وبرائه) ، فعندها يشعر الكافرون بالخطر وتُستنفر قوى الكفر للحرب على أهل الدين الخالص ، لذلك كان المستعمرون يقربون أئمة الصوفية ويجزلون لهم العطاء والمناصب لأن منهجهم يقتصر على العبادات فقط
... إنّ أكبر المصائب في هذا العصر أنّ تحكيم الشريعة غُيِّب عن حياة الناس (عن قصد إستعماري) ، وقد تحكم المستعمر فيهم ، وألزموهم بالتحاكم إلى قوانين يَسُنُّها البشر ويُعبد فيها غير الله ، وقد خضع غالب الناس لذلك ، حتى تلاشت أهمية تحكيم الشريعة عن الكثيرٍ ، وأصبح من الصعب تطبيقه ، وعاش الصغير وضع العلمانية وهرم عليه الكبير
... إنّ الغرب يخاف من المنهج الإسلامي الشامل الكامل خوفًا شديدًا ، ولايخاف من الصلاة والصيام ، وإنما خوفهم من تحكيم شريعة الله كاملة ، فهم يعلمون أن ذلك ينزع سلطانهم ، ويعني أن تُكَف أيديهم عن الخلق ، فلا يتحكمون بالإنسان أوالبلدان ، ولايأخذون من ثرواتهم شيئًا
... إنّ الغرب يعرف ذلك حق المعرفة ، ولذا فإنه لن يترك تحكيم الشريعة يأخذ طريقة وهو يجيد منعه بكل السبل ، ولابد أن نقف دون ذلك مااستطعنا
... فالمنهج الإسلامي الكامل ، دين ودولة ، عقيدة وشريعة ، ظاهر وباطن
... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لايعلمون ، والله غالب على أمره ولو كره الكافرون
... وإلى لقاء في الجزء الثالث إن قدر لنا ذلك وقدرت لنا الحياة
... تحياتي ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق