... . القنبلة رواية / رضا الحسيني ( 26 )
في هذه الأثناء كانت شاهي مع والدها في سيارتها تسير خلفنا باكية وعيونها لاتفارق سيارة الإسعاف ، فروحها هنا بداخلها ترقد بلا حراك وكأن نظراتها تُلاحقني طِيلة الوقت تسألني لتطمئن عليها ، وكانت عيوني تحاول جاهدة أن تبعث لها دوما ماتقدر عليه من الاطمئنان
حين وصلنا للمشفى كل شيء كان يحدث بأقصى سرعة ، وشعرت أن الجميع هنا كانو بانتظارنا ، ففهمت على الفور أن الضابط عماد قد فعل كل شيء بإمكانه ليجعل الأمور تسير هكذا ، وكانت شاهي رغم ماتعيشه من خوف وحزن على طفلتها الجميلة صاصا ن إلا أنها كانت بذات الوقت تشعر بشيء من الارتياح ، فاقتربت مني قائلة :
_ مش عارفة من غير عماد كنا هنعمل إيه ، بيعمل كل حاجة لصاصا وهو هناك بالمعرض
اخترقت كلمة عماد أذني كما يخترق صوت انفجار قنبلة أرجاء المكان ، تقول عماد ؟! ، عماد هكذا لاضابط ولا باشا ولا أي شيء ، وكأن هي وعماد يعرفان بعضهما منذ سنوات وليس منذ دقائق فقط ، وشعرت بعيوني تخرج من وجهي مندهشة ، ولا أدري هل لاحظت شاهي ذلك أم لا ، وأجبتها قائلا :
_ طبعا شاهي هانم ، صاصا غالية كتير على سعادته، حضرتك متعرفيش عملت فيه إيه من بعد ما انصرفتوا
_ هتحكيلي بالتفصيل حضرتك كل حاجة بس أطَّمن الأول عليها
_ خير خير اطمني ياهانم ، دلوقتي الدكاترة هيطمنونا عليها ، هي وقعت بس من الخضة ، واضح السيارة لم تصدمها ، الكل قالوا كده
_ معرفش بصراحة إيه اللي حصل ، كل حاجة حصلت فجأة و بسرعة ، وحسيت إن روحي راحت والسيارة بترجع نحيتها لحظة ما اندفعت ورا البالون لما فلتت من إيديها
ولا أدري كم مر علينا من الوقت ونحن داخل المستشفى ننتظر حتى يخرج علينا أحد من الموجودين بداخل الحجرة حيث يقومون بالكشف عليها ، في حين كانت أجهزة تدخل وأخرى تخرج وممرضات تتحركن دخولا وخروجا ، ولا أحد يتكلم ، فقط ينظرون نحونا مبتسمين ، كانت ابتسامتهم وحدها تقول لنا أن الأمر ليس خطيرا ، ومع كل ابتسامة كانت تخرج جملة واحدة جعلتنا في غاية اندهاشنا :
_ اطمني شاهي هانم
وأخيرا خرج طبيب وهو يرسل بابتسامة أكبر وجاء نحونا قائلا :
... ,غدا نلتقي مع 27
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق