أنتَ لم تشْهدِ انطفاءَ القنديلِ في ليلةٍ غيرِ مقمرة، لم تتحسّسْ سرايا القلبِ المظلمةَ كيف يدلهِمُّ عليها اللّيلُ أسودَ وهي منكّسةٌ لواءَ الذّاتِ بخذلانِ فرسٍ لم تفزْ في سباقِ جَريٍ .
أنتَ لم تذقْ مرارةَ الاضطهادِ هربًا من غيلانٍ تمتصُّ عمرَك ، لم تختبرْ لوعةَ الاختباءِ خلفَ المتاريسِ مخافةَ اقتناصٍ، لم تكتئبْ من لحظات تصميمٍ على اعتزالٍ من ذلك العالمِ المصابِ بلوثةِ جنونٍ ، أنت لم تختبرْ إحساسًا بفاجعةٍ وكيف بها ستضطرُّ مرغمًا بأن تفقأَ عينَ الشّمسِ، كي تسترَ معالمَ الحزنِ المعشّشِ في كيانِك.
ذلك الظلُّ يخبّئُ تحتَ جناحيهِ ضوءًا ما يزالُ على قارعةِ الانتظارِ يقامرُ بما تبقّى من ذاتِه ليمنحَ حبيبًا حزمةَ أملٍ وإن بنورٍ مُختلَسٍ لعلّهُ يحظى بتعاطفِ أطيافٍ دخيلةٍ على عالمِه الأجوفِ !!!
للحنينِ اشتعالاتٌ لا تنطفئُ، ذلك الظلُّ هو تلكَ الذاتُ المتمردةُ على حصارٍ هو أشبهُ بغرفةٍ مقفلةٍ رغمَ اتّساعِ الفلاةِ، رغمَ رحابةِ الآفاقِ أمامَ ناظريْها، الظلُّ المثقلُ بحصارٍ من سدودٍ يأبى التّشتُّتَ حتّى وإنْ في شذراتٍ ذهبيةِ اللّمعانِ مهما ضاقتْ عليهِ سعةُ القبرِ المنْفى.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق