* قصيد قلق ~
كعادتي ...
ومع كلّ ولادة ضوء جديد أوّلَ الفجر
أزُفّ قوافلَ حرف
عشقها قلبي الممزوجُ ببياض السّحاب
وقد أوصيتها بآجتياح هدوئها كالبرق
لتزيح عنها ما كدّرها من سنينَ عجاف
وما تغشّاها من برودة بوقع العدم
أردّد وصيّة خطّها - منتشيا -
مدادٌ تعتّق بالنّور ...
يسأل الرّبّ عَوضا يَجبُر كسر أرواح
انتظرت غائبين آنت عودتهم
ربّي ...
علّمني قولا دافئ الإيقاع
إذ يحدث و يُسمع للصّمت صدى
والكون يحتضن البروقَ
يحدث ، وتتنشي الرّأسُ على وقع
أهازيج الأوّلين
ربّي ...
كم قلق قصيدي هذا المساء !!
يخوض في كهوفي المتداعية
والنّوى نفس النّوى ..!!
كم خانق هذا البعد !!
كم قاتل هذا القرب !!
حتما سأرفع سرايا خيمتي
أقيم مواسمَ بهيجةّ
لقصائد لامست سنام القول
وطهّّرت قريحتي المكدودةَ
ربّي ...
أمّا وقد نويت ثلاثا
وأقسمت على أن أقيم فرائض الزّهد
حتّى بعثت في قومي -- نبيّة ...-
ها أنا نفخت في الحرف من روحي
حتّى استوى صادقا
يمسح دمعَ تائه موجوع
يضمّد جروحَ مغدور
يجبّر كسر نفس تناستها الأعذار
ربّي ...
ولأنّي خبرت آيات المحبّة
ها أنا أوصي نفسي بأن تتوسّد
أنهار حبّها وهي تكتب قصائدها
كي لا تتقّلب بعد السّاعة ...
بين قلق ... وقلق !!
~~~~~روضة بوسليمي ~ تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق