سجان الموتى / رياض التركي
سَجّانُ المَوتى
في لَيلَةِ شِتاءٍ مُمطِرَة
وكَأنَّهُم على الأرائِكِ نائموُن
رُبَّما ما زالوا يَحلُمُونَ
بكأسِ خَمرٕ أو بتَقبيلِ ثَغرٍ
أو رُبّما يَزّنُونَ
تَحتَ ظِلِ شَجرَة
كُلُ شيئٍ مُباح حتى الصَباح
مِنْ دونِ وِشايةٍ أو ثَرثَرَة
مَشيتُ وكأنني لمْ أمشي
كَجُثمانٍ في قَلبِ نَعشِ
مُتَكئاً على رَمَشي
والخَوفُ أنِيساً مؤنساً
يُلَملمُ أشلاءَ روحي المُبعثرَة
أشُمُّ رائِحةَ المَوتى بَينَ الحَبق
أبحثُ عن ثُقبٍ مُصابٍ
بِداءِ الشَقيقةِ أو بالأََرق
فَتَسَلَّلتُ ..
دونَ تأشيرةِ دخولٍ أو تَذكَرَة
سائِراً على
السِراطِ المُستَقيم حُراً
فَشريحَةُ بَياناتي خارجَ
نِطاقِ السَّيطَرَة
وفي جُعبَتي ما زالَ
قَلَّمٌ وقِرطاسٌ
مِمحاةٌ ومِسطرَة
على المَيمنةِ
ثُلّـةٌ مِن سَلافِعٍ سَفَلة
وقادةٍ سُراقٍ وحُكّامٍ قَتَله
المَساحةُ لا تَسَعْ
فَداهموا المَيسَرَة
لا عَدلَ .. لا عَدلَ حَقَّاً
العَدلُ ليسَ سِوى حِيلةٍ مُبتَكَرَة
سِيَّانٌ هُما
فَما الحَياةُ والمَمَاةُ إلّا مَسخَرَة
بُوذيٌ يُصلي بِصمّتٍ
يَؤمُ اللا شيء
مِنْ أجلِ اللا شيء
بِسلامٍ دونَ مَفخَرَة
هِندُوسيٌ على ما أظنٌُ
كانَ يَضعُ طَوقَ مَهاةٍ
حَولَ عُنُقِ بَقرَة
وآخرُ كانَ مُنشَغلاً بطِلاءِ
الأصفَرِ عِندَ المُؤَخّرَة
وَصَدى أنِينِ طِفلٍ
ما زالَ يَرمُقُ غَرَقاً
في وَحلِ مَجزَرَة
سَجّانَ المَوتى
دَعْ .. بَعْضَنا البَعْضَ يُفاوِض
دَعْ .. بَعْضَنا البَعْضَ يُقايِض
ألفَ خِنْزيرٍ بِجوهَرَة
فأَبَى وإعتَرَض ..
سَجّانُ المَوتى
مُستَبِدٌ ..
لا يَعرِفُ سِوى المَوت
ما أجبَرَهُ وما أحقَرَه !
أيُها السَجّان
ويّحُكَ تَمَهَلْ ..
جِئتُكَ أنا التُركيُّ قَسوَرَة
أسّتَلُ نَصلَ سَيفي ظَمِئاً
مِنْ غِمْدِ المَحبَرَة
أيْقِظُوا هِندَ كيّ
تُرمّمَ بابَ خَيبَرَة
أُمّضَغُ نَهدَ عَبلة
وسأُطلِقُ سَراحَ المَوتى
بَعدَ الاِستِئذانِ مِنْ قَداسَةِ يَسوع
وَبِعلمٍ مِنْ فُحُولَةِ عَنتَرَة
رياض التركي - العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق