الجمعة، 23 فبراير 2024

★ وادي الدماء ★ بقلم الكاتبة زينب عياري / تونس 🇹🇳

 ★ وادي الدماء ★ 


التاريخ بيع في ميزان بلا كفة 

الضمير دوح في مهب الريح  هفاف

وطن بلا رغيف والدماء تسيل من المنبع 

الماء شحيح لا يبل الريق ....

وبسمة الجلاد تلمع على خد السيف 

الغراب المنتوف يرفرف في أشياءنا 

الريش يطير بلا وجهة 

نصفق له تعود به العواصف 

المسافات تقطعت أوصالها 

لا أجنحة تحلق بها الطيور 

باب القفص مغلق .....

المفتاح العتيق في عنق صومعة تتأرجح 

ماذا تخبئ ايها المستبد 

تحت السجاد هناك مستند 

هل تخفي مشانقي والحريق 

أم  حبيبتي وشَعرها الغريق 

كل الألغاز استهدفت رحلتي 

لم يبق غير ضوء عمامتي بيهر ....

وثقب في قلب مآذني 

يا حادي الطريق كل هذا الظلام مزور 

أتجرع معناه العميق ....


لا تسحبني  إليك ايها الغبي 

لنلتقي في نفس المضيق 

لقد سقطنا في بئر يوسف 

غير أني أرى العتمة نجاتي 

وأنت الذي اصابك العمى ..

مهما تمرغت في قميص الأنبياء 

ستبق رهن أذيّتي والدماء ....

ومجاعة الافئدة والابرياء 

ستخونك الأمانة مهما تعففتَ بالبياض ...

ستحوم فوقك النسور ترْجمك بالحصى 

وتخترق أبوابك فيلا تقودها قوة السماء 

لا تجادلني والمعنى أجوف 

تتخيل أنك اقوى مني 

تقتل الاطفال وهن نيام 

تغطي عين الحق بورقة مجهولة 

عبثا تحاول سأركب صهوة الذاكرة 

واملأ هدير الزمن في كأسي ...

وكل يوم يفيض نشوة 


سأسكر بالألم قدحا ولن أترك لك فرصة 

لن تتباهى بدرب الأعالي لحظة 

تقص ذراعي وتأكل  من لحمي 

تفاخر في  المآسي منشدا 

وتعود إلى خوفك ترتعش ..

لن أخضع لك مقدسا 

أي فخر هذا وانت تراني أموت محاصرا 

أشرب من قوّتي واستشق الحياة من خالقي 

يا لذاتي التي تعاند ..

أيها المتساقط من ذُلك  يصدمك الصمود 

وقوة صبري ....

وعزتي وشموخي بقدمي على احلامك سأمشي 


لا أترقب منك العطف 

أيها الوحش المتجبر

لا تقل انك بشر مثلي 

أيها الديناصور تبتلع الناس جهرا 

تخال نفسك تنال مني .  .

وذنبي وصمة عار على جبين اخوتي 

لم يسمعوا صوتي 

ولم يهرعوا لنصرتي ...

سأموت شريف ولا اطلب النجدة 

لن أستجدي عمري مطأطئ الرأس 

أنا على عهدي أحيا وسأعود لوطني اقوى


ستأتي الريح التي انقضت يوسف 

وتتحقق المعجزة التي أعادت  يعقوب البصر 

أيها الوغد  لولا الحصار لهزمتك الأول 

لكنك تموت قهرا لأني اشجع منك ...



سيذكرونني من بعدي إني الأشرف وهذا يكفي 

دمي رحيق شذي على ارضي 

وجسدي مواقد الأبطال ..

ستضيع في دهاليزي وتشتقك الدهشة 

لا تطمئن كثيرا لعزلتي وصمتي 

أنا لا أهرب من جمر وحدتي 

وموتي ميلاد إلى مرحلة أخرى .................🇵🇸🇵🇸


بقلمي زينب عياري / تونس 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق