بين الرغبة والروتين
بقلم الأديب المصرى
د. طارق رضوان جمعة
المحتويات :
١. العلاقة بين الروتين والتغيير
٢. لماذا نكتب؟
٣. فائدة التعليم والثقافة
٤. الروتين فى العلاقة الزوجية
٥. كيف يمكن تجديد العلاقة الزوجية ؟
٦. أسباب الكراهية بين الزوجين
الرغبة فى الإصلاح مجهدة للعقل وتتعارض مع الروتين ومعتقداته، لأن الروتين تعود على نظام ثابت ألى وبالتالى ففيه راحه للعقل. لكن الحق واضح فالتغيير لابد منه حتى لا تصيبنا أفة الروتين الوظيفى أو الروتين الزوجى وغيرهما.
بالطبع انا لا أكتب لأغير العالم، بل لأٌنقذ نفسى فالإنسان السوى مثله مثل النحات الذى يقف امام صخرة فيحذف منها كل ما هو غير جوهرى. لذلك عزيزى القارئ وأختى القارئة يجب الا نقرأ لتعارض او نفند ولا لنؤمن ونسلم ولا لتجد ما تتحدث عنه، بل لنزن ونفكر؛ فما الكتب إلا أطفال العقل. والقارئ الفطن هو الذى يقرأ بقلبه وعقله معا، فالقلب أبصر من العقل.
وقديما قالوا ان من صح قلبه لا يتورط فى مأسى ، لأن ما يورط الناس فى مأسى لبس عيوبهم وإنما فضائلهم. لذلك تجد أن ثقافة الفرد هى صرخة البشر فى وجه مصيرهم.
ذكر الفيلسوف الألماني " إيمانويل كانت" فى مذكراته أنه استغرق سبعة أعوام ليقرر زواجه من حبيبته من عدمه. فلما استقر على أن يتزوجها كانت المفاجأة له حيث وجدها بالفعل زوجة لرجل آخر وام لطفلين. وهذا هو مثال للروتين الفكرى والتردد وكثرة التدقيق.
التعليم هو اول شىء يرغب المحتل فى القضاء عليه..لماذا؟ لأن التعليم والثقافة هما ما يجعلوا من البشر أكثر إنسانية ، يجعلهم أخلاقيين. التعليم هو تغيير، هو رفض الروتين وأساليبه. التعليم هو ما يزيل الغبار المتراكم عن العقول، ليعيد تكويننا وصياغتنا. والثقافة هى ما تبقى ضمائرنا يقظة، خاصة وأننا نعيش فى غابة الفرق فيها بين الإنسان والوحوش صغير جدا، فأيا منا يمكن أن يكون جلادا أو ضحية.
وهنا سؤال يطرح نغسه فما الفائدة التى جلبها كل ما كٌتب حتى الآن ، إذا كان لا يزال لدى بعض البشر نفس الظلمة الروحية؟ فهم يقرؤون ويسمعون عن الحب والرحمة والحرية، ومع ذلك يكذبون حتى الموت من الصباح إلى المساء ويخشون الحرية ويكرهونها.
والروتين فى العلاقات الزوجية شىء قاتل. فالعلاقة بين الزوجين ينبغى أن تكون كالعلاقة بين اليابس والماء، بين الشمس والقمر. ليس الهدف أن يصبح كلا منا مثل الأخر ومطابق له. ولكن الهدف أن بتعرف كلا منا على الأخ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق