فوضى الكلمات :
أنفض غبار اليأس عن أوراقي
المتناثرة في أركان قبوي
وأرتب وسائدي الجوفاء
من كل حلم جميل
عبر ثقوب السقف العتيق
و أفيق من شرودي وسهوي
و أمسك قلمي برعشة المتوجس
خوفاً من كلمات خائنة
وأكتب أول سطر لقصة انتهت
قبل بداية لملمة افكاري
من بين ثنايا خطايا الماضي السحيق
فتنتهي معها النهايات والبدايات
كأنها أضغاث نائم بعد تعب رحلة البحث
عن معالم حياة جديدة من غير رفيق .
أجمع شتات روحي
من بين زوايا الذكريات الأليمة
و أهرب من هواجسي بين دروب طفولتي
وأحنّ لخبز أمي و رائحة رماد الموقد
المنطفئ بعد شتاءٍ طويل .
وتعود بي الذكريات
إلى أعماق أعماق الحنين
وتحفر في الأيام و تنبش في السنين
وتستدعي كل الآلام والأحزان معاً
وكل كلمة باكية و كل لحن حزين .
و كأنني شخص قديم من عالم قديم
بين عوالم مختلفة وسط السديم
مع ذكرياتي و أحزاني أتجول
عابر بلا محطات وبلا إستراحة
تطاردني هواجس البعد
وتأسرني الأماكن وأطلال آسفة
على لقاء لم يكتمل
على استحياءٍ أكتب هذه الكلمات الخجولة
مسترسلاً مستعجلاً قبل ذهاب هذا البوح
فراراً من واقع ممل .
أكتب مستذكراً كل طفولتي
وكل أماكن اللعب ومدرستي
و ملابس الشتاء وأمطار الخريف
ورائحة التراب
و بستان البرتقال قبل أن يضّمحل
وآخر قمر من عمر سعادتي قبل أن يأفل .
أكتب ولا تطيعني الكلمات ولا الذكريات
وتهرب الهمسات مني إلى غير مستقر
وأجدني عائداً محملاً بالحنين
وبالشوق مُثقل .
فوضى الكلمات .
بوزيد كربوعي
الجزائر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق