*تمنّيت*
تمنّيت ركوب أرجوحة الزّمان
لتعيدني إلى زمن فات
إلى زمن البراءة والصّفاء
يوقظني لحن الصّباح
وحركات أمّي تنضّد الأواني
وترقب في آن فوران الحليب
أريد ان أرهف السّمع
لقرقرة البيض على الموقد
و روائح الخبز المحمّص
تتسلّل إلينا
زاجرة عنّا السّبات
وصوت أبي يعلو بالنّداء
أن حان الوقت أيّها الأبناء..
تتيه نظراتي
ويصيبني الإغفاء
ينفتح خيالي على أزقّة ودروب
تفوح من جنباتها
روائح طفولة منسيّة
رأيتني أطوي الطّريق
إلى مدرستي
تلك التي يصدح فيها الرّنين
فأعجّل الخطوات
أدخل الفصل
وصوت المدرّس
يشعل فتيل شوقي
إلى الحرف والكلمة
ثمّ رأيتني أحتسي كوب عصير
في مقهى على سفح جبل عتيد
حيث الأراجيح والألعاب
وآثار شاهدة على حضارة الانسان
وأتابع طيورا تلتقط الحب
ثم ترفرف بأجنحتها
تتشابك فيما بينها
مطلقة رائع الزقزقات
وحين تفتّحت عيناي
خرست عصافير خيالي
وزجرني رديء الأغاني
وبكل حزن زفرت روحي:
آه من هذا الزّمان الجبّار
محطّاته لا رجوع إليها
فما فات قد فات .
فردوس المذبوح/ 29ماي2023
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق